الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء .. لأبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني (ت نحو 356هـ/967م)
الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء .. لأبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني (ت نحو 356هـ/967م)
هو كتاب للهمداني ضمّنه دراسة تفصيلية لكل المعادن المعروفة في عصره، من حيث: خاماتها، وطرق تنقيتها، وفحص خواصها الطبيعية والكيميائية. كما عالج عملية استخراج الذهب والفضة وتنقيتها من الشوائب وشرح خطوات هذه العملية من بداية الحصول على الخام حتى يصب في قوالبه خالصًا، ثم وضح كيفية استخدام الذهب والفضة في صناعة الحلى، وترصيع التيجان، وتزيين صفحات القرآن الكريم، وغيرها. كما اهتم بصناعة السبائك ومعالجة المعادن الأخرى غير الذهب والفضة، كمعالجة الحديد الخام والحصول على الفولاذ اللازم لصناعة الأسلحة. ويتضمن كتابه أيضًا معلومات قيمة عن علاقة الكيمياء بالطب، وتأثير الأبخرة والغازات المنبعثة أثناء عملية الطبخ والتعدين على مختلف أجزاء الجسم، وأيضًا طرق الوقاية أو العلاج منها.
حققه وترجمه إلى اللغة الألمانية عام 1968 م المستشرق السويدي "كريستوفر". وأهم ما يميز الهمداني في هذا الكتاب اعتماده على المنهج التجريبي، فهو قد استوعب آراء السابقين ولم يأخذ منها إلا ما اتفق منها مع العقل والتجربة.
هذه الطبعة بين يديك هي بعناية الدكتور يوسف محمد عبدالله، راجَع نصها من اللغة الألمانية، وضمنها تصويبات واستدراكات وتعليقات مفيدة.
وإضافة إلى ما ذكرته الموسوعة الحرة عن أهمية الكتاب كما سلف؛ فإنه أيضا يعتبر "دليلا لصاحب السكة وللصائغ، أو أنه على الأقل يحوي وصفا دقيقا لعمل دور الضرب في صنعاء وصعدة في مطلع القرن العاشر الميلادي، وهو أقدم أوسع ما كتب في هذا الموضوع". وتميز الهمداني بنظرته العلمية المتقدمة في هذا الموضوع حيث كان يرى أن الذهب لا يمكن تحويله من معدن خسيس، كما شاع عند كثير من العلماء، بل لا يأتي إلا من معدنه.
الكتاب شاهد على موسوعية ومنهجية الهمداني العلمية وعلى توحد الثقافة الهلينستية (اليونانية والإيرانية) والعربية في العصور الوسطى.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 5359 مرة