الثورة التي هزت العروش...بقلم / محمد المنصور
الثورة التي هزت العروش
بقلم / محمد يحيى المنصور
فكرة ان تتحرر اليمن ويزدهر شعبها ، وتستفيد من ثروتها البشرية والمادية المكتشفة والمخبوءة ، وتترجم موقعها الاستراتيجي وموروثها الحضاري الى مكانة وفاعلية في المنطقة والاقليم ، وفكرة أن تتحرر اليمن من الوصاية والتبعية للسعودية وامريكا الغرب التي أرادها الشعب اليمني – من خلال ثورة ال21 من سبتمبر 2014م – التي اسقطت ركائز الفساد والارهاب في زمن وجيز ، وكشفت عورات التدخل السعودي الامريكي الداعم للارهاب والفاسدين في اليمن لتنفيذ اجنداته المشبوهه ، فكرة بدا وأنها غير مستساغة ولامقبولة في الواقع العربي والدولي المتشابك مع قوى الهيمنة الاستعمارية ، والمشتبك ضمن صراع الارادات الاجنبية والاقليمية لرسم واعادة تشكيل صورة المنطقة المضطربة ، بما يلبي طموحات القوى الاستعمارية الغربية وحدها أما العرب فلا مكان لهم ولا مكانة لأن الصراع في مجملة هو على المنطقة العربية وثرواتها وموقعها الجغرافي ودورها الذي لن يعدو دور التابع الذليل ، في ضوء التجزئة الحاصلة والاحترابات المذهبية والجهوية المطلوبة لتمرير المخطط ، الذي يبقي على الكيان الصهيوني في موقع القوة والهيمنة والتفرد بمطلق الدعم الامريكي و الغربي .
ولكي لا يظننا البعض اننا نجازف ، ونقول شططا في القول بأهمية وحيوية ومصيرية ما تمثله ثورة ال21من سبتمبر للشعب اليمني من امكانية لصناعة التحول الحقيقي لليمن واليمنيين ..
الذي ظل مطلبا وهدفا للقوى الوطنية منذ عقود من الزمن ظلت السعودية ومرتزقتها في الداخل حجر عثرة امام بناء الدولة اليمنية القوية القادرة قبل وبعد الوحدة اليمنية 1990م ، وقبل وبعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية فبراير2011م .
فإننا نطرح جملة تساؤلات علّها تضيئ جوانب الصورة الكلية للواقع اليمني بعد ثورة ال21 من سبتمبر .
أولى تلك التساؤلات : لماذا وقفت السعودية والدول العشر – الراعية للمبادرة الخليجية – موقف المتفرج من سياسة هادي وحكومة الوفاق التدميرية لليمن سياسيا ، واقتصاديا ، وأمنيا ، وعسكريا واجتماعيا ، وصمتت كليا عن الحروب المذهبية التي استهدفت اثارة الفتنة الطائفية في كتاف ودماج وحاشد وارحب والرضمة وعمران وغيرها ؟؟
ولماذا صمت هادي وحكومته وأجهزته الامنية عن جرائم الاغتيالات السياسية التي طالت فريقا سياسيا بعينه ؟؟
كما طالت الكوادر العسكرية والأمنية والمؤسسة العسكرية بجرائم ومجازر متتالية هدفها كان اضعاف واهانة المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية ودورها الوطني ، بهدف السيطرة على مواردها واحلال العناصر المرتبطة بمشروع تفكيك وتدمير اليمن الذي تنفذه السعودية وامريكا كما في سورية والعراق وليبيا ؟.
ثاني التساؤلات : يتمثل في معنى الموقف السلبي من الدول الراعية للمبادرة من افشال هادي والقوى النافذة لصيغة مخرجات الحوار الوطني والاصرار على الالتفاف عليها بفرض صيغ غير توافقية من خارجها ؟
ولماذا تمنع هادي والقوى النافذة عن تنفيذ النقاط الاحدى عشرة ؟ والنقاط العشرين ؟ واتفاق السلم والشراكة التي وقعت عليها كل القوى السياسية ، وحظيت بمباركة الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوربي ومجلس الامن وغيرها ؟؟
ثالث التساؤلات : يتمثل في معنى ان تتحول الدول العشر الراعية لما يسمى بالمبادرة الخليجية باستثناء سلطنة عمان وروسيا الى دول شريكة في العدوان السعودي الامريكي على اليمن منذ 26مارس الماضي ، والتي ضمت دولا أخرى في تحالف الشر والعدوان السافر والحصار على اليمن ؟؟
أخير التساؤلات ولس آخرها : ما سر تمسك السعودية وتحالف العدوان بشخص عبدربه منصور هادي وقوى الارتزاق والعمالة المزمنة في اليمن ؟؟
وهل هذه الحرب العدوانية الهمجية والحصار الشامل على اليمن ، وقتل اليمنيين بلا استثناء ، وتدمير موارد رزقهم ومقومات دولتهم وحياتهم وحضارتهم بلا استثناء هي من اجل ما يسمى بشرعية هادي ومرجعية المبادرة الخليجية ؟؟
نعم ان ثورة 21سبتمبر 2014م التي كان لمكون انصار الله وحلفائهم شرف قيادتها وتقديم التضحيات من خيرة قياداتهم وكوادرهم ولا يزالون ، فإنها ثورة يمنية وطنية تحررية من الهيمنة والوصاية السعودية الامريكية ، عبرت عن جوهر الثورات اليمنية 26سبتمبر 1962م ، و14اكتوبر 1963م وجوهر ، وحدة22مايو 1990م ومضامين ثورة 11فبراير 2011م ، ثورة جسدت الايمان بقيم الشراكة الوطنية ، والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولا زالت تمد اليد للجميع بالشراكة والتعاون لبناء اليمن الحرّ الكريم الناهض والمنشود لكل ابنائه .
ثورة 21سبتمبر ليست ثورة منطقة ولا مذهب ولا فيئة ولا طائفة ولا يمكن ان تكون ، وحرب العدو السعودي الشاملة على اليمن ارضا وانسانا وحضارة وهوية تكذّب مزاعم استهدافه المحصور بمن يسميهم الحوثيين واتباع صالح .
ومنذ اليوم الأول اتضح للغالبية من اليمنيين ان عدوان آل سعود وتحالف الشر ومرتزقته انما يستهدف اليمن بكل ما للكلمة من معنى ودلالة ، اليمن الحاضر والمستقبل ، وباستثناء قلة مؤيدة ومنتفعة بالعدوان السعودي الامريكي ومرتبطة باجنداته ..
يمكن القول بأن الشعب اليمني الصامد الصابر القوي بالله ، وبعدالة موقفه وقضيته وبإمكاناته وبقدرته على هزيمة العدوان قد افشل جل اهداف العدوان وكشفه وفضحه واسقطه سياسيا واخلاقيا وتاريخيا ، وسوف يدافع هذا الشعب عن مكتسبات ثورات ال21من سبتمبر و ينتصر لخياراته الوطنية في الحرية والكرامة والمساواة والعدالة والديموقراطية وحقوق الانسان في ظل نظامه الجمهوري التعددي ودولته الوطنية العادلة .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1900 مرة