مأساة الصراري…حكاية الأحقاد التي تحملتها تعز ..... بقلم/ ابراهيم السراجي
مأساة الصراري…حكاية الأحقاد التي تحملتها تعز
بقلم/ ابراهيم السراجي
” هذه هي قرية #الصراري .. مرّان تعز”
هكذا تحدث أحد المرتزقة لدى دخولهم قرية الصراري.
هو اختصر احقادا أُثقِلت بها تعز دون أن تعرف السبب ودون ذنب، هناك من قبض ثمن منزله وثمن منازل تعز كلها مقابل أن تصبح “نصاع” للعدوان يتدرب فيها على التدمير، وهكذا أقحموا تعز في معركة ليست معركتها، واستلم المخلاف مئات الملايين وقال مفاخرا “رفضنا السلام وقلنا لا تفاوض الا بالكلاشنكوف”.
بتلك الملايين هرب المخلافي إلى تركيا وقال لتعز أن تحارب وتبحث عن مرّان في الصراري وتبحث عن قبر السيد حسين الحوثي في قبر الولي “جمال الدين” وتبحث عن صنعاء في ثعبات وعن عمران في بير باشا وعن ذمار في الحوبان وعن حجة في الجحملية.
غادر تجار تعز مثل المخلافي وامثاله بالملايين وقالوا لتعز أن تحقد على الحوثيين نيابة عن أولاد الأحمر وتحقد نيابة عن الفار علي محسن ونيابة عن الفار هادي وتنسى ما تحدث به الأخير عنها في اتصال مع بن مبارك الذي لم ينكر صحته أحد.
أصبح على تجار تعز ان يجندوا من يدافع عن دولة “البغدادي” المتآكلة في العراق وسوريا في تعز ولذلك كان على “المقاومين” أن ينالوا من الذين كانوا “متحوثين” في الصرار ليتم اقتحام منازلهم والتنكيل بالأطفال والفتيان والشيوخ والنساء وينشرون عشرات الأسماء من أبناء آل الجنيد وآل السروري ولكن بوصفهم “حوثيين” وليس كما كان يقال “متحوثين” وبدأ مسلسل السكاكين التي جرى الترتيب لها بمؤتمر صحفي حضرته ميكروفونات القنوات السعودية والقطرية وقناة صاحبة نوبل للسلام!!!.
ستمضي هذه الحقبة السوداء ولن يقال إلا أن تجاراً من تعز نكلوا وسحلوا واختطفوا أناساً آخرين من تعز، أما الصفات التي تطلق عليهم لتبرير الجرائم فستنتهي كما سينتهي العدوان.
لقد أدخلوا تعز عنوة في متاهة مقابل المال واشتروا لأنفسهم أحقاداً كان على آخرين أن يحملوها لتكون أقرب للمنطق، وما تشكل فيها من عصابات لا تخولها لتصبح قوة مؤثرة في اليمن لأنه حتى في إطار تلك الجماعات تأسس برعاية العدوان احقاد وعدوات فيما بينها تخولها لخوض معركة طاحنة في المستقبل على ركام تعز وليس لتكون قوة فاعلة في اليمن.
لو انتصر تحالف العدوان في كل اليمن بما في ذلك صنعاء وعمران بل وصعدة وخسر في تعز لن يقال إنه انتصار ناقص، ولو هُزم العدوان في كل اليمن وانتصر في تعز لن يجرؤ تحالف العدوان أن يقول إنه انتصر، فتعز أشعلت فيها المعركة لتنتقم من نفسها ولتخلق أحقاداً تؤسس لصراع طويل فتعز أيضا خارج معادلة الحرب الاستراتيجية.
لا يهم تحالف العدوان إذا سيطر انصارالله على ثعبات او بير باشا ولن يحدث ان يكلفوا أنفسهم بإرسال جندي واحد للحفاظ على أي مكتسب، لكن تعز وجدت نفسها دون أن تشعر مجبرة أن تتقاسم القلق مع نتنياهو على وضع باب المندب وكان على تعز مجبرة أيضا ان تبدد قلق إسرائيل على المضيق الهام ومجبرة أن تكافح القلق السعودي من النفوذ الإيراني ولكن ليس على أحد من عصبة العدوان كلها أن تقلق أو تهتم او تكترث لمصير تعز.
السعودية تبحث عن النجاة وعن اتفاق يجعلها تظهر خارج الحرب وإذا كان هناك أي طرف سيحقق لها ذلك فستجعله حاكما على تعز ولو كان حتى أنصارالله الذين لن يقبلوا بذلك ولكن الحديث عنها عن المنطق السعودي تجاه تعز.
الأكثر غرابة أن مجموعات المرتزقة هي الأكثر حقارة لدى تحالف العدوان وهذا يناقض الجاهزية لدى المرتزقة هناك بتبني أحقاد كل الذين تجرعوا الهزيمة من قوى النفوذ أمام أنصارالله، والأغرب أن تعز التي يدمرها المخلافيون والاصلاحيون والعاصفيون هم دونا عن غيرهم من المناطق المشتعلة الأخرى الذين وجدوا انفسهم عاجزين عن اقناع العدوان بالالتفات لمعاناتهم وكانوا الوحيدون الذين أطلقوا نداءً للحوثيين لمعالجة جرحاهم فكان الجواب بالقبول.
أخيراً في منطقة الصراري جريمة أخلاقية وإنسانية تنافي كل منطق الدنيا ولكن انا على يقين أن تلك البقعة الصغيرة تشهد مرحلة تهيئها ليكون لها شأن عظيم.. أليسوا من قال أنها مرّان تعز؟ وأليس مرّان كانت الأكثر ضعفاً على الاطلاق في اليمن وأصبحت اليوم الأكثر تعصياً على التحالف العالمي؟ كذلك ستكون الصراري يوماً ما حين تتجاوز البلاء الذي تمر به اليوم.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1381 مرة