بيان ورد رابطة علماء اليمن على استباحة خطيب عرفات لدماء اليمنيين
بيان ورد رابطة علماء اليمن على استباحة خطيب عرفات لدماء اليمنيين
الحمد لله رب العالمين القائل: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) والقائل: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الذي قال وهو ينظر إلى الكعبة (لخرابك حجرا حجرا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم) وفي رواية (من هتك عرض امرئ مسلم) وبعد:
فإن علماء اليمن يستنكرون التسييس الرخيص لصالح الظالمين لفريضة الحج التي ينبغي أن تكون محطة للألفة وجمع الكلمة ووحدة الصف والبراءة من أعداء الله سبحانه وأعداء الأمة والتأكيد على حرمة المسلم دمه وماله وعرضه. ولذلك فإن استخدام آل سعود للحرمين الشريفين كوسيلة للضغط السياسي وإقحام قبلة المسلمين في صراعهم وعدوانهم لهو عمل غير مسؤول ولا مشروع ولا مبرر له
وأعظم من ذلك أن يقف أحد علمائهم خطيباً في يوم عرفة في المكان الذي وقف فيه الرسول الكريم وخطب ليؤكد على حرمة الدم والمال والعرض بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أي يوم هذا؟ قالوا يوم حرام، قال: فأي شهرٍ هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، فقال: ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)
أما خطيب عرفات السعودي فقد قلب المسألة وخالف السنة وحاد عن توجيهات الرسول الكريم عندما حرض على سفك دماء اليمنيين. ولقد دهشنا لهذه الجرأة على الله سبحانه في استباحة دماء المسلمين بغير وجه حق ولا جُرم اقترفوه ولكنها الجرأة على الله في تسويغ وتحليل الحرام للسلطان حسب هوى الملك نعوذ بالله من الضلال
إن الحج هو المظهر الأسمى للوحدة الإسلامية المنشودة التي أراد الله أن تكون ثمرة من ثمار الحج حينما منع الرفث والفسوق والجدال لما يؤدي من التنازع والشقاق وعندما وحد الملبس والمنسك والمكان والزمان والنفير والوقوف والطواف والرمي كلها في حركة واحدة على كثرة الحجيج
هذه الوحدة المقصودة من الحج قام علماء السوء في السعودية بتفريغ الحج من مضمونها عندما فتحوا النار من أفواههم على الشعب اليمني المسالم الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)
إن علماء اليمن يدينون التكفير للمسلمين واستباحة دمائهم من هذه البقاع الطاهرة والأماكن المقدسة التي كان الواجب أن تصدر منها المناشدات بإيقاف العدوان على يمن الإيمان والحكمة وأن تكون سبباً للوحدة وجمع الشمل ووقف العدوان لا منبراً للفتنة والتحريض والتكفير واستباحة الدماء وتأجيج الصراع والفتن وخصوصاً أنها في يوم عرفة ومن صعيد عرفة وفي يوم حرّم الله فيه صيد الحيوان.
إن علماء اليمن يحذرون من العواقب الوخيمة لمثل هذا التحريض والتكفير واستباحة الدماء بشكل عام ومن الأماكن المقدسة بشكل خاص وما حدث للمصلين في مسجد البليلي في صلاة العيد ما هو إلا أحد نتائج ذلك التحريض والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى.
إن علماء اليمن يناشدون كل التجمعات والمكونات والمؤسسات والشخصيات العلمائية أن تقوم بدورها وتوضح للمسلمين حجم المخالفة التي ارتكبها علماء السوء حينما شرعنوا العدوان على اليمن وحينما أفتوا بجواز قتل اليمنيين وخصوصاً خطيب عرفة وفي يوم عرفة وصعيد عرفة كون المسألة خطيرة جداً لأن الفتوى والتحريض على اليمنيين كان على مسمع مئات الآلاف من الحجاج والملايين من المسلمين الذين تابعوا خطيب عرفة عبر الوسائل الإعلامية
إننا ندعو كافة علماء الأمة وأحرارها وكافة ابناء العالم الإسلامي أن يقفوا وقفة صادقة لوجه الله سبحانه وأن يقولوا الحق تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان جائر وحرب إبادة ومن منع اليمنيين من أداء فريضة الحج واستباحة دمائهم. وأن يرفعوا الصوت عالياً ضد آل سعود الذين هم من يرعى الفكر التكفيري ويموله والذين اعتدوا ودمروا كثيراً من الآثار الإسلامية كمقبرة البقيع وكمحاولتهم هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولا تحرك العالم الإسلامي آنذاك
كما أن علماء اليمن يدينون الإهمال والتفريط وسوء الإدارة للحرمين الشريفين وفريضة الحج والعمرة والذي تسبب في سقوط المئات من الحجاج والمعتمرين فلا يكاد يمر موسم للحج إلا ويسقط نتيجة الإهمال والتقصير والتفريط أعداد من الحجاج كما حصل هذا العام. ولا يبعد أن يكون ما حدث مؤخراً في مشعر منى عن عمد وقصد فما أكثر الطرق وأوسعها وما أكثر رجال الأمن.
إننا ندعو إلى تشكيل لجنة من مختلف الدول الإسلامية لفتح تحقيق عاجل جاد وشفاف فيما حدث بمشعر منى.
كما ندعوا إلى أن تكون إدارة الحرمين الشريفين بيد خيرة أبناء الأمة من كل شعوب العالم الإسلامي لا يتحكم فيها آل سعود ولا الفكر التكفيري.
نسال الله تعالى أن يجعل الحرمين الشريفين في أيدي المؤمنين الصادقين وأن يحمي مقدسات المسلمين من عبث العابثين وهيمنة الطغاة والظالمين وأن يحفظ الحجاج والزوار والمعتمرين وأن يردهم إلى بلادهم سالمين غانمين وأن ينصر المجاهدين ويخذل المعتدين إنه على كل شيء قدير وبالإجابة قدير
صادر عن رابطة علماء اليمن
يوم الخميس بتاريخ 10 ذي الحجة 1436هـ
الموافق 24/9/2015م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 999 مرة