علی بعد خطوات من الشهادة ،، أدركت الطريق و صادقت الشهيد. .بقلم / ياسر المهلل
علی بعد خطوات من الشهادة ،، أدركت الطريق و صادقت الشهيد. .
بقلم / ياسر المهلل
كنت هناك استمع بلا ملل للمرة الالف بل تزيد عن عظيم نضال و تضحيات شهيد الكرامة و انقی الانقياء كريم الخيواني .. اصارع دموعي مع كل لفظ لاسمه ينطقها خطيب الجمعة علی مسامع شهداء كانوا علی بعد دقائق من اللحاق بركب الشهداء و الصادقين ..
معاوية يستمر بالغدر و الفجور .. يحوم حول بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه .. ليتقرب لربه السفاح بدماء الابرياء و الاطفال ..
في نهاية الخطبة الاولی .. ضغط معاوية الزر علی ليناثر جسدا لاحد ابناء ابليس .. بين اجساد تعشق الشهادة فكانت الاشارة لتدخل قدمين مجبستين لشيطان زرع بهما مادة الموت فاتكأ علی شقاه يسيل لعابة ليثخن بالقتل كل ما رأی طفلا يمر من امامه ليطهر فيما بعد بدمائه بيت الله الذي املأه رجسا بقدميه ..
عقارب الساعة تدق و بعد تشهد شهد الشهيد فيه ان لا اله الا الله .. و صلی فيه علی محمد و آله .. قام الشيطان يحمل بين ركبتيه كل غل اموي صهيوني تكفيري ليفجره بين ابرياء كان منطق اصغر طفل فيهم " هيهات منا الذلة "
تناثرت الاشلاء .. رأس الطفل الذي استشهد بين يدي كان يقطر دما علی ثوبي قبل ان يغمض جفنيه مودعا .. وضعت الطفل بيد مسعف آخر و ترك لي نظرة تنير طريقي و بقعة دماء عاهدت ان لا تزال ..
دخلت بوابة المسجد الداخلي .. رأيت اشلاء متطايرة علی شضايا ارض و وجوه و ان اسودت بفعل الانفجار فقد ابيضت و استبشرت مع بارئها ..
افتش بين اجساد لا صوت لها صوی صوت الروح و هي تعلوا معتزة بما اصابها و هي بضايفة الله و برفقة الصادقين .. ابحث بين الاشلاء و الاجساد عن اخ و صديق و نسب .. فصادقت عشرات الشهداء قبل ثواني من انقطاع النفس ..
لم اجد من بحثت عنهم و وجدت ما ضاع مني بين اولئك الذين رمقوني بالف درس للثبات و الصبر قال لي احدهم لا اعلم ان كان بقی حي ام لا .. لن يستطيعوا علی اكثر من قتلنا و والله لن يمحوا ذكرنا .
غادرت ذلك الجمع العظيم .. لاختم جولتي في كربلاء الحشحوش .. بطفل آخر يتوسد الجدار و الدماء تغطي وجهه و تضهر بقعا علی ثوبه من جراح جسده الضعيف الذي كان اقوی من كل يزيد ..
ناديت صديقي عبد الرحمن الاهنومي بان هيا لنمضي بعد طلب الاخوة المسعفين ان نتفرق ليفسح المجال للمسعفين و من اجل تفادي حدوث ضحايا في حال انفجر شيطان آخر .. وجدت اخي الاكبر علي و محمد الصفي لنرحل سويا و كلنا مليئون بالحزن ليس علی الشهداء .. لا ابدا .. بل علی اننا لم ننال هذا الوسام العظيم الذي ناله الكثيرين حولنا بعد ان صلينا و دعينا و صرخنا معا .
جاء الاتصال .. بان انفجارين اخرين و بنفس السيناريو و نفس الشياطين و نفس الخسة و نفس الاداة .. ضربا مسجد بدر .. و كان هناك ايضا نفس الابرياء و نفس الاطفال يذكرون الله يركعون له فسقط منهم الشهداء و جرح آخرين قي جريمتين متزامنتين سقطت فيها الانسانية للارض و لم تسقط رايات الحق و صرخات تغيض الطغاه ..
عبد الرحمن الاهنومي همس مع نفسه باسمي اخويه ابراهيم و حمود الذين كانوا بين جموع المصلين في مسجد بدر .. تركته مع الصفي ليذهبوا بحثا عن بشارة من هناك و انا غادرت مع نسيبي عبدالقادر الوادعي بحثا عن بشارة اخری عن اخيه و ابن اخيه ..
بعد نصف ساعة .. سبقني و اخبرني عن استشهاد اخيه ابراهيم و ابن اخته .. هنأته و استمر بحثي عن طفل شهيد و عمه الجريح ..
جاء الخبر من ابيه مؤمن الوادعي بأن طفله حسن استشهد و علی رفعة الرأس وجدت عمه الجريح يستعد لاجراء عملية طارئة في قدمه التي تمزقت و هي تخطو الی الله ..
تتابعت الاخبار .. اعداد الشهداء بارتفاع .. لا تمر ثواني الا و اخبروني عن شهيد آخر ..
حسام جدبان و علي جدبان اخوة الشهيد الدكتور جدبان .. ثم محمد الغيثي اخو ايمن الغيثي .. و ما زال صديقي فاخر الذي اتفقنا علی لقائه في الحشحوش .. يختفي في كل مشفی ابحث فيه عنه .. حتی جائني الخبر انه بخير و الحمد لله .
لكن لم يقف الاعلان عن شهداء احبهم و رافقتهم و صادقتهم او اقرباء لاخوة لي ..
فازوا و خاب و خسر قاتلهم .. الذي لا يجد نصرا الا بالخسة و الغدر و السفالة ..
لم يتوقف اجرامهم هنا .. حتی علمنا عن اعدام الشياطين لثلاثين جندي في لحج بايدي اقذر المجرمين احفاد قتلة الوصياء .
و يستمر فوز الانقياء .. و اقرب انا لحظة من رضا الله ليشتري مني روحي التي بعتها رخيصة له و للطريق الذي اختاره لنا مع الصادقين ..
و ككل جريمة .. و الله لن تمحو ذكرنا .. و اقتلونا في كل شارع و مسجد و حي .. انظروا ماذا ستسمعون بعدها من اهالينا و اخوتنا ..
هذا الطريق اخترنا .. سنعبده و لو باشلائنا .. و لو كره النكفيريون .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1872 مرة