معركة المطار والحوثى الذي لا يهزم.. قوة اليقين عقيدة تقهر قوة السلاح وتتحدى غرور المستكبرين...........بقلم/ إبراهيم سنجاب
معركة المطار والحوثى الذي لا يهزم.. قوة اليقين عقيدة تقهر قوة السلاح وتتحدى غرور المستكبرين
بقلم/ إبراهيم سنجاب*
معركة المطار هي أخبث رسالة صدرتها وسائل إعلام التحالف إلى العالم معلنة عن بدء معركة تحرير مدينة الحديدة من الحوثيين واستكمال حصار صنعاء بزعم ضمان وصول المساعدات للشعب اليمني.
فاستخدام مصطلح تحرير المطار إعلاميا بالنسبة للرأي العام العالمي يوحي بأن إحدى معارك الحرب العظمى قد وقعت، وأنه فور احتلال المطار واستسلام المقاتلين اليمنيين استجابة لدعوة أنور قرقاش وزير خارجية الإمارات، سيرفع المحتل رايته في كل الأنحاء ويهرب من لم يتم أسرهم أو قتلهم في عملية مباغته اعتقدوا أنها ستستمر لعدة ساعات.
وعلي مدى العشرة الأيام الماضية شغلت وسائل إعلام التحالف العالم بمطار الحديدة وبحرها وساحلها وكأنها معركة مطار بغداد حينما اضطر المحتل الأمريكي لاستخدام قنابل تذيب البشر والحجر، ولو كان الموقف الاستراتيجي في مطار الحديدة يحتاج إلى هذه النوعية من القنابل لاستخدمها التحالف الذي سبق واستعمل قنابل انشطارية في النهدين ونقم بصنعاء وفقا لتأكيدات المنظمات الدولية، ولكن في مطار الحديدة لا يوجد بشر ولا حجر .
الجنازة حارة والميت كلب
وهو مثل شعبي عربي يستخدمه المصريون عندما يرون اهتماما مبالغا فيه بشيء تافه، بالطبع معركة الحديدة مهمة بل هي الأهم منذ بداية العدوان علي اليمن في مارس 2115 ولكن مصطلح معركة المطار هو أتفه ما فيها، لماذا ؟
بالمعني العسكري لا يوجد مطار في الحديدة والموجود هو ممر طائرات صغير وبقية مطار عسكري غير مستخدم وعدد من المباني لا تكفي لإيواء كتيبة، وبالطبع لا وجود لطائرات مدنية ولا عسكرية ولا موظفين مدنيين ولا عسكريين، بل لا يوجد في كل المساحة التي تخضع لأنصار الله ( الحوثيين ) في اليمن كله مطارات، حتى مطار صنعاء هو خارج الخدمة إلا إذا استقبل البريطاني الدولي مبعوثا عن الأمم التي يفترض أنها متحدة.
وبالمعني العسكري أيضا لا قيمة لكل هذا التهويل وساعات البث بكل لغات العالم لمعركة المطار إلا من شيء واحد هو اكذب ثم اكذب ثم تعود على الكدب حتى تمرض فتصدق نفسك.
وهذا الذي أتوقعه لمن يمتلك بقية من شرف من إعلاميي الصحف والفضائيات ومرتزقة الخليج حول العالم، ولزعماء سياسيين ومنظمات إنسانية وأنظمة عربية ومسلمة ونحوه، ما الذي نفعله ؟ وما الذي نحصده ؟ لماذا نكذب؟ لماذا نقتل هؤلاء الناس أو نروج لقتلهم ؟ هل فعلا من أجل استعادة شرعية نظام هارب ؟ لماذا لا يعود ؟ ! هل فعلا لضمان وصول المساعدات لليمنيين ؟ لماذا لا نساعدهم دون احتلال أرضهم .
هل لحماية المدنيين ؟ ومن الذي قتل آلاف المدنيين في كل محافظات اليمن؟ هل فعلا لوقف التمدد الفارسي في الأرض العربية المقدسة ؟ ولماذا لا نبدأ باليهود ؟ !هل فعلا لمنع اغتصاب السلاليين للسلطة ؟ ولماذا يورث السلاليون السلطة في المملكة والمشيخات ؟.
سقوط الشعارات
ومن عاصفة الجنوب إلى عاصفة الأمل إلى النصر الذهبي مرورا بقادمون يا صنعاء، تتواصل ساعات الكذب الفضائية عبر الأثير بينما على الأرض يتلقى السلاح الأمريكي بأيدي المرتزقة أكبر الهزائم الفضائحية وتنحني مدرعاته ومجنزراته لأقدام الحفاة شبه العراة.
