مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى .. الإمام المرتضى محمد بن يحيى بن الحسين (ت310هـ)
مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى محمد بن يحيى الهادي عليهما السلام المتوفى سنة ٣١٠هـ
من الكتب الإسلامية الأصيلة والعريقة، ومصادر الفكر الإسلامي المبكر، وقد احتوى المجموع على مختلف العلوم من التوحيد والعدل إلى مسائل الفقه والتفسير وعلم الحديث والزهد وغير ذلك.
اشتمل المجموع على الرسائل التالية:
- الإيضاح، وهو في أصول الدين.
- مسائل عبد الله بن الحسن، وهي متنوعة المباحث.
- التفسير، تفسير لآيات بعض السور.
- الغفلة، في الزهد.
- الأصول، وهو أيضاً في أصول الدين.
- الفصل، في جمل الأصول.
- جواب على بعض قرابته، متنوعة.
- المناهي، في الحديث.
أهمية المجموع:
تأتي أهمية المجموع من جوانب عدة:
- من حيث الموضوع: فموضوعها غاية في الأهمية وشديد الحساسية وتجيب على تساؤلات فكرية للباحثين اليوم ولا سيما أولئك المعنيين بفكر أهل البيت عليهم السلام في تاريخه الأول، فمسائل العدل والتوحيد وما ظهر من جبر وتشبيه وتجسيم تطلب الخوض في هذه الأصول وكشف ما يصح منها وما يبطل، وكذلك مسألة الوضع في الأخبار وما نتج عنه من انحراف في الفكر الإسلامي وبيان القواعد التي تحول دون الوقوع فيه.
- من حيث الحجية والبرهان: اعتماد المجموع على أسس منطقية وبراهين قوية في الاستدلال من الاعتماد على العقل الصريح والنقل الصحيح واللغة العربية في اثبات الحقائق ونفي الشبهات، وعدم التعويل على العاطفة في قبول الأصول والأحكام.
- من حيث الأثر الفكري: لم يعوِّل على الفلسفة اليونانية ولا المنطق الأرسطي ولا العقل التجريدي ولا الحشو الإخباري، وإنما كان الاعتماد والاستناد على العقل والقرآن والفكر الإسلامي الصافي النقي عن الدخائل كما يظهر ذلك في مجاميع أسلافه.
أما المؤلف فهو:
الإمام محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم، المرتضى لدين لله، الملقب بجبريل أهل الأرض، أحد أئمة الإسلام.
مولده: ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين، ونشأ على طريقة أسلافه في العلم والتقوى، كانت له أخلاق سامية وزهد وورع لا يختلف فيه اثنان ولا يحتاج إلى إقامة برهان، "وكيف لا يكون منه في أعلى طبقته، وهو فرع خلافة قد سُبق فخارها، وعلا منارها".
أما علمه: فقد كان عالماً بالأصول، وفقيهاً، ومحدثاً حافظاً مدققاً، وأديباً شاعرا ، له العلوم الحسنة والتصانيف المستحسنة، والظاهر منها المشهور: الأصول، والنبوة، والإرادة والمشيئة، والإيضاح، والنوازل، ومسائل المعقلي، ومسائل مهدي، والتوبة، والرد على الروافض، وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام، والرد على القرامطة، والشرح والبيان، والرضاع، ومسائل القدميين، ومسائل الحائرين، وتفسير القرآن، والطبريين، ومسائل الناصر، ومسائل البيوع، ومسائل عبد الله بن سليمان، وجواب ابن فضل القرمطي، "إلى غير ذلك من أجوبته وتصانيفه عليه السلام تركنا ذكرها خوف الإطالة وهي بحمد الله موجوة مشهورة" كما يقول الإمام المنصور بالله في الشافي.
إمامته: لما توفي الهادي عليه السلام عظم الخطب على المسلمين بوفاته لنجوم القرامطة بأرض اليمن وقوة أمرهم، فاجتمع الناس إلى المرتضى لما وجدوا أهليته للإمامة وبايعوه وانتصب للأمر، وكاتب العمال والأطراف، وحارب القرمطي علي بن الفضل أشد المحاربة، وحمى منه حوزة الدين، واستقامت له الأمور، وكان له فضل كبير، ولما كان يوم الخميس لإحدى وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة ٢٩٩هـ، جمع الإمام المرتضى وجوه العشائر فعاب عليهم أمورا نقمها منهم، وعزم على الاعتزال والتخلي عن الأمر، وقال خطبة بالغة، وخلا بربه وآثر عبادته على كل شيء، ولزم منزلة بصعدة حتى توفاه الله بها سنة ٣١٠هـ، وقبره هناك مشهور مزور.
طبع مجموع رسائل الإمام المرتضى، عام 1423هـ / 2002م من قبل مكتبة التراث الإسلامي بصعدة في مجلدين، بتحقيق الدكتور الشهيد عبد الكريم جدبان.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 6197 مرة