((السلف الصالح)) لمرتزقة محمد زايد..!!.............بقلم/ د. أحمد عبدالله الصعدي
((السلف الصالح)) لمرتزقة محمد زايد !
بقلم/ د. أحمد عبدالله الصعدي
لماذا يلجأ الحاكم الفعلي لدولة الإمارات إلى إستيراد مرتزقة من أمريكا اللاتينية ومن أستراليا إذا كان المرتزقة من دول عربية و إسلامية موجودين في أسواق العرض بكميات أوفر وبأسعار أرخص كما هو حال المرتزقة من اليمن أو السودان ، المستعدين لفعل كل شيء بما في ذلك قتل أهلهم وبيع أوطانهم بالتجزئة أو بالجملة ؟ لانعرف ما الذي يدور في عقول الدوائر المخابراتية الدولية المستوطنة في أبو ظبي ودبي والتي يبدو أن حاكم الإمارات يشاركها نفس القيم والتوجهات والغايات . لكن بعض ما نشر في وسائل إعلامية أشار إلى أن محمد زايد استنجد ببلاك ووتر عام 2011 عندما أصيب بالهلع وهو يرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يفر هاربا إلى السعودية وصوت مواطن تونسي يتردد صداه في الآفاق ((بن علي هرب)) ، و أبا الهول حسني مبارك يخلع من العرش الجمهوري بأسلوب فيه إذلال وتحقير ، وشريكه في تعطيل موانىء عدن وجزيرة سقطرة يترنح . هنا لجأ محمد زايد إلى بلاك ووتر ليستجلب عبرها نحو أربعة آلاف فرد من كولومبيا وبلدان أمريكية لاتينية أخرى تحت غطاء عمال بناء لأن هذه العناصر التي سبق وخدمت في كتائب الموت الإجرامية التي دربتها المخابرات الأمريكية لقمع كل أشكال الإحتجاج ضد الهيمنة الأمريكية وضد أنظمتها الصنيعة، لكي تتكفل فرق الموت هذه في الإمارات بسحق أية بوادر لإنتفاضة شعبية لاسيما وأن حركة الإخوان المسلمين أسكرتها نشوة السلطة عام 2011 وبدأت شهيتها تفتح على الوجبة الإماراتية . يقال إن إختيار محمد زايد لأصحاب السوابق الإجرامية من كتائب الموت وعصابات المخدرات سببه كون هؤلاء مجردين من أي عاطفة دينية أو وطنية أو عشائرية وأسرية نحو من كان يخشاهم في حين ثبت من تجربة تونس ومصر أن الأجهزة الأمنية الوطنية مهما بدا أنها مخلصة للحاكم لايمكن الركون إليها في اللحظات الحاسمة . إذا كانت المزايا المذكورة هي التي فضلها حاكم الإمارات في مجرمي بلاك ووتر فقد أحسن الإختيار فعلا . لننظر إلى بعض أفعال كتائب الموت في بعض بلدان أمريكا اللاتينية بالرجوع إلى مصدر موثق وفق الشروط العلمية والأكاديمية هو كتاب نعوم شومسكي ، إعاقة الديمقراطية (مركز دراسات الوحدة العربية . ط -2، 1998) ولنختر السيلفادور مثالا . في السيلفادور أسست المخابرات المركزية الأمريكية في آذار/مارس/1981 فوجا خاصا لقمع أي تمرد ضد ظلم وفساد وطغيان السلطة الحاكمة العميلة لأمريكا . وبدأ الفوج يمارس العربدة والقتل والإغتصاب والحرق لمدنيين (أكثر من ألف شخص في ديسمبر 1981 ) . في يوليو 1990 وصف أحد الهاربين من الجيش السيلفادوري التدريب الذي يتلقاه المجندون وجميعهم من أحياء الفقراء ومعسكرات اللاجئين فقال أنهم يجبرون على قتل الكلاب والنسور بعض رقابهم بأسنانهم وجز رقابهم جزا ، وكان عليهم أن يراقبوا الجنود وهم يقتلون معتقلين بقلع أظافرهم وقطع رؤوسهم وتمزيق أجسادهم واللعب بأجزاء من أجسادهم للتسلية ، أو بالتجويع حتى الموت . وكان يقال للمجندين أنهم سيكلفون بمهام مشابهة وأن تعذيب