الهيئة العامة للأوقاف تحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
أحيت الهيئة العامة للأوقاف في صنعاء، اليوم، ذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- بفعالية خطابية وثقافية، تحت شعار “ثورة حليف القرآن.. بصيرة وجهاد”.
وفي الفعالية، التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، ووزيرا الإرشاد وشؤون الحج والعمرة نجيب العجي والكهرباء والطاقة أحمد العليي، أشار رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، للتذكير بالمآسي والمعاناة التي تعرّض لها آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال: “إن إحياء ذكرى ميلاد الرسول الأعظم، وأئمة أهل البيت علي والحسين وزيد -عليهم السلام- إحياءٌ لقيم ومبادئ الإسلام” .. معتبراً ثورة الإمام الحسين أول ثورة في وجه الظلم والطغيان، لتصحيح مسار الأمة الإسلامية.
وأكد أن الاحتفاء بهذه الذكرى تمجيدٌ للإسلام وليس للأشخاص .. وأضاف: “المسألة ليست متعلقة بالأشخاص، ولو كان كذلك لاحتفلنا بالإمام الحسن الذي يُعد إماماً للحسين، والإمام زين العابدين والد الإمام زيد، وإنما احتفالنا بإعادة الإسلام إلى مساره الصحيح”.
وتطرّق العلامة الحوثي إلى أن الإمام زيد عكف على القرآن ثلاث عشرة سنة، ورأى أن الإسلام لا يفارق مشروع الثورة، وإنما جاء لتثبيت الحق والعدل والمساواة والحرية والعدالة، وليس للتسلط على رقاب الأمة ونهب أموالها، ما جعله يخرج بثورة ضد الطغاة والظلمة.
واعتبر الإمام زيد مشعلاً للثورة والحق والنضال الاجتماعي، والمطالبة بحقوق الأمة، والوقوف في وجوه الطغيان، وهو المصير ذاته الذي يمضي به اليوم الشعب اليمني في مواجهة العدوان وقوى الاستكبار.
كما أكد أن ثورة الإمام زيد سُميت “ثورة الفقهاء”، لمشاركة كل الطوائف فيها، خصوصاً العلماء، وعلى رأسهم أبو حنيفة وغيره ممن أيّدها .. لافتاً إلى أن الإمام زيد ليس محصوراً على مذهب الزيدية فحسب، وإنما كانت الشافعية والحنفية والصوفية زيدية، وكل من حمل العقائد الصحيحة ونهج الثورة ضد الظالمين، هو زيدي ويُنسب إلى الإمام زيد – عليه السلام.
وأفاد رئيس هيئة الأوقاف بأن الاحتفال بالإمام زيد احتفالٌ بنهج الثورة والحرية والتضحية في مواجهة الظلم ونصرة المستضعفين .. داعياً إلى تعزيز الوحدة والاصطفاف، والوقوف في وجه الطغاة والمستكبرين والعملاء.
وأشار إلى أن الإسلام منارةُ حق وهداية، ونظام وقانون، ودولة إسلامية تقيم شرع الله وتصون الحق إلى يوم القيامة، ما يتطلب من الجميع التزوّد بقيم الإسلام الصحيحة، والسير على نهج أهل البيت -عليهم السلام- وأخلاقهم، وسلوكياتهم، وسيرتهم العطرة.
وذكر العلامة الحوثي أن الإمام زيد -عليه السلام- هو أول من فتح باب الجهاد والاجتهاد بعد الأئمة المنصوص عليهم، وجعل الجهاد في سبيل الله منهجاً إلى يوم القيامة .. مشيراً إلى أن تنظيم مثل هذه المناسبات لترسيخ قيم ومبادئ وأسس الإسلام.
من جانبه، قدّم الناشط الثقافي الدكتور حمود الأهنومي مشاركة بعنوان “ثورة الإمام زيد.. الأسباب والنتائج”.. مشيراً إلى الأوضاع السياسية والفكرية والاجتماعية في عهد ملوك وسلاطين بني أميّة، وتطبيعهم مع الحكام الفاجرين، واعتبار السكوت ديناً وثقافة.
وأوضح أن ثورة الإمام زيد -عليه السلام- ارتبطت بالقرآن الكريم، لإدراكه حاجة الأمة للعودة إلى كتاب الله وسنة النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكد أن ثورة الإمام زيد ناصرتها وأيدتها جميع الفئات والنخب والعلماء .. مشيراً إلى نتائج ثورته في ترسيخ الأهداف المعلنة، وتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعادة إحياء قيم الشهادة، وتوجيه بوصلة المسلمين نحو العدو، وتقدّيم رؤية للتغيير في كل عصر، وانتشار الإسلام، والقضاء على الثقافات الباطلة.
تخلل الفعالية التي حضرها وكلاء وزارة العدل القاضي أحمد الكحلاني والهيئة العامة للأوقاف الدكتور عبدالله القدمي وكهلان السدح ورئيس المجلس الزيدي العلامة محمد قاسم الهاشمي وكوكبة من العملاء وعدد من مدراء العموم في الهيئة ومكاتبها، قصيدة للشاعر يوسف العلوي، وفقرة إنشادية بعنوان “زيد إمام البرية”، أداء فرقة “شباب الصمود”.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 546 مرة