الجيش يكشف عن إسقاط الدفاعات الجوية طائرة صينية الصنع طراز (Wing Loong2) في جبهة نجران.. هل الصين تشارك في العدوان على اليمن؟
كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، عن نوع الطائرة المسيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في جبهة نجران أمس الأول، وأكد سريع أن الطائرة المقاتلة بدون طيار صينية الصنع من طرازWing) Loong2 ) تابعة لسلاح الجو السعودي.
وأكد العميد سريع أن النظام السعودي اشترى هذا النوع من الطائرات مطلع العام الجاري من الصين الشعبية، وأكد أن العملية موثقة بعدسة الإعلام الحربي وسيتم بث مشاهدها لاحقا.
وأسقطت الدفاعات الجوية – أمس الأول الخميس – طائرة بدون طيار مقاتلة في جبهة نجران على الحدود السعودية ، كانت تمارس مهاما عدوانية على اليمن، ولم تكن المرة الأولى التي تسقط الدفاعات الجوية طائرة من هذا النوع صينية الصنع ، علاوة على طرازات أخرى.
مواصفات الطائرة وينغ لونغ 2
الطائرة وينغ لونغ 2 هي جيل حديث من طائرات وينغ لونغ التي تصنعها الصين، قامت بتصميمها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC) ، طول جناحيها : 20.5 م , الارتفاع : 4.1 م ، يحتوي كل جناح من جناحي الطائرة على ثلاث مناطق قادرة على حمل القنابل أو الصواريخ أو صواريخ جو – أرض ، ويمكنها الطيران حتى 20 ساعة وتبلغ سرعتها القصوى 370 كم في الساعة، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 12 قنبلة أو صاروخاً موجههاً بالليزر يبلغ إجمالي وزنها 480 كيلوجرامًا.
في معرض زوهاي للطيران في 2016م، تم عرض طائرة وينغ لونغ 2 بأنواع مختلفة من القنابل والصواريخ مثل قنبلة FT-9/50 50 كجم و قنبلة GB3 بوزن 250 كجم موجهه بالليزر و قنبلة TL-10 وغيرها.
في مارس 2017م أعلن أن الصين بصدد تسليم 300 طائرة وينغ لونغ 2 إلى السعودية ، والعام الماضي تسلمت السعودية دفعة من الطائرات التي تستخدمها حاليا في العدوان على اليمن، وسجلت الدفاعات الجوية اليمنية أمس الأول أول حادثة إسقاط لطائرة من هذا النوع التي باتت تستخدم في العدوان على اليمن وتدمير البنى التحتية وارتكاب مذابح مروعة.
في العام 2017م نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن مشتريا لم تكشف عن اسمه قدم أكبر طلبية خارجية لشراء طائرات عسكرية صينية دون طيار فيما يدعم جهود قطاع صناعة السلاح الصيني لزيادة الصادرات ، وقالت الوكالة نقلا عن معهد تشينجدو لتصميم وأبحاث الطائرات إن الطلبية الخاصة بالطائرة وينج لونج 2 قُدمت قبل أن تكمل طائرة الجيل القادم بنجاح رحلتها الأولى ، وفيما لم تحدد هوية المشتري أو حجم الطلبية اتضح لاحقا أن المشتري هي السعودية وأن البائع هي الصين الشعبية ، وبهدف تعزيز القدرات الهجومية المدمرة للنظام السعودي في حربه التي يشنها على الشعب اليمني.
هل الصين تشارك في العدوان على اليمن؟
منذ المراحل الأولى من الحرب العدوانية التي أعلنت من واشنطن في 26 مارس 2015م، أيدت الصين رسميا قرار مجلس الأمن رقم 2216 في أبريل 2015م، الذي اتخذته الدول التحالفية في العدوان على اليمن ذريعة لشن حرب مدمرة وكارثية على الشعب اليمني ، تذرعت الصين بأنها تقف إلى جانب ما تصفه بالشرعية التي فر رئيسها إلى الرياض وأقام في إحدى فنادقها حتى اليوم.
لاحقا أصدرت الصين بيانا مشتركا صدر عنها وعن مملكة العدوان السعودية أيدت فيه ما أسمته جهود التحالف العربي الذي يشن الحرب العدوانية على اليمن ، وأكدت دعمها لذلك وكان ذلك في يناير/ 2016م.
