بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رابطة علماء اليمن في الرد على افتراءات ما يسمى باتحاد علماء المسلمين حول العدوان على اليمن
الحمد لله رب العالمين ,وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وبعد
تابعت رابطة علماء اليمن مواقف الجهات والمؤسسات العلمائية في العالم العربي والإسلامي تجاه ما يتعرض له شعبنا اليمني العربي المسلم من عدوان عسكري ظالم من قبل النظام السعودي الغاشم وبعض الدول التي تحالفت معه في هذا العدوان
والرابطة إذ تشكر العديد من التجمعات والهيئات العلماءية في كل من باكستان ولبنان والعراق وسوريا وإيران وغيرها من الدول الإسلامية التي اتخذت موقفا مشرفا ضد العدوان الهمجي وهو الموقف الذي يبرئ ساحتها أمام الله والناس ويعبر عن ضمير الأمة الإسلامية وجوهر الدين الإسلامي الحنيف
,كما اطلعت الرابطة وللأسف على مواقف غير مشرفة لبعض المؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي ,ومن أغرب تلك المواقف موقف ما يسمى باالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ,حيث صدر عنه بيان مؤيد للعدوان العسكري الغاشم على اليمن بل فيه من الجرأة على الفتيا والشرعنة للعدوان ما يخجل عند قراءته أي إنسان من أحرار العالم ,فضلا عن مسلم يصف نفسه بأنه من أهل العلم والحكمة .
فنقول لمن أصدروا هذا البيان في الإتحاد هكذا هم علماء الدينار والدرهم و شركاء سلاطين وأنظمة الجور في الترف والبطر بالمال الحرام فلا يرجى منهم موقف مشرف ينفع الإسلام والمسلمين .
هل كنتم يوما ما شجعانا بهذه الطريقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعوتم إلى إنشاء تحالف عسكري ضد إسرائيل وهل أفتيتم بوجوب الجهاد في فلسطين ؟
لم نسمع عن هذه اللهجة التي وردت في بيانكم في مختلف الحروب الصهيونية التي شنها العدو على شعب فلسطين وآخرها الحرب الأخيرة على غزة ,ولا يزال الشعب الفلسطيني إلى هذه اللحظة يأن في جراحاته ,محاصرا يمنع عنه حتى الطعام وسائر الحاجات الضرورية ,فأين مواقفكم المشرفة من كل ذلك يا علماء السوء

ومن الغريب والعجيب أنكم في بيانكم أخذتم كل ما يردده النظام السعودي الظالم من الاعذار والمبررات الواهية وكأنها براهين قاطعة وأدلة يقينية وبنيتم على ذلك فتوى آثمة بمشروعية العدوان على الشعب اليمني وقتله ,غير مبالين بما تتحملونه من وزر عند الله في إشتراككم في دماء الشعب اليمني التي تسفك من قبل العدوان . فهل تقصيتم حقيقة الوضع في اليمن ؟
فنحن في رابطة علماء اليمن نستنكر بيانكم هذا وفتواكم الظالمة ونقول لكم إتقوا الله ولا تكونوا شركاء في دماء الشعب اليمني كما كنتم شركاء في دماء أبناء الشعب الفلسطيني والشعب السوري والعراقي والليبي واللبناني وغيرها من شعوب العالم العربي والإسلامي بفتاواكم ومواقفكم غير المشرفة , فأنتم –ببيانكم هذا- مسؤولون ومحاسبون عن هذا العدوان والبغي والهمجية وستلاحقكم دماء الأطفال والنساء وأشلاؤهم التي مزقتها الطائرات السعودية المعادية وستبوؤون بإثم كل حجر هدم وكل بيت قصف وكل يمني جرح وكل شهيد قضى نحبه مدافعا عن وطنه وكرامته.
ونقول لعلماء السلاطين والملوك في دول الخليج وغيرها أنتم الآن من تشرعنون وتحلون سفك دم الحسين إرضاء ليزيد
وأنتم قديما وحديثا مشعلوا الفتن ومثيروا الحروب وسفاكوا الدماء ومزهقوا الأرواح تحت مظلة وعنوان الدين الذي حرفتموه واشتريتم بآياته ثمنا قليلا وكتمتم ما أنزل الله في كتابه الكريم من الآيات والبينات والهدى واتبعتم الهوى قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175). صدق الله العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن
8/جمادى الآخر / 1436هــ
الموافق 28/3/2015م