الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية .. تأليف شيخ الإسلام العلامة حميد الشهيد بن أحمد بن محمد المحلي (ت652هـ)
الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية
تأليف شيخ الإسلام العلامة حميد الشهيد بن أحمد بن محمد المحلي (ت652هـ)
ذكر فيه بعض ما ورد من أحاديث وآثار في العترة النبوية، ثم ترجم للأئمة من أهل البيت عليهم السلام بدأ بالإمام علي وانتهى بمعاصره الإمام عبدالله بن حمزة ت614هـ، ثم خاتمة مفيدة في موضوع الكتاب، فيها مدائح الأئمة المذكورين، ومجموع تراجم الأئمة الذين ترجم لهم 30 إماما، وقد ألفه بطلب من القاضي الأجل الأوحد، الأعز الأسعد
ويذكر في مقدمة الكتاب ذلك بقوله: "حيث طلب الوقوف على جوامع أخبارهم، ومحاسن آثارهم، ونكتٍ من منظومهم، ولمع من منثورهم"، إلى أن قال: "ونحن نذكر ذلك حسبما ذكره من عُني بهذا الشأن من أئمتنا عليهم السلام وغيرهم من نقلة السير".
وتحدث عن منهجيته في الكتاب فقال: "وقد سلكنا في ذلك طريقة المصنفين، وذكرنا نكتًا مما ذكروه، ونظمنا لُمعًا مما نقلوه، ونُقدّم أمام ذلك فصلاً يتضمن طرفًا من الأحاديث التي نقلناها بالإسناد الموثوق به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل العترة عليهم السلام؛ ليعلم الناظر أولاً أن أئمة الزيدية هم الصفوة من الأمة، والخيرة من أهل الإسلام، فيكون ذلك أقرب إلى رعاية حقهم والاعتراف بفضلهم، وليتحقق المنصف أنهم أحق الأمة بالزعامة، وأجدرهم بالإمامة".
وأهمية الكتاب: أنه من أوائل الكتب التي أرخت لأئمة الزيدية، وجمعتهم في كتاب واحد، وهو أبرز مثال على الاتجاه التاريخي المذهبي في اليمن، وكان ينحاز فيه بالتأكيد لأئمة أهل البيت ضد خصومهم، وكان ذلك يعني له تمام المحبة، وجميل الإحسان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه كان صادق الرواية، وتعظم أهمية الكتاب في تراجم الأئمة الذين عاصرهم، ومن قبلهم، ممن يقرب عصره بعصرهم.
أما مؤلفه فهو:
هو شيخ الإسلام، الشهيد، حُمَيْد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالواحد المُحَلي الوادعي الهمداني، والمُحَلِّي بضم الميم ذكره بعض أولاده وَوُجد بخطه، والمحفوظ والمسموع من ألسُن العلماء: فتحها.
ولد –لعلَّه- في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة للهجرة، ونشأ في أحضان والده الذي كان أحد فقهاء ورجالات عصره، ثم تتلمذ على أبرز علماء عصره وهم:
1-الإمام الأعظم عبدالله بن حمزة -عَلَيْه السَّلام- وناهيك به.
2-الشيخ محيي الدين محمد بن أحمد بن الوليد العبشمي القرشي.
3-الشيخ بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع.
4-الشيخ عمران بن الحسن.
5-الشيخ أحمد بن الحسن الرصاص.
6-الفقيه جميل بن عمرو النهدي.
7-القاضي زيد بن أحمد البيهقي القادم إلى اليمن سنة (610هـ).
8- إسماعيل الحضرمي الشافعي الزبيدي.
9- المرتضى بن شراهنك الحسني المرعشي الذي وفد إلى اليمن ابتغاء معرفة الإمام المنصور بالله -عَلَيْه السَّلام- ولكنه لم يصل إلا وقد مات الإمام فأكرمه أولاده، وزوجوه أختاً لهم، وخلطوه في جملتهم.
وتعلم على يديه، مَنْ صاروا يُشَار إليهم بالبنان رفعة وفضلاً ومنهم:
1-أحمد بن حميد –ولده- الذي نثر عليه الإمام المظلل بالغمام دُرِّ ألفاظه حين قال فيه: (العالم بن العالم ، محيط بالأصولين إحاطة الهالة بالقمر، ومحتوٍ على الفروع احتواء الأكمام على الثمر.... أشبه أباه خلقاً وعلماً، وماثله خلقاً وفضلاً، ومن أشبه أباه فما ظلم).
2-يحيى بن القاسم الحمزي، العالم صاحب الإمام الشهيد أحمد بن الحسين (ع) ومؤلف سيرته.
3-يحيى بن عطية بن أبي النجم، من أعيان العلماء، وأصحاب الإمام الشهيد.
4-عبدالله بن زيد العنسي، العالم الأكبر ، والحبر الأعظم، ذو المؤلفات الشهيرة والأخبار الغزيرة.
