فتنة الخائن عفاش .. نهاية محسومة لأخطر أجندات العدوان
في مثل هذا اليوم من العام 2017م طوت اليمن واحدة من صفحات العمالة والخيانة، أنها صفحة الخائن علي عفاش التي بدأها بقتل الرئيس ابراهيم الحمدي في السبعينيات واختتمها بالعمالة مع دول العدوان، لتكون النهاية من جنس العمل، حيث لقي مصرعه في الرابع من ديسمبر 2017م عقب محاولته الفرار بعد فشل مخططه الانقلابي الذي بدأه في الثاني من ديسمبر من نفس الشهر .
ولأهمية هذه المرحلة أصدرت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية كتابا وثقت فيه أحداث الفتنة والمواقف التي أصبحت من الماضي إلا أنها جزء لا يتجزأ من التاريخ المعاصر ، والتي كان لابد من توثيقها باعتبارها أحداث ومواقف من حق الشعب اليمني بأجياله القادمة أن يقف أمامها بكل تجرد وموضوعية بعيدا عن إصدار الأحكام المسبقة أو الانحياز المسبق لهذا الطرف أو ذاك ، كون أحداث التاريخ ليست إلا محطات ينبغي العودة إليها للاستفادة والعظة والعبرة.
ويسلط الكتاب الضوء على أحداث 2017م وكيف اختار الخائن علي عفاش طريق الانقلاب على اتفاق الشراكة واتجه للتواصل والتنسيق مع دول تحالف العدوان إضافة الى المواقف المختلفة للأطراف المحلية ودورها في تلك الأحداث.
وقدم الكتاب عرضاً للأحداث منذ ما قبل لقاء العاشر من رمضان (لقاء الحكماء) حتى أحداث أغسطس 2017م وما بعدها من تفاعلات وتحركات واستعدادات وجهود وساطة , ووصولاً الى أحداث فتنة ديسمبر بتفاصيلها المختلفة خاصة عندما اعلن الخائن عفاش في الثاني من ديسمبر ٢٠١٧م الخيانة.
بداية الفتنة
وبحسب الأحداث الموثقة فقد بدأت فتنة عفاش إثر إشكال أمني حصل في مسجد الشعب بين اللجان الشعبيّة اليمنية وقوات الخائن صالح، حاولت الأخيرة أن تظهره لأسباب تتعلّق بالمولد النبوي الشريف، إلا أن الحقيقة وفق تصريحات واعترافات هي استخدام صالح المسجد الذي يقع في ميدان السبعين لتخزين العتاد والسلاح الخفيف منه والثقيل للحظة الصفر المقرّرة لهذا الانقلاب .
لكن تسّرع طارق عفاش، ابن أخ صالح وأبرز المسؤولين العسكريين في تعيين لحظة الصفر دون استكمال التحضيرات من ناحية، ويقظة اللجان الشعبية لهذه اللحظة المتوقّعة والمنتظرة، وتحديداً منذ 24 أغسطس الذكرى الـ30 للمؤتمر الشعبي العام من ناحية أخرى حال دون نجاح “إنقلاب صنعاء الذي كان مدعوما من الإمارات بدرجة أساسية “.
ووفق النداءات المتكررة لصوت العقل – آنذاك – فقد حاولت اللجان الشعبية إحباط الفتنة عند حدود مسجد الشعب وإعادة الخائن عفاش إلى جادّة الصواب، إلا أنّ الفخ الإماراتي كان أسرع، فبدأت مواجهة صنعاء، دون تأمين الدعم من “طوق صنعاء” عبر العديد من شيوخ القبائل الذين رفضوا الانخراط في هذه المؤامرة التي واجهها الشعب اليمني وأبناء القبائل بوعي غير مسبوق.
