السيد نصر الله للسلطات الفرنسية: الاساءة لنبينا لا يمكن ان يقبل بها مسلم فعالجوا أساس المشكلة
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن “حادثة مدينة نيس يدينها المسلمون بشدة من كل مواقعهم المختلفة في فرنسا واوروبا وفي كل مكان وهذه الحادثة يرفضها الاسلام ولا يجوز ان يحسبها احد على الاسلام الذي يحرم قتل او ايذاء الابرياء ، وكل حادثة مشابهة هي بالنسبة الينا كمسلمين مرفوضة ومدانة في اي مكان وقعت وايا كان المستهدف”، واضاف “لا يجوز للسلطات الفرنسية او غيرها ان تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين كامل او لاتباع هذا الدين، اذا كان مرتكب الجريمة مسلما فلا يجوز لاحد ان يحمل الاسلام والمسلمين مسؤولية هذه الجريمة”، واكد ان “هذا التصرف غير قانوني وغير اخلاقي لان من يرتكب الجريمة يتحمل هو المسؤولية”.
وأضاف السيد نصر الله في كلمة بمناسبة ذكرى ولادة الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) مساء الجمعة “عندما يتهم الرئيس الفرنسي الاسلام ويتحدث عن الارهاب الاسلامي، من يرتكب جريمة هو مجرم وليس الدين كله، اليوم الولايات المتحدة الاميركية ترتكب جرائم في كل انحاء العالم هل يخرج احد يقول ان هذا الارهاب الاميركي هو ارهاب مسيحي باعتبار او رئيس اميركا او غالبية الشعب من المسيحيين”، وتابع “نفس الامر ما فعلته فرنسا سابقا بالجزائر وما فعله غيرهم في ليبيا وغيرها من بلدان المنقطة، هل خرج احد وحمل المسؤولية للدين المسيحي او المسيحيين او السيد المسيح؟”، واوضح انه “لا شيء اسمه ارهاب اسلامي او فاشية اسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الفكر التكفيري الارهابي في منطقتنا حمته الدول الغربية واستخدام هذا النوع من الجماعات يجب ان يتوقف”، وتابع “المسألة بدات عندما قامت تلك المجلة الخبيثة بنشر رسوم مسيئة لنبي الاسلام وخرجت الاعتراضات ثم تطورت الى احداث مثل قتل المعلم الفرنسي”، واضاف “بدل ان تبادر السلطات الفرنسية لمعالجة الموضوع اعلنت حربا من هذا النوع واخذها العناد وان هذه حرية تعبير واننا سنكمل بالرسوم الساخرة وذلك من رأس الهرم”.
وقال السيد نصر الله “عندما تصر السلطات الفرنسية على الرسوم المسيئة للرسول(ص)، فماذا تقولون للمسلمين؟”، وتابع “هم يدعون انها حرية تعبير، فلو كان هذا هو الامر في فرنسا او اوروبا لكنا بحثا عن حل من زاوية اخرى، لانه يجب ان تقنعوا المسلمين ان هذا الإدعاء صادق لان لدينا الكثير من الشواهد في فرنسا واوروبا لممارسات رسمية تمنع وتقمع حرية التعبير وفي امور اقل حساسية من موضوع الاساءة للرسول”، ولفت الى انه “عندما يمس الامر باسرائيل فهنا تقف حرية التعبير لكن هذه الحرية تبقى مطلقة عندما تمس غيرهم”، ورأى ان “حرية التعبير في فرنسا واوروبا ليست مطلقة بل مقيدة بكثير من القيود”.
ووجه السيد نصر الله كلمة للسلطات الفرنسية، حيث قال “لا احد يفتش عن عداوات ومعارك جديدة ويجب ان تفكروا بمعالجة هذه الخطيئة التي تم ارتكابها ومعالجة الخطأ ليست خضوعا للارهاب”، واضاف “كونوا منصفين وعادلين والاساءة لكرامة نبينا لا يمكن ان يقبل بها مسلم وحتى الانظمة السياسية لا تستطيع امام شعوبها ان تغطي مسا بنبي هذه الشعوب”، وتابع “اسحبوا الذرائع وعالجوا اساس المشكلة ولا تسمحوا باستمرار هذه السخرية وهذا الانتهاك”.
ودعا السيد نصر الله “لاعتماد ما طرحه شيخ الازهر او شي قريب له عبر تجريم المس بمقدسات الامم او الاديان من خلال اعتماد تشريع عالمي ويوجد مخرجا لكل الحكومات في العالم التي تدعي وتتحدث عن حرية التعبير المطلقة”، وتابع “لا يجوز ان ندفع العالم وخصوصا الامة الاسلامية والدول الاوروبية نتيجة ادعاءات غير واقعية وغير صحيحة، بل على الجميع التعاون لمعالجة هذا الملف”.
