كتاب الإشهاد لأبي زيد العلوي (ت326هـ)
كتاب الإشهاد .. أبو زيد العلوي (ت326هـ)
بين كتاب الإشهاد مسألة الإمامة من وجهة نظر زيدية ورد على من خالف فيها خصوصاً من الاثني عشرية، والمؤسف أن الكتاب مفقود بالكامل عدا نصوصا قليلة وجِدَت في كتاب ابن قبة الرازي المسمى (نقض الإشهاد) والذي رد عليه به. ويقدم ما بقي من الكتاب – وهو الذي بين يديك- صورة عن مؤلفه أبي زيد العلوي ((ت326هـ) وقدراته العلمية في الاحتجاج، وأثر ذلك في التراث اللاحق للزيدية في مسألة بيان وجهة النظر الزيدية والرد على مخالفها.
وبمقارنة كتاب الإشهاد مع الردود الزيدية عل الإمامية ككتاب الدعامة لابي طالب الهاروني (ت424هـ) وشرحه الموسوم بالمحيط في الإمامة و كتب أخرى يمكن أن نرى تأثير هذا الكتاب على الأوساط الزيدية في ردودهم على الاثني عشرية والزيدية في ردهم على فكرة الإمامة عند الاثني عشرية، إذ كانوا يركزون على إشكالية الغيبة عند الإمامية ويعتبرونها مشكلة في الفكر الاثني عشري حول الإمامة.
أما أهمية الكتاب فبالإضافة إلى ما سبق تأتي من أهمية مؤلفه من جهة، ومن أخرى ما أحدثه من تأثيرٍ حمَل كبير متكلمي الإمامية أبا جعفر بن قبة الرازي للتصدي له بكتاب (نقض الإشهاد)، وهو ما دعا الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (ت411هـ) للتصدي لكتاب ابن قبة بكتاب (النقض على نقض الإشهاد)، وما نقله الشيخ الصدوق من نصوص من كتاب الإشهاد توحي بقوة حجتها.
هذا الحوار الفكري بين أهم مذهبين شيعيين في منطقة شمال إيران، بالإضافة إلى أن أبا زيد العلوي أيضا كتب ردّاً على القرامطة، وربّما كان هذا الرد يشكّل قسماً من كتاب الإشهاد؛ ونعرف أنّ الامامية والاسماعيلية كانوا يتواجدون في الري في تلك الفترة، نكتشف زعامة أبي زيد العلوي للزيدية هناك، وترأسه العلمي لهم، ويظهر نوع وطبيعة العلاقة بين المذاهب الشيعية الثلاثة في تلك المنطقة من العالم الإسلامي في القرن الثالث والرابع الهجريين ويسلط الضوء على أفكار كل منها.
و يمكن أن نتعرّف من خلال كتاب الإشهاد إلى عقائد الزيدية في إيران في هذه الفترة بالذات وخاصّة عقائد أبي زيد العلوي؛ ومنها نعرف أنّ أبا زيد العلوي كان يمثل النسخة الأصيلة للفكر الزيدي.
أما المؤلف أبو زيد العلوي (ت326هـ) فعلى الرغم من مكانته الرفيعة في المذهب الزيدي إلا أن المعلومات عنه محدودة، وهو أبو زيد عيسى بن محمد بن أحمد بن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ولِد في العراق ونشأ بها، ثم انتقل إلى مدينة الري، (ضاحية في جنوب شرق طهران حاليا) واستقر هناك حتى توفي، ولا عقب له.
قضی قسماً من دراسته في الكوفة و فيها استفاد من المحدث الزيدي الشهير الحسين بن الحكم الحبري (ت286هـ) وأيضا استفاد في الفقه والحديث من الفقيه والمحدث الزيدي محمد بن منصور المرادي (ت290هـ)، وبهذا يكون قد أخذ طرق الحديث والفقه الزيدي من هذين الأستاذين، وانطلاقا من أن المرادي كان تلميذا للإمام القاسم الرسّي (ت246هـ) من جهة و تلميذا للإمام أحمد بن عيسى بن زيد (ت247هـ) من جهة أخری، يمكن أن نأخذ في الاعتبار أنّ أبا زيد العلوي كان يعرف جيدا مدرستي الفقه الزيدي الكوفي والفقه القاسمي. كما أنه استفاد في الري من أحمد بن سهل الرازي مؤلف كتاب أخبار فخّ. ومن مشايخه الآخرين نعرف أخا الناصر الكبير الاطروش وهو أبوعبدالله الحسين بن علي المصري (ت320 تقريبا)، وأيضا يمکن أن نذکر أبا عوانة الاسفرائيني (ت316هـ)، المحدث السني المعروف.
تتلمذ عليه شمي آل الرسول أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني (ت352هـ) وكان قد ذهب إلی الري سنة 322هـ لكي يستفيد من أبي زيد العلوي، وبما أنّ أبا العباس كان من علماء الزيدية الكبار في إيران والعراق آنذاك، وكان له فيما بعد تأثير مهم في الأوساط الزيدية وخاصة من طريق تلميذيه المشهورين المؤيد بالله الهاروني وأخيه أبو طالب الهاروني، يمكن أن ندرك اهمية دور ابي زيد العلوي في نقل التراث الزيدي القديم وفي اليمن أيضاً. و نعرف الآن أحاديث أبي زيد العلوي من خلال كتب أبي العباس هذا وخاصة كتاب شرح الأحكام.
وصفه تلميذه أبو العباس الحسني، بأنه شيخ العلوية وعالمهم. ويتردد اسمه في التراث الزيدي كشرح التجريد وتيسير المطالب والمصابيح وغيرها. وقال عنه أبو نصر البخاري: عالم كبير من علماء الزيدية فقيه متكلم، وقال ابن أبي الغنائم: كان سيداً فقيهاً.
جمع الكتاب الباحث اليمني: السيد جمال الشامي
==
المصادر: معلومات من الباحث اليمني السيد جمال الشامي، وعن موقع كاتبان الإيراني:
http://ansari.kateban.com/print/1737
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 8403 مرات