اليمن بين مشروع التفتيت ومشروع الدولة..............بقلم/ محمد الحاضري
اليمن بين مشروع التفتيت ومشروع الدولة
بقلم/ محمد الحاضري
جاء تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بهدف تقسيم اليمن بالقوة العسكرية ليس فقط إلى دولتين، بل إلى ست دويلات خاضعة لهيمنته، وذلك بعد فشل هذا المشروع إبان ثورة 21 من سبتمبر 2014م.
مشروع تقسيم اليمن ليس الا جزأ من المشروع الأمريكي لتقسيم المنطقة برمتها و لم تعد تكهنات لما يدور في أروقة الساسة الأمريكيين بل بدا جليا منذ سنوات تتحدث عنه الصحافة الأمريكية بكل وضوح وتنشر خرائط له.
كما في سوريا والعراق وليبيا استخدمت أمريكا الأدوات التكفيرية لتقسيم اليمن بعد ثورات الربيع العربي 2011م والتي اعترف الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بأن إدارة سلفه باراك أوباما أنشأها تحت مسمى "داعش" وبتمويل من السعودية وأخواتها.
استطاعت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر2014 في اليمن من دحر الأدوات التكفيرية في وقت قياسي حتى أن التكفيريين لم يجدوا ملجأ إلا الفرار بقوارب الصيد أمام تقدم الجيش وقوات الأمن اليمنية، وباتت اليمن على وشك إعلانها بلدا خاليا من الإرهاب التكفيري.
عقب ذلك ظهرت السعودية والإمارات في 26 مارس 2015 كوكيلتين لأمريكا في المنطقة من أجل إنقاذ أدواتها التكفيرية وفرض تقسيم اليمن بالقوة العسكرية وبصورة أكثر إجراما ووحشية وإجرام وبالسلاح الأمريكي الفتاك لتعود الجماعة التكفيرية على ظهر دبابة الأبرامز الأمريكية.
لكن طول أمد الحرب وصمود القوى الوطنية في صنعاء كشف زيف الشعارات التي روجها العدوان كغطاء لاحتلال اليمن فما يدور في المناطق الواقع تحت سيطرة قوات الغزو والاحتلال جنوب البلاد يدل على سعيها لتفتيت اليمن.
فنحن نشاهد المزيد من التشرذم والتناحر والاقتتال بين القوى في الجنوبية، وكذلك ظهرت للسطح مكونات سياسية مثل "المجلس الجنوب الانتقالي" في عدن، وفي حضرموت ظهر "مؤتمر حضرموت الجامع" هذا بالإضافة إلى تشكيل قوات عسكرية على أساس مناطقي كقوات النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية وكذلك الحزام الأمني لعدن.. وغيرها، وما هذا إلا البداية للانتقال إلى الخطوة التالية على طريق تقسيم اليمن، ناهيك عن ظهور إمارات إسلامية واختفاءها بما يخدم أهداف توسع الاحتلال في البلاد.
وشمال البلاد لايزال الغزاة والمحلتين يحاولون السيطرة على الحديدة ليعلنوها إقليما جديدا تحت سيطرتهم وللتحقق بقطار الفوضى الذي يدور في الجنوب.
الفوضى والصراع بين النخب السياسية وأدوات الغزاة الذي وصل إلى حد الاقتتال في المناطق المحتلة كما حدث في عدن نهاية يناير 2017، تأتي بينما الغازي والمحتل ينهب الغاز اليمني وثروات البلاد بهدوء ودون ضوضاء ودون أن يتكلم أحد.
ورغم سوداوية المشهد اليمني في ظل العدوان الاحتلال إلا أن مشروع تقسيم اليمن سيكتب له الفشل بصمود القوى الوطنية في صنعاء المواجهة للعدوان، فلا خيار للشعب اليمني إلا مواجهة هذا المشروع ودحر الغزاة ليبقى اليمن موجودا على خارطة العالم وليتمكن المواطن اليمني العيش بحرية واستقلال بعيدا عن الهيمنة التي أغرقت البلاد على مدى خمسين عاما الماضية.
ومشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد، في 26 مارس الماضي في الذكرى الرابعة للعدوان أمام ملايين اليمنيين في ميدان السبعين هو طوق النجاة لإنقاذ البلاد ولإيقاف مشروع التقسيم الغربي لليمن، ولإيقاف نهب ثروات البلاد شمالا وجنوبا.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1933 مرة