عفاش... وأسوأ حالاته..!!............بقلم/مختار الشرفي
عفاش... وأسوأ حالاته..!!
بقلم/مختار الشرفي
لم يبد عفاش ضعيفا و فاشلا و مجاهرا بحمايته للفساد و خيانته لعهوده، مثلما بدا اليوم في خطابه البليد والسطحي أمام جمهرة من عقال الحارات الأعزاء.
من أول أيام دعوات الاحتشاد التي بدأت منذ شهرين لمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر، اعتقدت متيقنا أن سبب الحشد هو الشعور بالضعف و الشك و عدم اليقين لدى عفاش و دول العدوان من أن عفاش ما يزال ذلك الزعيم صاحب القدرة على خدمة مشاريع الخارج، و من تجليات هذا الضعف عدم القدرة على مواصلة الاحتفاظ بالعبث المدثر بشعارات الوطنية و العدالة و محاربة الفساد، و إدعاء الشراكة الصادقة مع القوى الوطنية التي يتحالف معها ضد العدوان ، فليس غير الضعف دافعا و مبررا لاتخاذ خيارات مدمرة هو في غنى عنها ، مع ما جبل عليه من الارتهان للخارج من أجل البقاء في السلطة أو العودة إليها.
جاهر عفاش من دون خجل حتى من قواعده و عقال الحارات الذين قلل من احترامهم عندما أعلن أمامهم أنه يرفض إصلاح القضاء، تحت مبرر الحفاظ على الوحدة !!! و هل يحصن الدولة و الوحدة شيء غير العدل و القضاء النزيه ؟ و هل إقالة و محاسبة القاضي الفاسد مسألة تستدعي أن تجري حركة قضائية أصلا ؟ و هل وجدت هيئة التفتيش القضائي و مجلس القضاء الأعلى لكي يقوموا بمحاربة القضاة الفاسدين عبر نقلهم من محكمة إلى أخرى فقط أم عبر محاسبتهم و فصلهم ؟ أم أن عفاش اعتقد بأن بإمكانه الاستخفاف ببعض عقال الحارات و أنهم سيطيعونه ؟
و على ذكر الوحدة - التي يجب ألا تمس و ألا يواصل عفاش ابتزاز الشعب بكذبة الحفاظ عليها و هو من بددها - هل كانت سبع وعشرون سنة من الوحدة و إدارتك لها ناجحة يا عفاش ؟ و من هم الكتلة الأكبر ممن يقاتلنا اليوم من المرتزقة مع دول العدوان في كل الجبهات في الجنوب و في الحدود و في الساحل الغربي غير بعض من جيل الوحدة من أبناء الجنوب المنكوب بسياسة عفاش و إدارته التي أورثت لديهم كل هذا الحقد على الجنوب و الشمال معا ؟
و ليس المرتزقة من جيل الوحدة في الجنوب فقط ، بل كل المرتزقة مع العدوان، من الذي أنتجهم و شوههم غير ثقافتك وسياستك وإدارتك واقتصادك و دعمك ورعايتك للوهابية و التطرف، ونهبك و سرقتك لثروات الشعب وتحويل أكثر من 60 % من الشباب إلى عاطلين عن العمل ؟ فوجد الوطن نفسه أمام هذا الكم الهائل من الشباب المرتزقة في صفوف العدوان، يدمرون بلدهم و يقتلون شعبهم.
أليست ثقافتك ودعمك ورعايتك هي من جعلتهم كذلك ؟ إما بما أشبعوا به من ثقافة وهابية متطرفة نهلوها بدعم من حكمك، أو ألجأهم الجوع الذي أنتجته سياستك اللصوصية و الفاسدة ، لأن يبيعوا أنفسهم للموت بثمن بخس دراهم و ريالات خليجية معدودة لا تعادل دخل صاحب عربية بطاط شريف في أي شارع.
هذه كانت ثقافتك و تربيتك أما الملازم يا عفاش فقد صنعت خلال سنوات محدودة جيلا من خيرة ما أنجبه اليمن من رجال و فدائيين و مجاهدين ، هم من يدافعوا عن اليمن في وجه ما أنتجته أنت و شركائك و سنوات حكمكم البائس و العميل من أجيال مشوهة من المرتزقة و القتلة المأجورين و الخونة و الإرهابيين و من السياسيين و الطبقة الحاكمة العميلة التي تقود العدوان على اليمن.
ثقافة القرآن في الملازم هي من صنعت الرجال ، بينما ثقافتك يا عفاش ودعمك وأموال الشعب التي بددتها أنت و قادة الجيش من أقربائك وأزلامك صنعت مئات الآلاف من الضباط و الجنود الناكثين بالعهد و الحانثين بالقسم العسكري من الراقدين في بيوتهم من الدجاج المبقبقة بحمدك، أو من المشاركين منهم مع العدوان.
لقد كشف عفاش في هذا الخطاب عن أنه فعلا ماض في اتجاه خطير جدا يبرر مخاوف أنصار الله و يستدعي منهم التوقف عن مداراته ، أو التهاون أمام ما يخطط له ، فقد أعلن صراحة أنه من أدار حملة التشويه لأنصار الله و شيطنتهم في فترة الشراكة بعد تشكيل المجلس السياسي، و نطق بفمه بالمصطلحات التي مررها إلى المشيطنين و عفوناتهم.
في كل ما مضى كنا نظن أن عفاش يواجه ضغوطا داخلية من قبل أقطاب في حزبه و عائلته تجعله غير واضح في مواقفه أو غير قادر على اتخاذ قرارات فعلية في مواجهة العدوان، لكن خطابه أمام عقال الحارات المحترمين، أكد أنه من يعيق أن يكون لحزبه و قواعده الشريفة دور حقيقي في مواجهة العدوان ، و الوصول إلى الوحدة والشراكة الحقيقية و الفاعلة مع الأطراف المواجهة للعدوان.
لو سكت عفاش لكان أشرف له من المهانة التي غمر نفسه بها في خطابه المحتقر غير المفيد..
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1766 مرة