وبحسب مراقبين وعسكريين : لم تكُــنْ فتنةُ ديسمبر التي قادها صالح مُجَـرَّدَ حادث طارئ محصورٍ في فترة الانقلاب المسلّح الذي شهدته صنعاءُ وعددٌ من المحافظات قبل أعوام وتحديدا في نهاية عام 2017 م ، فالحقيقةُ أَن أحداثَ ديسمبر كانت نتيجةَ سلسلةٍ من الخطوات والترتيبات التي ظل صالح يُعِدُّها منذ فترة مبكرة من العدوان، حَيْــثُ كانت مواقفُ “صالح” والكيفية التي حاول بها إظهارَ وقوفه ضد العدوان، تكشِفُ بشكلٍ جلي عن احتفاظه بأجندةٍ خَاصَّةٍ ربما كانَ أول ظهور واضح لها في فعالية الذكرى الأولى للعدوان، والتي حاول استغلالَها لشَــقِّ الصَّــفِّ باحتفال خاصٍّ، كان الغرضُ منه هو إرسالَ رسالة لتحالف العدوان بامتلاك قاعدة جماهيرية يمكن لها إحداثِ انقلابٍ كبير ضد “أنصار الله” بشكل خاص، على أن جماهيرَ المؤتمر التي حضرت آنذاك كان دافعُها هو التعبيرَ الصادق عن الوقوف ضد العدوان ولم تكن تعي ما يدورُ في ذهن صالح من ترتيباتٍ توالت منذ ذلك الوقت من خلال تواصلات سرية مع “التحالف” ومحاولات حثيثة ومتكرّرة لشَقِّ الصَّــفِّ الداخلي، انتهت إلى تفجير الوضع في ديسمبر 2017م.
وقبل أن تندلع أحداث ديسمبر كانت البدايةُ بحملات إعلامية تغطت بالكثير من العناوين، جاء في مقدمتها “المشاكل الداخلية” التي كانت توجّـه بشكل مكثّـف باسم “المؤتمر” وتركّز على إظهار بعضِ الاختلالات في الوضع الداخلي، أَو اختلاق اختلالات أُخرى، وتضخيمها ونشرها بشكلٍ مكثّـفٍ يطغى على النِّشَاط الإعلامي المواجه للعدوان، بل ويكادُ يغيبُه تَمَاماً، بجَــرِّ كُـلِّ الإعلاميين إلى مربع المهاترات، التي يبرُزُ فيها الحرصُ الواضحُ من قبل أتباع “صالح” على تشويه أنصار الله بشكل خاص.
نصيحة قائد الثورة
وفي خطابه بمناسبة جُمُعَة رجب، في إبريل 2017، خصّص قائدُ الثورة جزءاً من خطابه للتنبيه لهذا الوضع، حَيْــثُ رحّب بالتعاطي المسؤول مع أية مشاكلَ داخلية، لكن نبّه في الوقت ذاته على أن ما كان يحدُثُ آنذاك كان بعيداً كُـلّ البعد عن التعاطي المسؤول، بل أوضح أنه “أسلوبٌ نِفاقي عدائي يخدُمُ العدوَّ بشكل واضح ومفضوح”، وأنَّها من أساليب “الطابور الخامس الذي يحرّكه الأعداء”.
لم يذكر قائدُ الثورة في ذلك الوقت المؤتمرَ أَو “صالح” بالاسم، لكنه أشار إلى أن من يقومون بهذه الحملات “يستلمون مرتباتٍ من الإمارات ومن السعوديّة”، وخاطب الشعبَ بالتصدي لهذه الحملات “وتنقيةِ الصَّــفِّ الداخلي”، وهو ما كان رسالةَ تحذير واضحةً، تفيدُ بأن كُـلَّ تحَرّكات “صالح” مكشوفةٌ وأنه لن يستطيعَ صبغَها بصبغة وطنية أبداً؛ لأَنَّها تخدُمُ العدوانَ بوضوح.
كان هذا الخطابُ بعد أشهر من تاريخ وثيقة ذكرتها صحيفةُ “المسيرة” في صنعاء وتحتوي على رسالةٍ سريةٍ من عضو مجلس الشورى السعوديّ، حيدر الهبيلي، يدعو فيها صالح إلى “اتّفاقٍ” بينه وبين المملكة، اعتماداً على ما قاله الأخيرُ في خطاب له عام 2016 تحدّث فيه عن “استعداده للسلام مع المملكة”، الأمر الذي يعني أن صالح كان يتبادَلُ الرسائلَ الخَاصَّةَ مع تحالف العدوان حتّى في خطاباته، وكُلُّ ذلك كان تحت نظر قائد الثورة الذي حرص على الحِفاظ على الشراكة مع “المؤتمر” بشكل فعّال لمواجهة العدوان وتصحيح الاختلالات بطرق سليمة، حتّى في الوقت الذي كانت تواصُلاتُ “صالح” مع العدوان مكشوفةً.
