"ثورة الإمام زيد عليه السلام بين علماء القرآن وعلماء العدوان" ..في ندوة لرابطة علماء اليمن
أحيت رابطة علماء اليمن بصنعاء اليوم السبت ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي رضي الله عنه بعقد ندوة بعنوان ” ثورة الإمام زيد رضي الله عنه بين علماء القرآن وعلماء العدوان” .
وفي الندوة أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أهمية الندوة في التعريف بفضائل الإمام زيد بن علي رضي الله عنه والصفات التي نهجها وسار عليها، مبيناً أن الحديث عن الإمام زيد هو حديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وقدمت خلال الندوة ثلاث أوراق عمل تناولت الورقة الأولى المنطلقات الثورية في رسالة الإمام زيد إلى علماء الأمة” قدمها عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن أمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي العلامة محمد عبدالله الشرعي .. مبيناً الدروس والعبر في مسيرة حياة الإمام زيد وإرتباطها بماضي وحاضر ومستقبل الأمة في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وأكد المشاركون في الندوة التي حضرها مفتي تعز القاضي سهل بن عقيل وعدد من العلماء والفقهاء والمفكرين بضرورة عودة الأمة إلى كتاب الله الكريم والإحتكام إليه والإستهداء به واتباعه لتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة والهدامة والعقائد المنحرفة ومعرفة الحق.
وحذرت توصيات الندوة علماء السوء والحكام الذين برروا للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وأصدروا فتاوى مؤيدة وداعمه لما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم بشعة بحق الأطفال والنساء وتجويع وحصار الشعب اليمني حذرتهم من أن فتاواهم تمثل تشجيعا لاستمرار العدوان في مجازره وجرائمه وبالتالي مشاركة له في الجرم الذي يرتكبه.
وأشادت الندوة بدور الجيش واللجان الشعبية وما يسطرونه من ملاحم بطولية وإلتزام بأخلاقيات الإسلام في المواجهة والحرب، لافتة إلى أن ما يدعيه النظام السعودي من استهداف الجيش اليمني لمكة المكرمة لا يعدو كونه أكذوبة مفضوحة وافتراء هدفها التغطية على جرائمه اليومية بحق الشعب اليمني والتي كان آخرها مجزرة الصالة الكبرى وكذا استعطاف الشعوب الإسلامية وإستدراجها للمشاركة مع النظام السعودي في إجرامه .
وهذا نص ما خرجت به الندوة:
توصيات ندوة (ثورة الإمام زيد (ع) بين علماء القرآن وعلماء العدوان)
الحمد لله القائل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله القائل: (من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله) وبعد:
تأتي ذكرى ثورة حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام هذا العام والأمة الإسلامية تعاني من تسلط الظالمين والمجرمين عليها، ومعاونة علماء السوء لهم بتضليل الناس بالعقائد المنحرفة التي دجنتهم للظلمة، وسلبتهم الحرية والكرامة ومسخت فطرتهم وأبعدتهم عن القرآن؛ حتى اعتبروا الذل ديناً وطاعة الظلمة قضاء وقدراً والثورة عليهم فتنة وفساداً؛ كما فعل من برر العدوان على يمننا الحبيب واعتبره بأمر الله ورحمة منهم، فكانت ثورة الإمام زيد عليه السلام ولا زالت ثورة إسلامية تصحيحية لهذا لانحراف الفكري والعقائدي، وإصلاحية للواقع الذي أفرزته هذه العقائد المنحرفة عن خط الإسلام الأصيل، ومن هنا فالعالم الإسلامي اليوم بحاجة ماسة لاستذكار مثل هؤلاء العظماء المصلحين، الذين سعو لخلاص الأمة وجمع كلمتها وبذلوا مهجهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى؛ بغية إقامة العدل والحفاظ على القيم الإسلامية والمبادئ الإيمانية السامية.
واستشعاراً للمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق علماء الدين، استلهاماً للدروس والعبر من سيرة الإمام زيد عليه السلام وثورته الحافلة بالمعاني القيمة والمبادئ السامية، والدعوة الصادقة إلى خلاص وهداية وتوحيد الأمة، والعودة بها إلى الفهم الصحيح والاتباع الصادق لكتاب الله تعالى والالتفاف حوله وتطبيق تعاليمه، واتخاذه مرجعاً للتمييز بين الحق والباطل للخروج بها من واقعها المزري الذي أوصلها إليه الطغاة والمتجبرون وعلماء السلاطين المنحرفون، واستنهاضاً لها للقيام بواجباتها وأداءً لمسؤولياتها وإحياءً لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى تتمكن من الإصلاح والتغيير والعودة إلى الهوية الإيمانية الجامعة، والحرية والعزة والكرامة، أقامت رابطة علماء اليمن ندوة بعنوان (ثورة الإمام زيد عليه السلام بين علماء القرآن وعلماء العدوان).