وله مؤلفات منها:
1-الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية. وهو هذا الذي بين يديك.
2-محاسن الأزهار في فضائل أهل البيت عليهم السلام، شرح لقصيدة الإمام عبدالله بن حمزة.
3-عمدة المسترشدين في أصول الدين (شرح عقيدة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)/ أربعة أجزاء).
4-الثعبان النفَّاث بهلاك أهل المسائل الثلاث.
5-النصيحة القاضية لصاحبها بالعيشة الراضية.
6-نصيحة الولاة الهادية إلى سبيل النجاة.
7-الوسيط المفيد (الجامع بين الإيضاح والعقد الفريد). (ولعل الإيضاح والعقد الفريد أحدهما متن والآخر شرح مطول للمؤلف).
8-الرسالة الكاشفة عن لوازم الإمامة لطالب الأمن يوم القيامة. (في موضوع الدعوة إلى إمامة الإمام المهدي أحمد بن الحسين (ع).
9-عقيدة الآل.
10-الرد على الباطنية.
11-الحسام البتار في الرد على القرامطة الكفار.
12-أجوبة فقهية كتبها عنه ابنه علي بن حميد (كذا ذُكِر في أعلام المؤلفين الزيدية) ولعله علي بن حميد القرشي لا سيما وأنه ذكر في أعلام المؤلفين الزيدية في ترجمته أنه (ابن الشهيد حميد) ومعلوم أن القرشي حُمَيْداً.. لم يستشهد.
13-مناهج الأنظار العاصمة من الأخطار.
14-الرد على المجبرة.
15-العقد الفريد.
16-الرسالة الزاجرة لذوي الحجى عن الغلو في أئمة الهدى (رد فيها على من يعتقد أن الحسين بن القاسم العياني حي).
17-كتاب شرح النفحات المسكية (انظر طبقات الزيدية ترجمة الإمام الشهيد).
18-كتاب الإيضاح (الطبقات أيضاً –هناك-).
امتلأ قلب مؤلفنا إيماناً، وخالطه ودادٌ عظيم لأهل البيت سلام الله عليهم، فكان له دور عظيم مع الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ثم مع الأمير الناصر بن الإمام المنصور بالله (ع) ثم أخيرا نصر الإمام الشهيد أحمد بن الحسين حتى نال الشهادة.
إذا أطلق لقب (القاضي الشهيد) أو (الفقيه الشهيد) فلا يتبادر إلا إلى مؤلفنا كما إذا أطلق لقب (الإمام الشهيد) فلا يذهب الذهن إلا إلى الإمام المهدي أحمد بن الحسين (ع) صاحب ذيبين، وكان قد بغى على الإمام الشهيد زمرة البغي، وثالوث الفتنة، ولم يحصدوا إلا الويل والثبور، فقتلوا الشيخ الشهيد عام 652هـ، ثم ثنوا بالإمام الشهيد عام 656هـ. ويتحمل المسؤولية في ذلك الأمير أحمد بن عبدالله بن حمزة، الذي بغى على إمامه، ونصر أعداءه من الرسوليين.
استشهد المؤلف في نقيل بالقرب من قرية (الهجر) أعالي وادي عقار، في قرية رحبة من مديرية السود بمحافظة عمران ومشهده فيها، وتبعد عن صنعاء ٨٧ كم شمالا.
وذريته يتوزعون اليوم على جهات مختلفة في مدينة حجة وكحلان عفار و خولان و بلاد الروس وبني حشيش وريمة ورداع وشرس وصنعاء وتعز وبني مطر (بيت ردم ) وصعدة وشبام وغيرها.
وصفه الحافظ القاضي أحمد بن سعد الدين: بحر العلوم الزاخر، وبدر الفضائل السافر.
وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي: حسام الأعلام، وإمام الشيعة الكريم، الشهيد الحميد.
وقال الإمام الشهيد في وصفه: (... رباني هذه الأمة،..أفنى عمره في الذب عن الدين، ونشر علوم أهل بيت محمد الأمين).
وقال الجنداري: الشهيد مع الإمام المهدي، المتكلم، أحد مشائخ الزيدية، وأئمتهم، بلغ في علم الكلام الغاية، وأحاط بالدقائق، وحَقَّق الحقائق، وصنّف التصانيف الواسعة.
وقال الزركلي: (مؤرخ فقيه زيدي يماني من أهل صنعاء).
وقال يحيى بن الحسين: كان من المتبحرين في العلم.
وقال ابن أبي الرجال: وكان زاهداً ورعاً متبحراً في كثير من علوم المنقول والمعقول.
طبع هذا الكتاب الطبعة الأولى بمطبعة مكتبة مركز بدر العلمي الثقافي، عام 1423هـ، 2002م، بتحقيق شهيد المنبر العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري تقبله الله في الخالدين.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 12770 مرة