العقيدة الأمريكية وآمال بن غوريون في اليمن !!! ...........بقلم/ زيد الغرسي
العقيدة الأمريكية وآمال بن غوريون في اليمن !!!
بقلم/ زيد الغرسي
مع قرب انتهاء العدوان السعودي الامريكي من عامه الثالث سقطت كل الذرائع والمبررات التي تسترت خلفها دول العدوان، وظهرت اهدافا غير التي أعلنتها ‘ وانكشفت الأطماع الاستعمارية في اليمن حيث سعت لاحتلال المناطق الاستراتيجية في البلد وبنت القواعد العسكرية فيها كجزيرة سقطرى وميون وباب المندب وسيطرت بشكل شبه كلي على منابع النفط والغاز وعمدت لاحتلال الموانئ والمطارات المطلة على البحر الاحمر و خليج عدن و البحر العربي ، بالرغم من ان كل تلك المناطق لا يوجد بها الجيش واللجان الشعبية ولا روافض ولامجوس وإنما تخضع لسيطرة ما تسمى بالشرعية.
احتلال اليمن بما يمثل من موقع جغرافي استراتيجي هام يطل على الكثير من الممرات الدولية المائية ويما يحتويه من ثروات طبيعية هائلة يأتي في سياق تحقيق الاهداف الامريكية والاسرائيلية ‘ فالعدو الإسرائيلي يريد السيطرة على باب المندب كهدف استراتيجي اعلنه منذ نشأة الكيان الغاصب حيث وقف بن غوريون بعد عام من اعلان إنشاء الكيان الصهيوني على الميناء " الذي يسمى حاليا ميناء إيلات " وقال " اتطلع ‘لى اليوم الذي تسيطر إسرائيل على هذا وأشار إلى البحر الاحمر وباب المندب " كما أن أطماعها تتضح أكثر بالقبض على الجاسوس الإسرائيلي " باروخ " في الحديدة عام 1972م والذي كانت مهمته توفير معلومات حول الجزر اليمنية المطلة على باب المندب للمخابرات الإسرائيلية ‘ حينها كان الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي يشغل منصب رئيس الأركان العامة بالجيش اليمني وهو الذي اكد خلال رئاسته لليمن أن باب المندب يمني وسعى لعقد قمة عربية افريقية لجميع الدول المطلة على البحر الاحمر في تعز لكن الولايات المتحدة الأمريكية اوعزت للنظام السعودي باغتيال هذا القائد قبل نجاح مشروعه، وليس اخيرا بقلق رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ليلة نجاح ثورة 21 سبتمبر على باب المندب ، ولذلك سعت إسرائيل خلال العدوان لبناء أكبر مرصد مراقبة في القرن الافريقي يطل على باب المندب لمراقبة كل السفن التجارية التي تمر من المضيق وانشئت قاعدة عسكرية في جزيرة ميون المطلة على المضيق بل وصل الأمر لمشاركة بعض جنودها في جبهات تعز وسعت لتعزيز تواجدها العسكري في الدول الأفريقية المطلة على المضيق من الضفة الأخرى كالسودان واثيوبيا وإرتيريا وغيرها .
اما الولايات المتحدة الامريكية فمنذ بداية العدوان سعت لاحتلال جزيرة سقطرى والعمل على بناء قاعدة عسكرية كبيرة فيها كون الجزيرة هدف استراتيجي لها تعبر عنه العقيدة العسكرية الامريكية بقولها " من يسيطر على سقطرى يسيطر على البحار العالمية السبعة " و حرصت على احتلال الممرات الدولية التي تشرف عليها اليمن في البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي وذلك باحتلال ميناء المكلا في حضرموت وميناء علي بشبوة وقاعدة العند العسكرية بلحج واخيرا دخول قوات الاحتلال إلى محافظة المهرة سواء بتواجد قواتها مباشرة أو بقوات سعودية واماراتية وسودانية أو ميليشياتهم من اليمنيين.
كما عملت بريطانيا على استعادة تواجدها في جنوب اليمن من خلال تواجد خبرائها في عدن وانشاء غرفة عمليات لهم في معسكر البحرية بالتواهي بذريعة تجهيز قوات البحرية اليمنية وإعادة تأهيل ميناء عدن او إنشاء ميناء في شقرة بأبين ..