ارهاصات الفتنة العفاشية
وسبقت فتنة ديسمبر تحركات وصفت بالمشبوهة والمريبة لقادة الفتنة، ومنذ ما قبل إعلان الإتفاق السياسي ، عمل الخائن عفاش على إفشال مساعي بناء الدولة ، والتردد في إعلان موقف صريح وواضح تجاه العدوان والمرتزقة الذين انخرطوا في صفوفه ، ممتنعا عن تحمل أي مسؤولية في الدفاع عن الوطن ، وفي سياق التحرك الشعبي كانت تعمل المنظمات واللجان التابعة له في تجميع الشباب وتدريبهم وتسليحهم وتوزيعهم على الحارات تحت غطاء العمل المجتمعي ، من هذا القبيل شكلت «اللجنة الشعبية للحوار والتصدي لأعمال العنف والتخريب والإرهاب» وغيرها من اللجان التي تم إنشاؤها ، متواكبا مع تحريض مكثف على «أنصار الله» واللجان الشعبية وما كان يتم تناوله تحت مصطلح ” المشرفين ” ، من خلال اختلاق اتهامات ثبت زيفها.
قبيل أغسطس بدأ التحشيد والتجنيد تحت مسميات وعناوين عديدة منها بطائق انتساب انتخابية ، آنذاك وهي ذريعة تم من خلالها أولا تخذيل الضباط عن أداء واجبهم الوطني في مواجهة العدوان ، ثم بدأت في وضع خطط ميدانية لمواجهة الجيش واللجان الشعبية ، اتضح لاحقا أن أغلب منتسبيها كانوا من قادة مؤامرة الفتنة ، وقبيل الدعوة للتحشيد في أغسطس تم العمل على استمر التحريض على الجيش واللجان والقوى الثورية ووصفهم بأنهم المتسببون بإطالة العدوان وأنهم فاسدون وبسبب فسادهم انقطعت الرواتب على الموظفين عبر وسائل الإعلام والناشطين الإعلاميين التابعين له مع علمهم ان السبب الرئيس لانقطاع الرواتب هو نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن وتجفيف منابع الايرادات الهامة ونهبها من قبل دول العدوان ومرتزقتها .
كما جرى إثارة واختلاق المشاكل في بعض مساجد الأمانة وبعض المحافظات أثناء صلاة الجمعة والتحريض ضد الجيش واللجان في المجالس والأسواق والتجمعات.
وجاء ذلك متزامنا مع تكثيف التشويه المتعمد وإطلاق الشائعات ضد أنصار الله والقوى الوطنية باختلاق قصص وهمية هدفها إثارة الشارع كما حصل بتاريخ 10 أغسطس 2017م باطلاق شائعة اقتحام مبنى صندوق النظافة وأخذ 50 مليون ريال استحقاق عمال النظافة .
وفي الجبهات سعى عفاش واتباعه الى البدء في الاستقطاب من جبهات القتال بدلاً من التحشيد لها، ومحاولات حرف توجه المجتمع عن مواجهة العدوان إلى الحشد لقطع بطائق الانتساب والتجهيز للعملية الانتخابية.
كما قام الخائن عفاش ومقربيه بحشد مجاميع مسلحة وتشكيلهم في مجموعات وإسكانهم في منازل قيادات تابعة له.
وشكل الخائن عفاش عناصر تقوم برصد تحركات الأجهزة الأمنية بصنعاء لاستهداف الأمن حتى يسهل تنفيذ المخطط.
مخطط 24 اغسطس
بعد ذلك بدأت الخطوة التالية حيث جرى توجيه الدعوة إلى حشد جماهيري للإحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، إذ لم يسبق للمؤتمر أن يقيم احتفالا جماهيريا بمناسبة تأسيسه لكن العام 2017/ م ، شهد حفلا جماهيريا تحت هذا العنوان ، بينما كان المخطط يقضي بتفجير الوضع في صنعاء ، إثر تكثيف التحريض والتهييج الإعلامي للمجتمع وكان من المقرر أن توجه دعوة في الاحتفال لإسقاط الحكومة والمجلس السياسي الأعلى.
