مجموع مكاتبات الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ت 614هـ/1219م)
مجموع مكاتبات الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ت 614هـ/1219م)
مجموع مراسلات ومكاتبات الإمام عبد الله بن حمزة بينه وبين أبناء عصره، جاء بعضها في سيرته، وبعضها في مخطوط بمكتبة السيد العلامة الشهيد محمد بن محمد الكبسي رحمه الله تعالى.
مما اشتمل المجموع عليه:
احتوى المجموع على أغلب المراسلات منها: كتابه إلى: أهل نجران، قوم من يعوض، أهل مأرب، قوم من المطرفية، الأمير هلدري، قبائل حاشد وبكيل، وادعة وبني صريم، القاضي عمرو العنسي، أهل الجوف، الأمير المؤيد بن القاسم، الحجاز، الأمير قتادة، خولان، ولده محمد، أهل أثافت، القاضي علي بن نشوان، القاضي مفرح بن مسعود، أهل نشوان، صعدة، الأمير جعفر بن القاسم، الشريف سالم بن القاسم المهنا، الفقيه علي بن يحيى، عبد الله وأحمد بن سعيد الكردي، حراز، أبي الفتح العباسي، أهل لصف، الشرفاء آل الهادي، الأمير سليمان بن موسى، كافة مذحج، السلطان سنقر، وردسار، ذكر عقائد المطرفية والسبب في قتالهم، إلى المشائخ بثلا، السلطان بذي مرمر، آل الدعام بالجوف، الملك علي بن صلاح الدين، الأميرين شمس الدين وبدر الدين، كتاب عقداً لأهل الذمة، رداً على بعض روافض الشيعة، الزيارات المباركات، أدعية الأسبوع، الرسالة العامة، قصيدة في أمر المطرفية.
أهمية المجموع:
تأتي أهمية المراسلات والمكاتبات من نواح ثلاث:
الناحية الأولى: تعتبر وثائق تاريخية هامة، ومن المعروف أن الوثائق التاريخية تتصدر المصادر التأريخية في قيمتها المعلوماتية، وهي وثائق تقدم معلومات متنوعة سياسية وإدارية وثقافية وفكرية واجتماعية، وتكشف جوانب عديدة من سيرة الإمام المنصور وتأريخ ذلك العصر، كما أنها صوّرت سياسة الإمام في التعامل مع الأنصار والخصوم، كاشفة بذلك الكثير من الحقائق التي أغفلها أو تغافل عنها من كتب عن الإمام بقصد أو بدون قصد، إذ المعروف في العصر الحاضر أنه بات الإمام مدخلا لاستهداف فكر وتاريخ أئمة أهل البيت في اليمن، لا سيما في قضيته مع المطرفية التي يبدو أنه بولغ فيها كثيرا واتخِذَت وسيلة للهجوم السافر عليه، كما احتوت على العهود والوصايا والمحاورات والتعازي والأدعية وغير ذلك مما يجعلها ذات قيمة هامة.
الناحية الثانية: الأدبية: لا تقل قيمتها الأدبية عن قيمتها التأريخية فكاتبها الإمام المنصور ومكانته الأدبية لا تخفى وقد اشتملت على كثير من المواضيع بأسلوب أدبي رائع كالدعوة، والنصح، والتحذير، والإنذار، والإعذار، والاعتراض وجوابه، والحكم والآداب.
الناحية الثالثة: الندرة الوجودية: وذلك أنها إلى وقت قريب كانت في حكم المعدوم، كسيرة الإمام التي لم يعثر إلى اليوم إلا على الجزء الثاني والثالث وبقية الأجزاء لا أثر لها، وكذلك سيرته الكبيرة لعلي بن نشوان لا زالت مفقودة، وجزء من هذه الرسائل يبلغ عددها (١٠٠) كانت نسخة قديمة من عصر المؤلف ونادرة في مكتبة العلامة الكبسي ولا يعرف جامعها بسبب فقدان الأوراق الأولى والأخيرة من المخطوط.
وأما المؤلف فهو:
الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن الإمام النفس الزكية الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب, أبو محمد، المنصور بالله، أحد كبار أئمة الإسلام وأعلام أهل البيت الكرام.
مولده: ولد سنة 561هـ بمنطقة عيشان من ظاهر همدان، ونشأ في ظل أسرة علوية كريمة فاضلة، وأخذ العلم عن أبيه حمزة بن سليمان وعن أعلام عصره كالرصاص والشتوي والقرشي وغيرهم، وحقق جميع الفنون، وكان يحفظ من شواهد اللغة مالا يحفظ أحد من أهل عصره.
تراثه الفكري: خلف الإمام المنصور تراثاً فكرياً زاخراً في شتى أنواع العلوم من ذلك: الشافي، وصفوة الاختيار في أصول الفقه، وحديقة الحكمة النبوية في شرح الأربعين السيلقية، والعقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين، والرسالة الهادية بالأدلة الباقية في بيان أحكام أهل الردة، والدرة اليتيمة في تبيين أحكام السبا والغنيم، والجوهرة الشفافة رادعة الطوافة، وغيرها "ومن شاهد تصانيفه علم أن له المرتبة العظمى، وذلك أنه كان لا يصده كثرة الناس حوله من التصانيف" على حد قول الفقيه حميد المحلي.
إمامته: دعا دعوته الأولى من الجوف سنة 583هـ, ودعوته الثانية سنة 594هـ، وجاهد الغزاة الأكراد الأيوبيين, وبلغت دعوته الجيل والديلم وطبرستان وأطراف الحجاز، ووصل إليه من هذه البلدان جماعات وأوصلوا إليه كافة الحقوق، وكاتب الملوك، وأخاف العباسيين في بغداد، وما زال في إصلاح البلاد حتى توفاه الله سنة 614هـ، ومشهده بظفار.
طبع مجموع مكاتبات الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: من قبل مؤسسة الإمام زيد بن علي، طبعة أولى سنة ٢٠٠٨م، بتحقيق الأستاذ عبد السلام الوجيه.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 9115 مرة