هذه الاطماع تنفذها دول الاستعمار تحت عنوان ما تسمى الشرعية التي ترفض إعادتها إلى عدن وبأدواتها في المنطقة ممثلة بالنظامين السعودي والإماراتي أو عناصر القاعدة وداعش التي توفر لها الذرائع لاحتلال البلد بذريعة مكافحة ما يسمى الارهاب كما حدث مؤخرا في حضرموت وشبوة عندما اعلنت قوات الاحتلال عمليتان لتطهير وادي حضرموت ومنطقة الصعيد بشبوة من الارهاب " وهي التي افرجت عن احد عشر من قيادات القاعدة وداعش في حضرموت قبل ايام من انطلاق العملية " لكن في حقيقة الامر تم إخراج عناصر القاعدة وداعش من هذه المناطق الى جبهة البيضاء لمشاركة مرتزقة العدوان ضد الجيش واللجان الشعبية ونشرت مليشياتها على طول ساحل محافظة شبوة وكل المناطق الغنية بالنفط والغاز والمعادن بمشاركة خبراء وضباط اجانب وتداول ناشطون مقربون من قوات النخبة الحضرمية سيطرتها على مناجم ذهب في الوادي كانت تحت سيطرة علي محسن الاحمر واولاد الاحمر وعائلة عفاش وبعض قيادات الاصلاح وبنفس مسرحية تحرير المكلا العام قبل الماضي اعلنت قوات الاحتلال تطهير الوادي خلال يومين والصعيد خلال يوم في زمن غير منطقي حتى للمسافر الذي يسافر بلا انقطاع في هذه المناطق حيث لا يستطيع أن يجتازها في هذا الوقت فما بالكم بالمواجهات والكر والفر وووووالخ ..
تخطط دول العدوان الرئيسية للبقاء في اليمن طويلا ولن يتمكن لها ذلك الا بتقسيم اليمن وادخاله في فوضى مستمرة وفي هذا السياق عملت على تصفية قيادات الحراك الجنوبي ثم إنشاء كيانات تطالب بالانفصال كالمجلس الانتقالي الذي تسعى حاليا لإدخاله في المفاوضات السياسية القادمة كممثل عن الجنوب لمناقشة التقسيم بعيدا عن جوهر المفاوضات حول العدوان وفك الحصار او من خلال تعيين مبعوث جديد ينتمي للجنسية البريطانية ذي الخبرة في احتلال وتقسيم جنوب الوطن او من خلال الممارسات الميدانية التي تقوم بها الإمارات في الجنوب كطرد الشماليين وإغلاق الحدود بين الشمال والجنوب بين فترة واخرى وانشاء قوات عسكرية مناطقية لكل محافظة بما يؤدي لزيادة الصراع المناطقي وادخال البلد في فوضى وحروب اهلية لا تنتهي ، و في سياق ذلك غرد ضابط الاستخبارات السعوي انور عشقي بقوله الحل في اليمن يكون الجنوب للمجلس الانتقالي والشمال رئيسه احمد علي ‘ وما يشير الى ذلك ايضا تحذير الرئيس على ناصر محمد من خطورة المؤامرات التي تستهدف المنطقة وتقسيم بلدانها لافتا الى ان اليمن لن ينجو من التقسيم ولن يكون الشمال شمالاً ولا الجنوب جنوباً، بل سيتحول إلى أكثر من دويلة ..
سياسيا تسعى الامارات للتخلص من حزب الاصلاح وحكومة بن دغر وهذا ما بدا واضحا من نتائج حرب يناير في عدن واظهرته الصراعات في شبوة وتعز وقريبا ستكون في مأرب مقابل الاعتماد على طارق عفاش في خطوة تؤكد تنكر دول العدوان لدور الاصلاح بالرغم من تقديمه كل التضحيات لإرضاء السعودية والامارات عنه مقابل خيانته لوطنه وشعبه .
في الضفة الاخرى تلقت الامارات ضربة اقتصادية جديدة من قبل جيبوتي التي الغت عقد الامتياز الممنوح لمجموعة "موانئ دبي العالمية"، لتشغيل محطة الحاويات في ميناء "دورالي" بجيبوتي... بما يؤكد الصراع المحموم بين دول الاستكبار للسيطرة على الممرات الدولية المائية لا سيما بعد صعود مجموعة دول البريكس وتنامي الاقتصاد الصيني في وجه الاقتصاد الامريكي ...
العلاقات الاسرائيلية مع النظامين السعودي والاماراتي وظهروها الى السطح بشكل واضح يؤكد سعي هاذين النظامين لتنفيذ المشروع الاسرائيلي المعروف بالشرق الاوسط الجديد في المنطقة وما تقوم به هاتين الدولتين من دور في اليمن نجده بنفس الادوات والاساليب في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان ومصر .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2070 مرة