ولمواجهة ذلك التقى قائد الثورة بحكماء اليمن ووضعهم في الصورة ، وكان من ضمن مخرجات اللقاء أن يقوم حكماء وعقلاء اليمن بتقييم أداء مؤسسات الدولة ويحددوا من هو المتسبب في عرقلة أدائها وأيضاً التوجيهات للخروج إلى منافذ العاصمة وعمل ساحات للاعتصام بالإضافة إلى الدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية من خلال الانتشار الواسع في أمانة العاصمة والمدن الرئيسية.
وعملت الأجهزة الأمنية خلال شهر أغسطس على رصد المقرات ومتابعة تحركات العناصر ، وتمكنت من الحصول على معلومات وثيقة تكشف فصول المؤامرة ومخططاتها ، بناء عليها نفذت الأجهزة الامنية عمليات انتشار أمني في أمانة العاصمة والمدن الرئيسية ، صاحبه انتشار عسكري وتجهيز لقوات طوارئ.
وبعد فشل المخطط في 24 أغسطس نفذت قوات صالح اعتداءات وقامت بتحركات أمنية تصعيدية خطيرية ، حيث اعتدت عناصر تتبع عفاش على نقطة أمنية في جولة المصباحي بتاريخ 27 / 8/ 2017م واستشهد 3 من أفرادها ، ثم قامت باختطاف عنصرين يتبعان أجهزة الأمن ، ثم اتجهت نحو استثارة القبائل وخلق فتن واضطرابات داخل المجتمع ، كما حدث مع القبائل في همدان حين عمد طريق رئيس فرع المؤتمر الشعبي إلى إثارة الشغب، على خلفية اعتقال أشخاص من قبل الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى اختلاق مشكلة في البيضاء بين الجيش وبعض قبائل البيضاء والترويج بمواجهات بين قبائل البيضاء والجيش واللجان الشعبية وغيرها من الأحداث.
وكان الاستعداد العسكري للخائن علي عفاش ومليشياته المسلحة قد بلغ في شهر أغسطس 2017م درجة عالية من التخطيط والتنفيذ لاسيما بعد الحصول على أسلحة وأجهزة أرسلت من الامارات ووصلت شاحنتين الى صنعاء مع أموال.
وحتى يتم تنفيذ مخطط اسقاط العاصمة وفق ما جاء في المخطط بدأ صالح واتباعه في استخدام شبكة اتصالات خاصة اطلق عليها إسم “ووكر” وتم تركيب أجهزة تشغيل تلك الشبكة المزودة بشفرات خاصة وبأجهزة متعددة من اللاسلكي إضافة الى وحدة اتصالات نقالة في سيارات مدرعة وشبكات تنصت على المكالمات والاتصالات العسكرية.
وقد تعرضت أجهزة تلك الشبكة للقصف فور فشل الفتنة ومقتل صالح وذلك يوم الاثنين الموافق 4 ديسمبر 2017م.
يذكر أن أجهزة تنصت حديثة وصلت الى الخائن عفاش من الامارات قام بتركيبها في عدة مواقع وكانت مخصصة للتنصت على وزارة الدفاع وقيادات الجيش واللجان الشعبية
Video Player
00:00
03:33
فتنة ديسمبر
وفي الثاني من ديسمبر العام 2017م وتزامنا مع دعوة زعيم الخيانة علي عفاش كان التحشيد الإعلامي والعسكري السعودي ــ الإماراتي على أوجه في المقلب الآخر ، يروج لما أسماها آنذاك «انتفاضة صنعاء» ، وظلت الشاشات والمواقع المحسوبة على تحالف العدوان تروج لخيانة «صالح» باعتبارها انتفاضة ثورية ، وتبشر بسقوط العاصمة صنعاء.
