سلام عليك أيها (الشعاع المضيئ) و(النور الأسنى)..................بقلم السيد العلامة/عبدالسلام عباس الوجيه
سلام عليك أيها (الشعاع المضيئ) و(النور الأسنى)
بقلم السيد العلامة/عبدالسلام عباس الوجيه
إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، عظم الله الأجر وجبر الله المصاب.
رحل السيد العلامة الحجة الضياء، وغاب عنا ذلك الوجه المنير المشرق الوضاء، فارقنا وودع دنيانا، أتقى العلماء وعالم الأتقياء ودرة الأصفياء الأنقياء، سيد الخاشعين، وقدوة الزهاد والمتقين، ومثل الأولياء والصالحين في عصرنا وزين العابدين.
فارقتنا تلك الابتسامة العذبة وتلك الملامح والقسمات المشعة بنور الإيمان، ودّع دنيانا الفانية ذلك الوجه الوضيّ والبدر المنير المضيئ، وصعدت إلى مولاها تلك الروح الشفافة النقية البيضاء التي عانقت السماء بعد أن ارتشفت ورضعت المثل العلياء وهامت في حب وعشق رب الأرض والسماء، عادت تلك الروح الطاهرة النقية الزكية إلى ربها راضية مطمئنة مرضية.
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.
فسلام عليك يا سيد العباد الزهاد، سلام عليك أيها العامل المعامل والمثل والأسوة والقدوة، سلام عليك أيها الراحل التقي النقي الطاهر القلب واللسان، النقي السريرة والوجدان، العف اليد واللسان.
سلام عليك ما أمرّ فراقك وما أوحش ربوعنا بعدك، سلام الله عليك أيها الفقيد الغالي الذي أوجعنا رحيله، وهدّنا فراقه وفقده، وأحزننا غيابه وبُعده.
سلام الله عليك يا من رحيلك فاجعة أيقظت الشجون، ومصيبة أبكت العيون.
سلام الله عليك يا من رحيلك ثلمة لا تسد، وغيابك خسارة لا تسترد.
سلام عليك أيها العالم العابد الزاهد الراكع الساجد، لكم ستبكيك مجالس العلوم والفوائد، وتندبك الحلقات والمحاريب والمساجد.
سلام عليك ما خدمت العلم والدين وكنت نوراً ومناراً للسالكين، ومرشداً وهادياً للحائرين.
سلام عليك ما أفدت من متعلم وما أفتيت من مستفتٍ وسائل، وأرشدت من متخبطٍ تائه حائر، سلام عليك ما أنرت الدروب وكشفت مشكلات الخطوب، ونشرت هدي علام الغيوب.
سلام عليك ما ساندت من مظلوم، وأعطيت من محروم، وداويت من جريح مكلوم.
سلام عليك ما خدمت الفضيلة والعلم والدين ونشرت قيم ومبادئ وتعاليم الذكر المبين، وبينت أحكام شريعة سيد المرسلين، وأحييت مناهج آل البيت الطاهرين.
سلام عليك ما أمرت بمعروف ونهيت عن منكر، وأصلحت بين الناس، وأسهمت في أعمال الخير والبر.
سلام عليك ما سعيت في حاجة الضعفاء والمساكين وعطفت على الفقراء والمحتاجين.
سلام عليك أيها (الشعاع المضيئ) و(النور الأسنى) الذي أنار الدجى وكشف المشكلات لذوي الحجى.
سلام عليك ما بقيت آثارك العلمية خالدة يستفيد منها الدارسون ويجد نفعها الباحثون، ويستنير بهديها السائرون، ويقتفي خطاك وخطاها العلماء والمتعلمون.
سلام عليك حياً وميتاً، سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.
ورحمك الله رحمة الأبرار، وأسكنك جنات تجري من تحتها الأنهار، وعظم الله أجرنا فيك، وجبر مصابنا برحيلك، وأخلفنا بأحسن خلافة، وتغمدك بواسع رحمته وجمعنا بك في مستقر رحمته ورضوانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف:
عبدالسلام عباس الوجيه
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1877 مرة