يلتقي مسؤولون صينيون قيادات العدوان ومرتزقته بانتظام ويؤكدون دعمهم لما يقومون به ، لا تراعي الصين الشعبية المأساة الكارثية التي سببتها الحرب السعودية العدوانية على اليمن ، ترفض بكين محاكاة انتقادات موسكو للسلوك السعودي، لكنها تطلق دعوات للسلام بين فينة وأخرى.
ضمن باعة السلاح وتجار الحرب الأوربيين والأمريكيين الذين باعوا للسعودية صفقات هائلة من السلاح وحصلوا مقابلها على مليارات الدولارات فقد استفادت الصين هي الأخرى من وراء الكارثة التي حلت بالشعب اليمني وباعت صفقات من الأسلحة ، ومنها صفقة شراء الطائرات المسيرة نوع وينغ لونغ 2 ، وفيما لم تكشف الصين في بيانات رسمية عن أرقام الصفقة والمبلغ الذي حصلت عليه، فإنها أخفت الأرقام الحقيقية في كميات السلاح التي صدرتها للسعودية التي تستخدمها في الحرب على اليمن.
المصالح أولا
على عكس عدد من البلدان التي تبنت مقاربة متعددة الأبعاد للحرب العدوانية السعودية الإماراتية التي تتشاركها مع أمريكا ودول أوروبية وعربية أخرى، لم تعمل الصين على استغلال علاقاتها مع السعودية ومع الحكومة في صنعاء، للوصول إلى تسوية أو حلول ولا في الدعم الإنساني الذي كان يفترض على الصين أن تولي الأزمة الإنسانية في اليمن أهمية كبرى.
وبدلاً من ذلك تسعى الصين من هذه العلاقات التي تربطها بصنعاء وبدول العدوان لتضع نفسها كمستثمر في الاقتصاد اليمني، تترقب لحظة مواتية للانقضاض على حركة الاستثمارات النفطية وغيرها ورغم تقبل الحكومة في صنعاء لدور صيني إلا أن كثيرين يشككون في أن الصين تسعى لمصالحها على حساب مصالح الشعب اليمني.
وتبدو الصين في جوانب كثيرة من سياساتها متخبطة وغير واضحة ، فهي لم تدن جرائم السعودية والإمارات التي حدثت في اليمن خلال ستة أعوام وأكثر، ولم تبد موقفا أخلاقيا تجاه ما سببه العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في اليمن من مأساة كارثية عرضت الملايين للجوع والموت بالأوبئة والأمراض.
موقف من صنعاء
وتعليقا على ما كشفه الجيش اليمني من أن طائرة صينية أسقطتها الدفاعات الجوية تستخدم في العدوان على اليمن ، عبر عضو المجلس السياسي الأعلى «محمد علي الحوثي»، عن تعجبه من نفي الصين تصدير طائرات بدون طيار للنظام السعودي، بعد إسقاط الجيش اليمني إحدى هذه الطائرات، واعتبر «الحوثي» أن هذا التطور لا يعكس «الموقف الصيني المعلن والذي تؤكد الصين فيه أنها ترفض العدوان على اليمن» ، وتعليق الحوثي كان على حادثة مماثلة إذ سبق لقوات الجيش واللجان الشعبية إسقاط طائرة مماثلة في وقت سابق.
وقال محمد الحوثي « إن «الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من إسقاط طائرة استطلاع مقاتلة نوع (وينج لونج) صينية الصنع والغريب في الموضوع نفي السفارة الصينية بيع هذه الطائرات خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لهم»، معتبرا أن ذلك «هو عكس الموقف الصيني المعلن الرافض للعدوان».
وتعد الطائرة الصينية (وينج لونج2) هي الرابعة التي يعلن الجيش اليمني إسقاطها، حيث أعلن الجيش في 19 أبريل الماضي اعتراض وإسقاط طائرة مماثلة في محافظة صعدة، سبقتها في 23 ديسمبر الماضي بإعلان إسقاط طائرة صينية استطلاعية مقاتلة من نوع «إس أتش- 4 «خلال تحليقها في سماء المحافظة ذاتها ، والثالثة أسقطتها الدفاعات الجوية في حيران حجة بتاريخ 1 ديسمبر 2019م، نوع وينغ لونغ2، فيما أسقط الرابعة يوم الخميس الماضي من ذات النوع في جبهة نجران.
نقلا عن صحيفة الثورة
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 279 مرة