ومنذ فجر الثاني من ديسمبر 2017م لوحظ إنتشار مجاميع مسلحة تابعة للرئيس الأسبق علي صالح في الطرق المؤدية الى جبهات صرواح ونهم لتبدأ تلك المجاميع عند السابعة صباحاً في نصب نقاط أمنية واستهداف سيارات الجيش واللجان الشعبية المتجهة الى الجبهة منها سيارات الامداد. وقد تبادل أفراد من الجيش واللجان الشعبية مع تلك المليشيا المسلحة اطلاق النار بعد أن قامت تلك المليشيا باستهداف عدد من أفراد الجيش واللجان الشعبية كانوا متجهين الى جبهة صرواح وذلك بإطلاق النار عليهم ما أدى الى وقوع شهداء وجرحى قبل أن تتمكن قوات تابعة للجيش واللجان الشعبية من التصدي لتلك المليشيات وابعادها عن الطريق الرئيسي.
وفي الطريق المؤدي الى جبهة نهم تم استهداف عدد من الاطقم التابعة للجيش واللجان الشعبية واغلاق الطريق لعدة ساعات الامر الذي استدعى من قيادة الجيش التحرك العاجل من خلال ارسال قوات عسكرية لفتح الطريق والتعامل مع المسلحين التابعين لصالح وبالفعل نجحت القوات المسلحة وخلال ساعات من فتح الطرقات الى جبهتي صرواح (جنوب شرق صنعاء) ونهم (شمال شرق صنعاء) والقت القبض على العشرات من افراد المليشيا التابعة لصالح.
وكان قطع طرق الامداد الى جبهتي صرواح ونهم ضمن المخطط المتفق عليه بين صالح والامارات وذلك للقضاء على قوات الجيش واللجان الشعبية المرابطة في تلك الجبهات وبالتالي التقدم العسكري لقوات العدوان الى صنعاء بالتزامن مع اسقاطها من قبل صالح ومليشياته.
بعدها توج الخائن عفاش تحركاته التآمرية على الجبهة الداخلية بإعلان مشروعه الفتنوي والانحياز صراحة لدول العدوان والخروج عن التفاهمات السابقة مع انصار الله وبدأت مليشياته المسلحة تقطع الطرقات وتعتدي على المواطنين وتحاول ان تبسط سيطرتها بالقوة على بعض مراكز المحافظات وعلى بعض احياء العاصمة.
وسارع قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الى تدارك الموقف وإقامة الحجة على صالح واتباعه بخطاب قبل ظهر الثاني من ديسمبر ناشد فيه صالح بالتراجع عن توجهه والعمل على انهاء الفتنة في خطابه الأول يوم 2 ديسمبر 2017م وقال (اناشد الزعيم علي عبدالله صالح) الا ان صالح نظر الى ذلك الموقف بأنه ضعف فضاعف من تحركاته وبعد ذلك بساعات أطل السيد مرة أخرى بخطاب ثان خاطب فيه صالح ومليشياته بالقول :
ارجعوا عن موقفكم هكذا نخاطب زعيم تلك المليشيات راجع ضميرك راجع موقفك أنظر أين أنت موقفك الآن محسوب في صف قوى العدوان رحبوا وسهلوا أنت اليوم في هذا الموقف العار المخزي، عيب عليك استحي من شعبك شعبك الذي جلست تتديول عليه أكثر من 30 عام شعبك الذي أكن لك الاحترام يوم وقفت ضد هذا العدوان ليش اليوم تطعنه بسكينك في الظهر وتقف مع العدوان
عيب عليك ارجع ارجع عن تأييد هذا العدوان وعن التعاون مع هذا العدوان وعن التصرفات التي هي لصالح هذا العدوان ورحب بها هذا العدوان، عار عليك يا عيبتاه يا عاراه عليك يا سواد وجهك يا سواد وجيه تلك المليشيات التي لم تستح من هذا الشعب ومن أبناء هذا البلد الشرفاء والكرماء أي خيانة خيانة كبيرة لدماء الشهداء دماء الشهيد الملصي وكل الشهداء الشرفاء الذين استشهدوا وهم يتصدون لهذا العدوان فتأتون أنتم لخدمة هذا العدوان وبالتناغم مع العدوان يا عاراه عليكم.
وساطة الحاكم وقيادات مؤتمرية
وكان رئيس هيئة الاستخبارات اللواء عبدالله يحيى الحاكم من أبرز من التقى بالخائن عفاش قبل اعلان خيانته وتواصل معه كذلك بعد ذلك محذراً من عواقب ذلك.
