تعزية المجلس الزيدي الإسلامي للأمة الإسلامية وأسرة آل الحوثي في رحيل السيد العلامة عبدالرحمن بن الحسن الحوثي
تعزية المجلس الزيدي الإسلامي للأمة الإسلامية وأسرة آل الحوثي في رحيل السيد العلامة عبدالرحمن بن الحسن الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله على ما قضى من أمر، وقدّر من فعل، وعلى ما أخذ وأعطى، وأغدق وابتلى، القائل في محكم كتابه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وصلِّ اللهم وسلِّم على مولانا وسيدنا محمد وآله الطاهرين، القائل: (من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنكم لن تصابوا بمثلي)،، وبعد:
فإن المجلس الزيدي الإسلامي ينعى إلى الأمة اليمنية والعربية والإسلامية رحيل السيد العلامة عبدالرحمن بن الحسن بن الحسين الحوثي، تقبله الله قبولا حسنا، وأنزله منزلا مباركا، صباح يومنا هذا الجمعة، عن عمر ناهز السبعين عاما، بعد أن كابد مشقة البلاء والمرض بصبر بالغ، وتجلُّد باهر.
إن المجلس بقيادته وكوادره يعبِّر عن عظيم العزاء وجليل المواساة لنائب رئيسه السيد العلامة عبدالمجيد بن عبدالرحمن الحوثي، نجل الفقيد، وكذلك بقية إخوانه وأهله وأسرته، ونرجو من الله أن يجبر مصابهم، ويعظم أجرهم، ويكثر نوالهم، وأن يخلف عليهم بأحسن الخلافة.
جدير بالذكر أن الفقيد رحمة الله تغشاه قضى عمره في تدريس العلم ونشره في مدينة ضحيان وفي أنحاء من مديرية المفتاح حجة، وغيرها، وبلغ من حرصه على نشر العلم أن ترك تجارته الواسعة، واستطاب شظف العيش، واستلان ما استوعره الآخرون، ليعقِد الحلقات العلمية، ويغطي الحاجة المجتمعية، فتخرج على يده العلماء المبرزون، والكوادر المؤهلة، وعلى رأسهم أنجاله الكرام، الذين لهم دور كبير في الحالة العلمية والجهادية المعاصرة.
إن المجلس إذ يعزِّي الأمة جميعا في رحيل هذا العالم الزاهد، لن يفتأ عن التذكير دائما بخطورة الوضع العلمي القائم، حيث يغادر هؤلاء النجوم خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وليس هناك من يسد الفراغ العلمي والروحي الذي تركوه، وفي هذا المقام نتذكر ما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ الله تعالى لا يرفع العلم بقبض يقبضه، ولكن يقبض العلماء بعلمهم فيبقى الناس حيارى في الأرض، فعند ذلك لا يعبأ الله بهم شيئاً)، وقول الإمام علي عليه السلام: (تعلّموا العلم قبل أن يرفع، أما أني لا أقول لكم هكذا، وأرانا بيده، ولكن يكون العالم في القبيلة، فيموت، فيذهب بعلمه، فيتخذ الناس رؤساء جهالاً، فيُسْأَلون، فيقولون بالرأي، ويتركون الآثار والسنن، فيضِلون ويُضِلون، وعند ذلك هلكت هذه الأمة).
إنه كما حققت الأمة اليوم نجاحا كبيرا في الجانب الجهادي، وفي الارتقاء بوعي الأمة هداية ومشروعا وأمرا بمعروف ونهيا عن منكر، فكذلك يجب أن يكون من ضمن هذا المشروع الاهتمام بمن بقي من العلماء، وتمكينهم من أداء وظيفتهم الربانية في إرشاد الخلق إلى الحق، وإلى مواجهة الظالمين المعتدين، من الصهاينة والأمريكان وآل سعود، وفي تخريج المفتين والقضاة والفقهاء والحكماء وغيرها من الوظائف التي كلفهم الله بها.
أخيرا نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن ينزل عليه شآبيب عفوه ومنته، وأن يلحقنا وجميع المؤمنين بعده صالحين، وأن يخلف علينا بعلماء عاملين مجاهدين، إنه واسع الفضل، عظيم الطول، جزيل النوال.
صادر بصنعاء عن المجلس الزيدي الإسلامي
بتاريخ 8 ربيع الثاني 1438هـ
الموافق 6 يناير 2017م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2019 مرة