الغريق يتشبث بكل قشة.. البشير مثلاً...بقلم/علي الأشقر
الغريق يتشبث بكل قشة.. البشير مثلاً
بقلم/علي الأشقر- كاتب وباحث لبناني
قبل ثمانية اشهر ونيف وفي 26 مارس/ آذار الماضي، أطلقت السعودية عدوانها على اليمن الفقير زاعمة أنها تقود تحالف مكون من 10 دول عربية بالاضافة الى تركيا وباكستان، لتحقيق ثلاثة أهداف: دحر حركة الحوثيين السائدة في اليمن، استعادة حكومة الرئيس المخلوع منصور هادي، وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
الاعلان هذا إصطدم ومنذ اللحظة الأولى بصخرة سلطنة عمان المعروفة بحكمتها وحنكتها وذكاء قيادتها حيث أعلنت ليس فقط عدم مشاركتها في العدوان الغير مبرر، بل رفضها لذلك.. داعية الى حلحلة الأمور عبر مساعدة الأفرقاء اليمنيين بالجلوس على طاولة الحوار وتشجيعهم ودفعهم نحو الحل السياسي بدلاً من رفع السلاح بوجه بعضهم الآخر، خاصة والكل يقف على عدم مشروعية العدوان وأهدافه التي لم تتحقق حتى هذه اللحظة، وسوف لن تحقق حسب الواقع على الأرض وكلام المراقبين وما يدور في كواليس اللقاءات السعودية مع كبار المسؤولين الغربيين وفي مقدمتهم الاميركان والبريطانيين والفرنسيين، الذي أخذوا يتحدثون عن عدم جدوى العملية العسكرية في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية.
الى جانب العقلانية العمانية، رفض البرلمان الباكستاني ومؤسسته العسكرية المشاركة رافعاً شعار الأستعداد للمشاركة في حال تعرض مكة والمدينة الى عدوان دفاعاً عن المقدسات الاسلامية، فيما تركيا هي الآخرى تنصلت تحت يافطة انشغالها بالارهاب الداخلي والحرب على سوريا؛ أما مصر الحليف الستراتيجي فقد زادت أعذاره في عدم ولوجه في مستنقع اليمن، كي لا تغرق مرة اخرى مثلما حصل لها في عهد جمال عبد الناصر (1962-1967) وخسرت خلالها أكثر من (10) آلاف عسكري؛ لتبقى الرياض ومجموعة من الأنظمة الموروثية والديكتاتورية مثل قطر والامارات والكويت والبحرين والاردن والمغرب والسودان يدفعون بأبنائهم ومرتزقتهم نحو مسلخ فيتنام العرب ليسقطوا بالعشرات يومياً في ظل تعتيم إعلامي مطبق.
المغرب سرعان من أنسحب مما يسمى بالتحالف السعودي فور سقوط أول طائرة له ومقتل طيارها الذي رجعت جثته بوساطة عمانية، فيما الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية في قضايا تتعلق بالابادة الجماعية لابناء بلدته وجلدته في دارفور وغيرها، وعلى ضوء "الغريق يتشبث بكل قشة" هرع مسرعاً نحو قبلة البترودولار ليقبل عباءة ملكها المخرف معلناً إستعداده التام في وضع كل إمكانات السودان العسكرية تحت تصرف قائد الحرب على اليمن ولي ولي العهد الشاب الارعن والمتهور محمد بن سلمان، مقابل العمل على سحب حكم إلقاء القبض عليه من قبل محكمة الجنايات الدولية والتي وعده بها الملك سلمان العاجز عن القيام حتى بأموره ولا يفقه ما يقول، ودفع بمئات الجنود السودانيين نحو مسلخ آل سعود عسى ولعل ينتج عنها كارثة منى اخرى ويعود ابناء السودان في صناديق خشبية إن حالفهم الحظ وإلا فسيحرقون في نار كاوية لايمكن لملمت حتى رماد رفاتهم كما حدث للكثير من أفراد القوات الاماراتية والبحرينية والسعودية والمرتزقة اليمنيين في قاعدة مأرب .
سلطان آل سعود المصاب بالزهايمر لم ولن يتمكن من إقناع حلفائه الأميركان وغيرهم بمنح البشير الحصانة أمام قرار محكمة الجنايات الدولية، في وقت أرتفع فيه صيحات المعارضة والانقسام داخل السودان ضد القرار الذي استفرد به البشير وتجهيزه لستة آلاف جندي عقب زيارة الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي للخرطوم أخيراً، بعد أن وعدته الرياض بتقديم مليار دولار كمساعدة للسودان 50% يذهب مباشرة لحساب البشير والباقي يتقاسمه الداعمون لقراره الدخول في الوحل اليمني، فيما يبقى أبناء البلد قرابين كالخراف ينحرون على مسلخ كهنة آل سعود، رغم معرفة الجميع بأنه لا وفاء لوعود يطلقها ملك لا حول له ولا قوة أو شاب أرعن لا يفقه السياسة ولا الإدارة، وأن هذا الوعد سيذهب مهب الريح كما وعد الحصانة من قرار المحكمة الدولية للجنايات .
الرافضون في السودان لقرار البشير المهين والفاقد للمشروعية والمعارضة للدستور والقومية العربية آخذون في التزايد.. مطالبين إياه بعدم زج أبنائهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فيما البشير يزج بالوجبة الثالثة نحو مهلكة اليمن وإذا بالانباء تتحدث عن تعرض القوات السدوانية في عدن ومحيطها للعديد من الهجمات المسلحة وتكبيدها خسائر في العدة والعتاد من قبل أبناء حنوب اليمن الذين كان ينبغي أن يكونوا شركاء لهم ضد القوات اليمنية المشتركة، خاصة عشيرة الصبيحة ضمن ما يسمى بـ”المقاومة الشعبية” التابعة لعبد ربه منصور هادي، فتم الهجوم على مقرهم المركزي بالصولبان وعلى وحدات تجمعهم في مديرية البريقة بمنطقة بئر أحمد وعلى تجمعهم بمحيط مستشفى النقيب بالمنصورة، وغيرها ما دفع بالقوات السودانية التوجه نحو ميناء بمنطقة كالتكس برفقة آلياتهم بعد أن خذلتهم القوات الاماراتية في مساندتهم أمام حشود المهاجمين، وتسري الرعب والخوف والفزع والوحشة والوحدة في صفوفهم مطالبين قادتهم بالعودة الى ديارهم.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1455 مرة