وقد خرجت الندوة بالتوصيات التالية:
أولاً: أهمية إحياء ذكرى ثورة الإمام زيد عليه السلام لما تتضمنه من معاني عظيمة وقيم نبيلة، وفكر إسلامي قرآني يحيي في الأمة الروحية الجهادية بوعي وبصيرة ومسؤولية.
ثانياً: اعتبار شخصية الإمام زيد عليه السلام شخصية جامعة ووحدوية، تلتقي عندها مذاهب الأمة وطوائفها ماضياً وحاضراً، كونه إمام عصره حيث أيده أئمة المذاهب والفرق وفقهاء الأمة، حتى سُميت ثورته بثورة العلماء والفقهاء والقراء.
ثالثاً: ضرورة العودة إلى كتاب الله الكريم والاحتكام إليه والاستهداء به واتباعه، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار الهدامة والعقائد المنحرفة، ومعرفة الحق من الباطل والعدو من الصديق والمؤمن من المنافق والعميل، ومواجهة كل التحديات والمؤامرات التي تواجه الأمة الإسلامية.
رابعاً: الإشادة بالعلماء الربانيين الذين صدعوا بكلمة الحق ووقفوا مواقف الصدق، وتحملوا مسؤوليتهم تجاه ما تعانيه الأمة عموماً واليمن خصوصاً من ظلم وبغي وعدوان، فكانوا حجة على جميع العلماء المحايدين والساكتين؛ الذين يتوجب عليهم النهوض بمسؤوليتهم وإبراء ذممهم أمام الله تعالى، والخروج من حالة الصمت والحياد إلى حالة الجهر والصدع بكلمة الحق.
خامساً: التحذير من علماء السوء والسلاطين الذين برروا للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وأصدروا الفتاوى المؤيدة له والداعمة لجرائمه البشعة بحق الأطفال والنساء، والمبررة لتجويع وحصار الشعب اليمني المسلم.
سادساً: الشرعية كما كانت للإمام زيد عليه السلام حين ثار في وجه الظلمة والطغاة في عصره؛ هي اليوم لمن يواجه العدوان السعودي الأمريكي، وليست للخونة والمرتزقة الذين يقاتلون تحت رايته.
سابعاً: جرائم العدوان السعودي الأمريكي الداعشي التي يرتكبها بحق الشعب اليمني وغيره، هي امتداد للإجرام الأموي بحق الأمة في زمانهم، وخطُّ المواجهة والجهاد في سبيل الله ضد المجرمين هو امتداد لخط الإسلام الأصيل؛ الذي جسده الإمام زيد ومن قبله الإمام الحسين عليهما السلام.
ثامناً: الإشادة بالجيش اليمني واللجان الشعبية بما يصدرونه من ملاحم بطولية والتزام بأخلاقيات الإسلام في المواجهة والحرب، وعلى رأسهم القوة الصاروخية التي تستهدف المواقع العسكرية للعدو في العمق، وآخرها استهداف مطار عبد العزيز آل سعود العسكري بجدة، والذي يبعد عشرات الكيلومترات عن مكة حرسها الله، وما يدعيه النظام السعودي من استهداف لمكة المكرمة لا يعدو كونه أكذوبة مفضوحة وافتراء محضاً، الهدف منه التغطية على جرائمه اليومية بحق الشعب اليمني المظلوم، وليس آخرها جريمة الصالة الكبرى بصنعاء، واستعطاف الشعوب الإسلامية واستدراجها للمشاركة معه في إجرامه، والخطر الحقيقي على الحرمين الشريفين هو وجود القواعد الأمريكية على أرض الحرمين، وداعش التي يمثلها النظام السعودي.
وختاماً نسأل الله العلي القدير أن يحفظ اليمن وأهله وأن ينصر الحق وأهله وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم وأن يخذل الباطل وحزبه وأعوانه وأنصاره وأن يختم لنا جميعاً بالإيمان إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1477 مرة