بالمختصر المفيد.. الحديدة جهنم الحمراء.........بقلم/عبدالفتاح علي البنوس
بالمختصر المفيد.. الحديدة جهنم الحمراء
بقلم/عبدالفتاح علي البنوس
ظن الغزاة والمحتلون والمرتزقة وكل ظنهم إثم بأن احتلال عروس البحر الأحمر الحديدة مهمة في غاية البساطة قياسا مع حجم المعدات والإمكانيات والدعم اللوجستي والمادي والغطاء الدولي والأممي والإعلامي الذي سبق وصاحب التحضيرات والاستعدادات لشن هذه العملية والتي ما يزال يرافقها ويساندها حتى اليوم ، وللوهلة الأولى أدرك الغزاة والمحتلون بأن المعلومات الاستخباراتية التي تم تزويدهم بها من قبل مرتزقة الداخل الذين تحالفوا معهم كانت عبارة عن مقلب شربوه بالصحة والعافية ، فالحديدة التي قيل لهم بأنها ستكون حاضنة لهم ، وسيخرج أهلها ليستقبلوهم بالورود ، انتفضت في وجوههم وخرج أهلها لاستقبالهم بفوهات البنادق وفاء لوصية الرئيس الشهيد صالح الصماد ، فكانت مسيرة البنادق الصفعة الأولى التي تلقاها الغزاة وهم يعدون العدة لمعركة احتلال الحديدة ، وعقب شن العدوان على الحديدة وفي خضم المواجهات خرج أبناء الحديدة الجمعة الماضية تحت قصف الطائرات والبوارج ولعلعة الرصاص وتحليق الطائرات الأباتشي والاستطلاعية والتجسسية لتأكيد الموقف وتجديد العهد بأنهم لن يفرطوا في وصية الرئيس الشهيد ولن يكونوا إلا خناجر في نحور الغزاة والمرتزقة ، وأن الحديدة ستكون لهم جهنم الحمراء ولن يخرجوا منها ، وستكون محرقتهم ومقبرتهم ، ولن يفرطوا في أرضهم وعرضهم ، ولا مكان بينهم وفي أوساطهم للخونة والمرتزقة والعملاء .
نعم هذه الحديدة وهؤلاء هم أهلها الأوفياء البسطاء ، الذين لم يغتروا بالمال السعودي والإماراتي المدنس ، ولم تنطل عليهم حيل وهرطقات وخزعبلات الطابور الخامس وقنوات العمالة والإرتزاق ولم يكترثوا بتهديدات قوى الغزو والاحتلال ، فوثبوا ،وثبتوا ، وصمدوا في وجه الغزاة والمحتلين يساندهم أبناء الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنية التي تفاعلت بإيجابية رائعة مع دعوة السيد القائد وأوفت بالعهد للرئيس الشهيد ، فشكلوا جميعاً لوحة صمود وثبات في غاية الروعة ، معها لا يزال الغزاة في حالة إرباك وذهول ، وهم من ظنوا بأن معركة الحديدة أشبه برحلة صيد في البرية ، أو نزهة عابرة في الساحل الغربي ، ولكنهم واجهوا الصدمة الكبرى عندما شاهدوا أرتال المدرعات وجحافل الجنود والمرتزقة تتهاوى وتتلاشى أمام بأس المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء الحديدة الشرفاء ، فتحولت المدرعات إلى صيد ثمين يقتنصها الأبطال بالصواريخ الموجهة والألغام الأرضية ، وما هي إلا لحظات وتتحول بفضل الله وقوته وتأييده وتمكينه إلى كومة من الخردة ، أما المرتزقة فقد نالهم من البأس اليماني ما قذف في قلوبهم الرعب والخوف ، فقتل منهم البعض ،وهرب منهم البعض وأسر البعض ، فيما ينتظر من تبقى منهم ذات المصير ، ولا تزال جنهم الحمراء ترحب بكل من ثكلته أمه وجاء إليها غازيا محتلا ، ليذوق وبال أمره ، ويحصد ثمار ارتزاقه وعمالته وخيانته لوطنه ، وتعديه على سيادته وانتهاكه لها دونما وجه حق.
بالمختصر المفيد, في الحديدة يتم تأديب كل الخونة والعملاء والمرتزقة على الطريقة التهامية ، وفي الحديدة يتم التنكيل بجحافل الغزاة والمحتلين وتلقينهم الدروس التي لا يمكن لمن سيسلم منهم أن ينساها أو تمحى من ذاكرته ، في الحديدة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، في الحديدة جنهم الحمراء بسواحلها ورمالها ورجالها تلقف ما يأفكون وتجهز على ما يحشدون بتأييد وإسناد رباني صنع الفارق رغم فارق الإمكانيات ، ولكنها مشيئة الله وإرادته التي لا غالب عليها ، ومهما أرجف الأعداء ومهما قصفوا وأجرموا وعربدوا في حق المدنيين الأبرياء فلن يحصدوا ثمار ذلك إلا الفشل ، ولن تكون الحديدة بالنسبة لهم إلا جهنم الحمراء المستعرة التي تمنحهم تصاريح العبور إلى جنهم الآخرة والتي تحتفظ لهم بطقوس ومراسم استقبال خاصة تليق بهم وبأسيادهم من الإماراتيين والسعوديين والأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1654 مرة