صفقة القرن واستدعاء اسراطين...........بقلم/يوسف سلطان
صفقة القرن واستدعاء اسراطين
بقلم/يوسف سلطان - * المراسل نت
ما رشح عن صفقة ترامب او صفقة القرن, او صفعة القرن,او ايا كان المسمى, لا يخرج كثيرا عن الطروحات العديدة والمشروعات التي قدمت ونوقشت, منذ خمسينات القرن الماضي, وحتى طرح خطة جاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب, مع بعض التعديلات, نتيجة الحالة السائدة في المنطقة, وتهافت الدول العربية, نحو اسرائيل, في ظل تحول العدو الاسرائيلي الى حليف محتمل, وتوجيه العداء كل العداء نحو ايران, كعدو حقيقي, لا بد من تضافر وتوحد الجهات والقوى, لمحاربته, وقد باتت العلاقات بين كل من اسرائيل وعديد من الدول العربية تتنامي خاصة دول الخليج, لتصب في النهاية, لاستيعاب اسرائيل كدولة طبيعية ضمن دول المنطقة, ونظرا لتفوقها العسكري والتقني, وكونها دولة نووية, وصاحبة اكبر تاثير في السياسة العالمية نتيجة تلاقي, السياسة الصهيونية ذات المرجعية التوراتية اليهودية, مع القيادة الامريكية المسيحية الانجيلية ذات الجذور التوراتية, وفريق السياسة الخارجية, يهودي الديانة , يعاد تموضع اسرائيل, وتكريسها دولة قائد للمنطقة في المستقبل القريب.
فيما يري البعض ان التصرفات والاجراءات الاسرائيلية منفصلة عن بعضها البعض, زمانا ً ومكاناً, وفيما نراه واقعاً ملموساً, تسير الخطط الاسرائيلية, بطريقة تركيب القطع والدمج, واللعب باحجار الشطرنج, على نفس الرقعة, نحاول الربط ببساطة بين ما يحدث في داخل حدود فلسطين التاريخية, وبين ما يدار خارج الحدود, بيدها حينا وبالوكالة احيانا.
في استعراض عام للتنمية والتطوير في (اسرائيل), نجد ان التركيز منذ الاحتلال في العام 1948, يجري في المناطق المخصصة للدولة العربية في قرار التقسيم 194, حيث تقوم اسرائيل بهجمه استيطانية شاملة في مناطق الضفة والنقب, وحاليا التركيز على الغور, في حين ان هناك مناطق بكاملها في قطاع الـ 48 تحت السيطرة اليهودية لا يزال بكرا, خاصة فيما كان يعرف ببعض الاقضية الفلسطينية, لاتزال لم تمتد لها يد التطوير, اى الابقاء عليها من اجل التوسع القادم.
عملت اسرائيل على جعل الضفة الغربية, كقطعة جبن سويسرية, من كثرة المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار الاشبه بحية عظيمة الالتفاف حول المناطق الفلسطينية بحيث يمكنك ان تري في نهاية المخطط الهيكلي, تداخلا, يستحيل معه القسمة او الفصل بين دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية التي طال الحديث عنها, ولعل مدينة الخليل خير مثال يوضح فكرة التداخل.
تسارع اسرائيل استغلال الحالة في المنطقة, اولاً, وثانياً استغلال فترة رئاسة ترامب لتكريس والاعتراف بالجولان وما بعدها ضمن حدود اسرائيل, كما فعل بالقدس المحتلة, وابقاء العلاقة مع الاردن بعيدة عن التوتر ما امكنها ذلك تمهيدا للقادم.
تدرك اسرائيل سلفا, كدولة محتلة بالشكل التقليدي الكولونيالي, ان بقاء اصحاب الارض الاصليين في الارض دون تذويبهم او ترحيلهم سيبقى حجر عثرة, في مستقبل دولتهم التي يتحدثون عنها كدولة يهودية خالصة, وان الشكل الامريكي في ابادة الهنود الحمر كان الشكل الامثل, للتخلص من صداع مستقبلي يكمن في تكاثر الفلسطينيين على الارض نفسها, وانها يوماً ما, وفي لحظة تاريخية مستقبلاً, سوف تجابه شكل من اشكال الانقلاب والمقاومة, ولعل اندلاع انتفاضة 1987 مثال, على انفجار مخزون دفين وان مرت سنوات من التعايش, والذي من الممكن ان يكون على شاكلة هرمجدون, مثلاً, ومع ذلك لم تعمل على ابادتهم , لكن بشكل ما ,, حصرهم في اضيق مجال داخل جيوب قطعة الجبن.