الحاكم قبل مقتل عفاش بـ 24 ساعة فقط كشف أنه صارح علي صالح بعلاقته بالاماراتيين وتنسيقه معهم وانه حاول نصيحته بأن عليه ان يحترم الشعب اليمني وأن حصانة صالح ليست بيد الاماراتيين بل مرتبطة بموقفه الرافض للعدوان
وأضاف الحاكم أنه حاول اثناء صالح عن التواصل مع الاماراتيين وتذكيره بتضحيات الشعب اليمني وقوافل الشهداء من خيرة شباب اليمن فالعدوان دمر البنية التحتية والمستشفيات واستهدف كل مقومات الحياة .
وكشف الحاكم ان صالح بدأ بفتح خط ثاني عن طريق بعض المشائخ للتواصل مع علي محسن الأحمر وكذلك عبده ربه العواضي وكذلك التواصل مع اشخاص آخرين عن طريق جهات مختلفة تعمل على تقريب المسافة بين صالح وعلي محسن
وأضاف اننا سنضحي من اجل كرامتنا وعزتنا وأن صالح لم تطب نفسه الا وقد اصبح ورقة بيد العدوان وسيكون آخر ورقة وأن التواصل بين صالح ودول العدوان يعود الى فترة طويلة وان الجهات المختصة كانت على علم بكل الاعيبه وأن هناك معلومات دقيقة وبيانات متكاملة وانه لا يتحدث جزاف بل عن معلومات حقيقية منها على سبيل المثال تواصل صالح ودعمه للخارجين من دماج
وقال الحاكم ان التواصل مع العدوان مستمر وانه سبق وأن قال لـ صالح لماذا لا يترك هذا الامر ويبقى في منزله حاله كحال الشيخ ناجي الشايف وله حراسته الخاصة والمعتادة ولن يعتدي عليه أحد لكنه انشأ المربعات وتوسع فيها من شارع الجزائر الى السبعين والى بيت معياد وهو بذلك أراد ان يكون دولة داخل دولة وان يرى الى نفسه كمالك لليمن ومتملك لها ولمصيرها وهذا الامر خاطئ .
وقال الحاكم انه كان في منزل طارق قبل يومين من اشعال الفتنة وانه لاحظ وجود عدد من المسلحين من الذين كانوا في منطقة دماج وان غرض زيارته الى منزل طارق كان تطمين النفوس والتأكيد على الهدوء والاستقرار وإيقاف أي استحداثات.
كما سعت قيادات في المؤتمر الشعبي العام الى إثناء الخائن عفاش عن المضي في مخططه بإعلان الخيانة والانحياز لدول العدوان والاحتلال الامر الذي قابله صالح بالتهكم على بعض القيادات واتهامها بالعمالة لأنصار الله.
وجرت خلافات بين قيادات مؤتمرية وبين طارق صالح الذي كان يتصدر جبهة اشعال الفتنة قبل 2 ديسمبر 2017م وبدأ يضغط على بعض القيادات التي تقدم النصيحة لعمه بالتوقف عن المضي في مخططه.
قيادي كبير في المؤتمر بعد أن قدم النصيحة لصالح قرر مغادرة العاصمة رفضاً للفتنة لاسيما بعد أن كان قد التقى صالح وحاول تقديم النصيحة إلا ان صالح رفض ذلك وأراد من هذا القيادي أن يؤدي دوراً معيناً لخداع أنصار الله إلا أن هذا القيادي رفض ذلك مؤكداً موقفه الرافض للعدوان وأنه لن ينجر الى مثل هذا الخلاف الذي يستفيد منه العدوان.
القيادي في المؤتمر وفي الدولة حاول مرة أخرى مع صالح من خلال حثه على الاستجابة لمحاولات الرئيس الشهيد صالح الصماد حل الخلاف الا ان صالح ومن حوله قالوا ان المعركة ستحسم وان المعادلة تغيرت.