البشر والحيوانات يزيدهم رجولة وشجاعة (ص442) . ووصف القسيس الكاثوليكي في السيلفادور دانييل سانتياغو قصة امرأة فلاحة عادت إلى بيتها ذات يوم فوجدت أمها وأختها وأطفالها الثلاثة جلوسا حول المائدة ، وقد وضع الرأس المقطوع العائد إلى كل منهم على المائدة بعناية أمام جسدة ورتبت اليدان فوق الرأس على نحو كأن كل جسد كان يضرب رأسه بيديه . وقد وجد المغتالون ، وهم من الحرس القومي السيلفادوري صعوبة في تثبيت رأس أحد الأطفال الثلاثة البالغ من العمر ثمانية عشر شهرا في مكانه فدقوا اليدين على الرأس بالمسامير . وقد عرضت في وسط المائدة بذوق رفيع طاسة بلاستيكية كبيرة مليئة بالدماء (ص 443) . في يناير 1988 عثرت بعض مجموعات حقوق الانسان في مكان معروف ترمي فيه كتائب الموت ضحاياها على ثلاث عشرة جثة على أغلبها آثار التعذيب ، ومن ضمنها امرأتان علقتا إلى شجرة من شعورهما وقد قطعت أثداؤهما وصبغ وجهاهما بالأحمر . ويصف القسيس سانتياغو المشاهد الشنيعة التي صممت من قبل القوات المسلحة لترهيب شعب السيلفادور في السطور الآتية : (( لا يقتل الناس من قبل كتائب الموت في السيلفادور ويكتفى بقتلهم فقط - فرؤوسهم تقطع ثم تعلق على أوتاد لتأشير حدود الآراضي . ولا تبقر بطون الرجال من قبل شرطة الخزانة السيلفادورية ويكتفى ببقرها فقط ، فأعضائهم التناسلية تقطع وتحشى بها أفواههم . ولا تغتصب نساء السيلفادور من قبل الحرس القومي ويكتفى بإغتصابهن فقط ، فأرحامهن تنزع من أجسادهن وتغطى بها وجوههن . ولا يكفي قتل الأطفال ، إنهم يجرون جرا على الأسلاك الشائكة حتى تتساقط لحومهم عن عظامهم والآباء والأمهات يجبرون على مشاهدة ما يجري )) (ص 444) .
هذه الشناعات التي مورست في السيلفادور وغيرها من أقطار أمريكا اللاتينية تمت على أيدي فرق دربتها وجهزتها وسلحتها المخابرات المركزية الأمريكية أما الإدارات الأمريكية فتكفلت بالتغطية (( الحضارية ))
للمجرمين وجرائمهم فأستثنت عملائها من النصوص الداعية إلى إحترام حقوق الإنسان وحق الحياة والحرية في الإتفاقيات الثنائية أو الجماعية ، و بلغت النشوة بجورج شولتز وزير الخارجية ذروتها في 14/إبريل/1986 فقال أن النتائج في السيلفادور شيء يمكن للأمريكيين كلهم أن يفخروا به (ص440) . هكذا وجد محمد زايد المثل الأعلى والمنقذ المخلص في مصاصي الدماء وفي رعاتهم فسارع إلى تصدير هذه البضائع الآدمية إلى اليمن ، وعبرها يصنع بضائع آدمية يمنية تمص دماء أبناء وطنها ، ولا غرابة أن نلاحظ كيف يلتقي خريجو معاهد دماج وكتاف مع خريجي معاهد الماركسية - اللينينية في عدن وموسكو وصوفيا وبراغ وبرلين عند أقدام الضابط الإماراتي لينصهروا وتذوب كل الفوارق الفكرية أو القيمية بينهم ، فقد وجدوا في الضابط الإماراتي معيار الحق والحقيقة لهذا تمر بهدوء كل شناعات السجون الإماراتية في المحافظات التي تنعم ب ((الحرية)) بما في ذلك التعذيب والإنتهاك بواسطة الكلاب والجلادين الكلبيين . ومن يحلموا بالإلتحاق بركب فرق الموت الإماراتية في أي مكان من اليمن لن يكون مصيره إلا أسوأ من السابقين وأنه يختار لنفسه طريق خزي ومصير وضاعة بلا حدود .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2564 مرة