وعن الحشود التي نزلت دفاعا عن رسول الله في اليمن، قال السيد نصر الله “بالرغم من الحصار والحرب والعدوان والاوبئة والامراض نجد هذه الجماهير الحاشدة للاحتفال بمولد الرسول والدفاع عن هذا النبي العظيم، للتعبير عن عمق ايمانهم وحبهم للرسول واستعدادهم للدفاع عن شرف الرسول”، وسأل “أليس في هذا دلالة ورسالة قوية يجب على الجميع التوقف عندها، على المسلمين في العالم التوقف عند هذه الرسالة”، وتابع “يقف هؤلاء لساعات يرددون الهتافات ويستمعون لقائدهم السيد العزيز عبد الملك الحوثي ويؤكدون التزامهم بالقضية الفلسطينية ودفاعهم عن الشعب الفلسطيني بمقابل المترفين والمرفهين الذين لم يدخلوا حربا مع العدو الاسرائيلي بل يسارعون للتخلي عن فلسطين والتطبيع مع العدوط، وتساءل “أليست هذه حجة إلهية شرعية جديدة؟ بينما الشعب اليمني يحتاج من يدافع عنه ويقف الى جانبه بمواجهة العدوان”.
وعن تأليف الحكومة، قال السيد نصر الله “نأمل ان يتمكن الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة بأسرع وقت”، وتابع “معطياتنا ان الامور ايجابية ومعقولة”، واكد “من جهتنا سنتعاون وسنسهل بقدر ما نستطيع وهناك الكثير مما ينقل في بعض وسائل الاعلام غير صحيح”، واضاف “الآن الوقت ليس للتناقضات بل للتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة”.
وعن ارتفاع الارقام بالاصابات بوباء كورونا، قال السيد نصر الله “وصلنا الى اعتاب الالفين اصابة يوميا وكل المستشفيات تصرخ واعداد الوفيات ترتفع يوما بعد يوم”، وتابع “تساهل بعض الناس بمسألة كورونا غير شرعي وهو حرام وهذه مسؤولية انسانية ترتبط بالجميع سواء بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والتعقيم”، واضاف “يمكن التعايش من خلال الالتزام بالضوابط وإلا فإننا سنذهب الى واقع خطير جدا”.
من جهة ثانية، بارك السيد نصر الله للمسلمين في العالم وللشعب اللبناني وللجميع ذكرى ولادة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله(ص) وولادة الامام جعفر الصادق(ع).
وقال السيد نصر الله “ولد النبي محمد فيما يعرف بعام الفيل، هذه الولادة المباركة كانت المقدمة الطبيعية لاعلان الرسالة الالهية الخاتمة حيث لا تبديل ولا تعديل بعدها”، وتابع “كانت المقدمة الطبيعية لولادة حياة انسانية حقيقية تخرج من الظلمات الى النور، كلنا يعرف ان للانبياء والرسل معجزاتهم وإنجازاتهم التي شهدتها عصورهم والاجيال التي عاصرتهم، وقد نقلت الينا عبر الكتب والقرآن الكريم”.
واضاف السيد نصر الله “كان للرسول محمد معجزات متنوعة شاهدها الناس في زمانه كما هو حال الانبياء السابقين، ولكن لرسول الله محمد معجزة خالدة الى يوم القيامة تشهدها كل الاجيال في كل الازمنة والامكنة، هذه المعجزة هي القرآن الكريم الذي ما زال محفوظا بكلماتع وآياته دون اي تحريف او تزوير او تعديل منذ اكثر 1450 سنة”، وتابع “على الرغم من وجود الدواعي المختلفة لتزويره وتحريفه او تعديله، إن بقاء هذا الكتاب المقدس محفوظا هو بحد ذاته معجزة وهو تحقيق للوعد الالهي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “هذا النبي العظيم يحمل له جميع المسلمين من الحب والعشق والتقدير والاحترام والتقديس ما لا يحملونه لبشري آخر مع محبتهم لكل الانبياء والاوصياء”، وتابع “للمسلمين حب خاص لهذا الرجل العظيم”، واوضح “قد يختلف المسلمون فيما بينهم في مسائل كثيرة فقهية او سياسية وغيرها، لكن هناك نقاط ومسائل اجماعية لم يخرج عنها المسلمون طوال التاريخ من هذه النقاط هي ايمانهم حبهم لمحمد(ص) وانه سيد المرسلين وانه افضل الخلق والانسان الاكمل والاعظم واقرب المخلوقات لله تعالى واعزهم عنده”، واضاف “مع هذا الايمان يخالط حبه ايمانهم وقلوبهم وهو ليس ايمانا معرفيا او فلسفيا فقط وانما هناك علاقة روحية مميزة مع الرسول، وهم يعظمونه ويرون مكانته المميزة في الاخرة ولذلك لا يمكن للمسلمين ان يتحملوا اي اساءة او اهانة تتوجه لهذا الرسول العظيم ويرون الدفاع عنه اولوية تتقدم على اي امر آخر ولا يسعهم السكوت عنه ويتصرفون مع اي سلوك او اساءة للرسول الاعظم بطريقة مختلفة”.
المصدر: موقع المنار
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 299 مرة