مقتل الخائن عفاش
ومما يكشفه الكتاب تفاصيل حسم تلك الاحداث خلال مرحلة لا تتجاوز 72 ساعة ومصير عفاش حيث يروي الكتاب إن صالح غادر منزله صبيحة الرابع من ديسمبر، وسط وعود أطلقها له “طارق صالح بأن الوضع سيكون تحت السيطرة إذا ما تم الإنتقال وتغيير الخطة”.
ونقل الكتاب روايات عن مرافقي صالح , الذين قالوا ان صالح خرج من البوابة المؤدية الى شارع صخر ومنه الى شارع الزبيري , وانطلق ومعه أحد الوزراء وكذلك عارف الزوكا في عدد من السيارات ما بين 8 الى 10 سيارات مدرعة , مشيرين الى ان الموكب اشتبك مع نقطة أمنية في شارع الزبيري , وان الموكب انعطف قبل العرضي لتتجه سيارتان نحو صنعاء القديمة وتتجه بقية السيارات نحو شارع خولان ومن هناك وبسرعة كبيرة انطلق بقيه الموكب نحو ريمة حميد ووقتها كان طيران التحالف قد بدأ باستهداف نقاط أمنية بهدف تسهيل مرور الموكب.
ووفق الكتاب فإن أن الأجهزة الأمنية لاحقت الخائن عفاش وقامت بتعطيل السيارات واحدة تلو الاخرى واستسلام حمايته الشخصية التي حاولت توفير غطاء ناري له عند ترجله هرباً باتجاه الأرض الخالية في منطقة الجحشي بسنحان الا ان افراد النقاط الأمنية تمكنوا من اللحاق به والاشتباك معه حتى قُتل في تلك المنطقة .. فيما استسلم أولاده الذين كانوا في سيارة أخرى خلفه .
اسباب اخفاق عفاش
وتعود أسباب اجهاض مشروع فتنة ديسمبر 2017م في أقل من 72 ساعة الى عدة عوامل منها:
أولاً : تعامل قيادة الدولة وقتها مع توجهات الخائن عفاش نحو دول العدوان وكان أنصار الله أكثر حرصاً على استمرار الشراكة وحاولوا إثناء صالح عن المضي في مخططه وهذا ما أكسبهم حضوراً لدى الوسطاء والمشايخ وغيرهم.
ثانياً : مناشدات السيد عبدالملك الحوثي عبر خطابه في 2 ديسمبر 2017م للخائن عفاش بأن عليه أن يوقف تحركاته العسكرية وان يوقف مليشياته المتهورة وكذلك ابدى السيد عبدالملك الحوثي استعداده للاحتكام حتى لقيادات المؤتمر الشعبي العام.
ثالثاً : خطاب الخائن عفاش علي صالح ظهر 2 ديسمبر 2017م ساهم في ترك العشرات من المسلحين التابعين له القتال فمنهم من انضم الى القوات الأمنية ومنهم من عاد الى منزله وترك القتال بعد أن عرف حقيقة هدف صالح.
رابعاً : الاستعداد الأمني والعسكري فالقيادة الأمنية والعسكرية كانت قد استعدت لأسوأ الإحتمالات ووضعت الخطط المناسبة لحسم المعركة خلال فترة وجيزة.
خامساً : مواقف القوى السياسية والمواطنين من مختلف الفئات الشعبية منهم من قيادات وانصار المؤتمر الذين رفضوا الانحياز للعدوان وكذلك رفضوا الفتنة وأكدوا وقوفهم ضد العدوان وكذلك مواقف لجان الحكماء والعقلاء من المشايخ والاعيان فقد اطلعوا على حقيقة موقف كل طرف وحاولوا نصح الخائن عفاش الا انه لم يستجب.
سادساً : توجه مليشيا صالح الى ارتكاب جرائم ضد كل من تشتبه بانتمائه الى انصار الله وكان هناك اعتداءات حتى ضد أسر قيادات في انصار الله في بعض المحافظات وكذلك اطلاق النار على السيارات التي تحمل شعارات انصار الله او المولد النبوي واعتقال العشرات ومنهم من تعرض للتعذيب حتى الموت إضافة الى استهداف امدادات الجبهات خاصة صرواح ونهم.