بالاطلاع على خريطة الضفة الغربية الحالية, في حال وافقت اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة, اليوم, تجد ان دولة اسرائيل ستتحول الى معازل تفصلها اراضي الدولة الفلسطينية, لذ كرست خطة الجبن السويسري في المناطق الفلسطينية خاصة مناطق (ج) حسب اتفاقية اوسلو, وهي المساحة الاكبر في الضفة الفلسطينية.
ادركت اسرائيل اداركا واعيا خطورة الديمغرافيا ورفعت قيادات ومفكرين يهود وسياسيين اسرائيليين, خطورة هذا العامل على بقاء واستمرار دولتهم, لذا, طرح نقاء الدولة كدولة يهودية خالصة, وصيغت اطروحات تبادل الاراضي بسكانها, في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية, لكن هذا الطرح يخالف السياسة المتبعة, منذ بناء اول مستوطنة في الضفة الفلسطينية.
ونحن, اذ نقوم بربط تلك القطع جنبا الى جنب, وفي راينا,,,,
اولاً:استدعاء كتاب شمعون بيرز عن الشرق الاوسط الجديد, والذي اصدره في العام 1995, وبعد عام من اتفاقية اوسلو, وثانياً: استدعاء مصطلح الكتاب الابيض للقذافي القذافي (اسراطين), او مصطلح انطون يعقوب (اسبرا نطين), نجد الاتي :
تعمل اسرائيل جديا, وتسعي جاهدة لتتبؤا دور القيادة في الشرق الاوسط الكبير بالدعم الامريكي اللامحدود, بعد استفحال نتائج الفوضى الخلاقة, التي عممت الفوضي في المنطقة فيما سمي زوراً (الربيع العربي),والاطاحة بقيادات ورئاسات المنطقة, وبالتالي صناعة جيل شاب من الزعامات العربية, تعمل بالريموت كنترول الامريكي, وتسخر المقدرات الوطنية, لصالح المخطط الامريكي, المصنع في اسرائيل, لتقوم الدولة المركزية (اسرائيل), بدور رعاية دول الاطراف العربية وغيرها بعد اضعافها وربما تجزئتها كما في خريطة حدود الدم, لرالف بيترز.
على صعيد الجغرافيا: وبعد تكبير المساحة الاجمالية التي ستقوم عليها دولة المركز, ولا مانع من جعلها اربعة اضعاف واكثر بقليل, لتضم فلسطين التاريخية, بدولتيها الاسرائيلية الحالية ,والفلسطينية المستقبلية (فور الاعتراف بدولة فلسطين, دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة, على الورق طبعا) مضافة اليها كامل اراضي الاردن, برابط بشكل ما ,كاتحاد فيدرالي او كونفدرالي, او حتى ابتكار نظام جديد, وتوسيعه على حساب الاراضي السعودية الشاسعة لاحتضان ,,نيوم,, المستقبلية, التي ستشارك فيها اسرائيل, مشاركة مركزية, اضافة الى الجولان ذو التضاريس التي لايمكن الاستغناء عنها في الاستراتيجية الامنية الاسرائيلية, وكذلك مزارع شبعا, وجزء من سيناء, لتوسيع قطاع غزة, حتى تكون جديرة بمركزية القيادة في المنطقة.
اما على الصعيد الديمغرافي: تدرك اسرائيل جيدا انها بحاجة الى خزان موارد بشرية داخلي, ليواجه النقص الذي يحتاجه الاقتصاد المزمع تطويره في دولة المركز, لذا فانها ترى ان الشعب الفلسطيني, هو الانسب للقيام بهذا الدور, بعد تجربته عمليا لعقود منذ الاحتلال الى ما بعد اوسلو, كما وانه عماد التركيبة الديمغرافية الاردنية اذ يبلغ الاردنيين من اصل فلسطيني, اكثر من 60% من تعداد سكان الاردن, وكذا نسبة معتبرة من اصحاب رؤوس الاموال, عماد الاقتصاد الاردني.
وعليه فان تغيرا دراماتيكيا على الجغرافيا والديمغرافيا في هذا المثلث, نراه مقبلا علينا, حيث الحالة الحاضرة هي الانسب لتطبيقه, لانفاذ ذلك المخطط القديم الجديد, وكما مر الاعتراف الامريكي بالقدس بكل هدوء, ستمر تلك المخططات ايضا, فيما يضاف الى هزائم العرب ونكساتهم.
نهاية .. انكار المخططات لا يعني عدم وجودها, ومعارضو نظرية المؤامرة, لا يريدون ان يقراوا ربط المخطط باعترافات المخططين بعد التنفيذ, والامثلة كثيرة..
فهل تدرك القيادات الفلسطينية والعربية ,, الخطر القادم؟!.
وان ادركت , هل بالامكان مواجهة التنفيذ, او على الاقل بذل اقصى ما في وسعهم ان يعملوا, من اجل مقاومة المخطط ككل.
ام ان الاوان قد فات ؟؟!!
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 602 مرة