السقوط الأكبر كان من نصيب الإعلام العربي الخليجي ومرتزقته، إذ أن الإعلام العالمي تجنب قليلا وحل هذه المعركة الهزلية على غير عادته منذ بدأت الحرب على اليمن، فالعملية كلها كما كان مخططا لها لم تتجاوز هدف احتلال مطار الحديدة خلال عدة ساعات ثم فرض عملية قرصنة سياسية تقتنص ميناء الحديدة، ولكنها فشلت قبل أن تبدأ، وراح ضحيتها مئات وربما آلاف الجنوبيين قتلوا بلا قضية، بينما الحفاة العراة يغنمون مدرعات ومجنزرات يزينونها بالورود يتبادلونها ويجاملون بها في أعراس صنعاء .
خطاب الزعيم الشاب
خلال أسوأ ساعات الكذب وفى ذروة تسويق وهم السيطرة على المطار ظهر الصادق الذي لا يكذب عربيا يمنيا هادئا واثقا وألقى خطابا حاسما، لن نستسلم وكم من دول بكلها استعمرت ولكنها تحررت، إذن هي معركة مستمرة بالمطار وبدونه وبالميناء ومن غيره، حتى لو صلوا إلى صنعاء، فما زال الموت لأمريكا، والعار للمرتزقة من اليمن، والخزي للعرب الخانعين والحساب يوم الحساب لمن كان مسلما.
القراصنة لا دين لهم ولا يقين ولا إيمان ولا عهد ولا ذمة، إنهم قراصنة يتفقون ويختلفون في اليوم الواحد مائة مرة من يحوز النصيب الأكبر ؟ وهذا حال دول العدوان على اليمن وحال مرتزقتهم اليمنيين ومنافقيهم العربان والفرنجة، قراصنة أفراد وقراصنة منظمات وأحزاب وقراصنة دول كل هؤلاء اجتمعوا على شعب اليمن يشيطنوه ليلتهموه، وأسوأهم حقير اليمن ذلك الذي قبل أن تتعرى أخته وأمه وابنته في غارة للإف 16، أو تنزح عمته وخالته وجدته بحثا عن الأمان تاركة بيتها ومزرعتها، ولا عجب فهو الصامت المطأطئ رأسه خجلا وجبنا عندما قرأ وسمع وشاهد رجالا يغتصبون في سجون الإمارات وبنات يستحلهن الجنجويدى السوداني, حقير اليمن هذا يستمتع بفنادق الرياض ونسيم نيل القاهرة وغانيات استانبول, ولو تكلمت الأرض تحت قدميه لسمع منها اللعنات ولو تحركت للفظته خائنا لتراب بلاده.
هل انتهت المعركة ؟
لم تنته بعد ولن تنته الآن والهدف ميناء الحديدة وفرض دستور الأقاليم الستة بحيث تستكمل شركة موانئ دبي متعددة الجنسيات خطتها في استعمار كل موانئ البحر العربي والبحر الأحمر قبل 2020, لتعوض ما فشلت فيه هناك في باكستان, حيث قررت الصين تنمية ميناء جوادر الذي سينافس موانئ دبي إن لم يهدد بزوالها، والبديل الهيمنة على كل موانئ النصف الجنوبي لقارة آسيا وهو ما يفسر استيلاء أبو ظبي على جزيرة سوقطرة اليمنية التي لا تسمع عن شرعية هادى ولا ثورة الحوثي!.
لم تنته الحرب ولن تنته فالسعودي يريد ممرا آمنا إلى البحر العربي ليضمن منفذا بحريا لتلك الصحراء الشاسعة بعيدا عن متناول الإيراني والقطري والعراقي, ويريد ولاءً مطلقا لسلطة الرياض تمهيدا لمعركة أكبر محتملة، أما الأمريكي فيريد كل ذلك وغير ذلك.
كل هذا الكلام معروف ومعلن منذ سنوات, ولكن الغريب أن ينقلب عليه قوميو على صالح وسلفيو القاعدة وإخوان الإصلاح فيقتلون أخوتهم ونساءهم وأطفالهم, باسم كهنوتية الحوثيين اليوم وغدا باسم هاشميتهم وبعد غد لأنهم أناس يتطهرون.
لم تنته الحرب ولن تنته فزعيم ثورة اليمن الشاب عبد الملك الحوثى أخذ عهدا وهو أهل الوفاء بأن يحرر كل شبر محتل من كل السعيدة, وتعهد بحرب مفتوحة حتى النهاية مهما كانت تضحياتها وبين يديه عشرات الآلاف من ذوى البأس الشديد, الموت أحب إليهم من الحياة, القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة, وهكذا إيمانهم .
ــــــــــــــــــ
*كاتب مصري
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2211 مرة