توجيهات السيد عبدالملك الحوثي وتحركات الرئيس الشهيد الصماد
خلال فتنة ديسمبر 2017م كان السيد عبدالملك الحوثي اكثر حرصاً على ضرورة توضيح الصورة الكاملة لما يحدث لكافة أبناء الشعب ومنهم بالطبع جمهور المؤتمر الشعبي العام وقياداته ولهذا كان يتحدث في خطابه الأول وكذلك خطابه الثاني في 2 ديسمبر 2017م مؤكداً على موقف الشرفاء في المؤتمر.
وبعد اجهاض الفتنة بمقتل زعيمها يوم الاثنين 4 ديسمبر 2017م وحتى لا يستغل البعض ذلك الانتصار فيعمل على الانتقام من كل ما كان يمت لزعيم الفتنة بصلة ومن أولئك بالطبع جمهور المؤتمر وجه السيد عبدالملك الحوثي بمنع أية أعمال انتقامية أو اية اعتداءات على قيادات المؤتمر أو مناصريه وقال في خطابه يوم الاثنين 4 ديسمبر 2017م (وغير مسموح لأحد أن يحمل نزعة انتقامية أو تصفية حسابات شخصية أو استغلال ما حدث لأغراض شخصية، غير مسموح هذا أبدا وعلى الدولة أن تقوم بمسؤولياتها في منع ذلك وعلى الجميع أن يطمئن في هذا البلد ولسكان العاصمة صنعاء جميعاً أن ينعموا من جديد في الأمن والاستقرار فيما بينهم وفي وضعهم الداخلي)
وتبرز روح التسامح لدى السيد عبدالملك الحوثي في مثل تلك الأحداث التاريخية فقد حصر المعركة بأنها كانت مع مليشيات محددة وزعيمها وليست مع المؤتمر وقال في هذا : نؤكد من جديد أن المعركة كانت مع مليشيات محددة وزعيمها الذي أدارها ومولها ورعاها وأمرها وقادها وحركها وهذه المليشيات تحركت بعدوان واضح مرتبط بقوى العدوان وعملية تخريب إجرامية وهدفت إلى توسيعها لتشمل البلد ولكنها فشلت بحمد الله وبفعل جهود الشرفاء في هذا البلد ووعي أبناء هذا البلد وأضاف بالقول : ليست المشكلة مع المؤتمر الشعبي العام كحزب أبدا لا مع أعضاءه وهم شرفاء وأنا أقول الكثير ساهموا حتى عملياً في الموقف اشتركوا في كل الجهود وبذلوا جهوداً كبيرة في إسقاط هذه المؤامرة ، فالإخوة في المؤتمر الشعبي العام هم إخوتنا نحن وهم أصحاب هم واحد مسؤولية واحدة في الدفاع عن هذا البلد ضد هذا العدوان في الاستمرار في موقف موحد في الإسهام في أمن واستقرار هذه البلاد في وضعه الداخلي يكفينا ما يحدث من قوى العدوان.
اما الرئيس الشهيد صالح الصماد فتابع تطورات ومستجدات الأوضاع في العاصمة والمحافظات عقب تمكن الأجهزة الأمنية من وأد الفتنة وكان من قرارات الصماد زيارة الأحياء التي شهدت المواجهات المسلحة جنوب العاصمة وكذلك نزوج بعض الأسر والأهالي وكان الهدف من هذه الزيارة تطمين المواطنين والوقوف على ابرز احتياجاتهم.
وبالفعل تجول الصماد مترجلاً في أحياء شارع بغداد وكذلك شارع صخر والتقى بعدد من المواطنين والأهالي ووجه القوات الأمنية بسرعة العمل على تطبيع الأوضاع وحماية ممتلكات المواطنين الذين تركوها لاسيما المحلات التجارية حتى عودتهم.
ومساء الاثنين 4 ديسمبر 2017م كان الصماد قد كثف من اتصالاته مع المشايخ ولجان الوساطة وكذلك المسؤولين والقادة العسكريين والأمنيين لحثهم على تطبيع الأوضاع ومنع أية اعمال انتقامية تجاه أي قيادي او محسوب على الرئيس الأسبق علي صالح.
وطلب الصماد تقريراً مفصلاً عن المعتقلين جراء أحداث الفتنة تمهيداً لإصدار قرار العفو العام.
المصدر //موقع انصار الله الرسمي
Video Player
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 624 مرة