جامعة القرآن الكريم تقيم ندوة علمية بعنوان “ثورة 21 سبتمبر.. الدوافع والتطلعات”
أقامت جامعة القرآن الكريم والعلوم الأكاديمية ومكتب التربية والتعليم بمديرية معين اليوم بصنعاء ندوة علمية بعنوان “ثورة 21 سبتمبر.. الدوافع والتطلعات”،
وتناولت الندوة ما تعرض له اليمن من مؤامرة تقسيم إقليمية ودولية استهدف تمزيق الوطن إلى أقاليم، وأضعفت المؤسسة العسكرية والأمنية بغية التهيئة للعدوان السيطرة على مقدرات وثروات البلاد، وطمعا في التحكم فيما تشرف عليه اليمن من موقع جغرافي متميز.
كما تناولت ثلاث أوراق عمل حول دوافع قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر، حيث ناقشت الورقة الأولى، والتي قدمها العميد الركن عابد محمد الثور مساعد مدير التوجيه المعنوي والمحلل العسكري والاستراتيجي مراحل غرس الفكر الوهابي على يد مقبل الوادعي في معقل المذهب الزيدي صعدة، كأداة من الأدوات التي أرادت من خلالها أمريكا أن تفرض سيطرتها على المنطقة.
وأشارت الورقة إلى محاولة دول العدوان ومرتزقتهم وصف ثورة 21 سبتمبر بالانقلاب، وتحويل أهدافها ومبادئها إلى جوانب متصارعة، وأطراف خارجية تم من خلالها تصنيف عناصر القوة إلى قوى مسيطر عليها، وأخرى غير مسيطر عليها، وحاولوا عبر تقييم غير المسيطر عليها بأنها ذات نفوذ خارجي، لافتة بأن هذه التقييمات غير الواضحة هي من أظهرت عجزهم وفشلهم، حين برزت ثورة الـ 21 من سبتمبر كقوة وطنية كشفت حقائقهم بأنهم مجرد أدوات استخدمها العدوان لإجهاض كل مشروع وطني من شأنه النهوض باليمن ونيل سيادته واستقلاله.
ولفت عابد في ورقته إلى أن القوات المسلحة كانت، وإن أظهرت أمام العالم أنها قوة استعراضية، إلا أنها- كما جاء على لسان صالح- بنيت من أجل الحفاظ على الكرسي، موضحا أن حقيقة القوات المسلحة ظهرت كقوة هزيلة في أول تجربة لها في الربيع العربي حين انشقت وتقاسم القوات المسلحة أطراف مذهبية وطائفية وقبلية وحزبية فتشتت القوات المسلحة، ثم جاء توجيه البيت الأمريكي بهيكلة الجيش اليمني، وتدمير القوة الصاروخية اليمنية.
وتطرقت عابد في ورقته إلى أن القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة الثورة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالمواجهة لم يراهن على الجيش، وإنما أشركه في المواجهة لإنقاذه من حالة الوحل والانهيار التي كان يعانيها معتمدا على الشعب ومنتصرا به، وهو القرار الذي ما لم إليه قائد على مر التاريخ.
وأشارت الورقة إلى الاستراتيجية البنائية الحكيمة التي اتخذت لإعادة تأهيل الجيش من خلال اسناد التصنيع الحربي والحفاظ القوة الصاروخية الباليتسية وتطوير قدراتها، وصناعة الردع الصاروخي والطيران المسير الذي اخترق العدو في أعماقه الاستراتيجية وقلب الطاولة على رهانات التحالف ومرتزقته وامريكا، وبتوفيق من الله وتأييده ثم ثمار جهود الابطال في القوات صار الجيش اليوم قادرا على خوض معارك قوية أفشلت كل تكتيكات العدو وهزمت كل تقنياته.
وتطرقت الورقة الثانية للأستاذ هناء علي العلوي عضو المكتب السياسي لأنصار الله، إلى الأسباب والعوامل التي مثلت الدوافع الأساسية لقيام ثورة الـ 21 من سبتمبر، كانت ثورية وسياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، وكلها حاضرة فيما كان جاريا على أرض الواقع من حالة الارتباك وبحلقات متسلسلة منذ 11 فبراير 2011م، مشيرة إلى أن قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر، هي الامتداد الحقيقي لإرادة اليمنيين بكل أطيافهم ومذاهبهم وقبائلهم والأحزاب التي شاركت في ثورة الـ 11 من فبراير 2011م.
وأشارت العلوي في ورقتها إلى أن ثورة الـ 21 من سبتمبر ثورة شعبية انطلقت من الشعب وبالشعب، ولم تكن انقلابا لأحد أجنحة الحكم ضد الآخر، موضحة بالأحداث والتواريخ والأرقام أن الانقلاب الحقيقي هو ما فعلته القوى المشاركة في ثورة 11فبراير، حين قامت بتحويل ثورة الشعب إلى مجرد صراع بين جناحي النظام السابق، وواصلت مسيرتها الانقلابية حتى أنها أردت أن تفرض أرادة مخططات ومؤامرات أمريكا وبريطانيا والأطراف العربية المشاركة في المبادرة الخليجية في تقسيم البلاد إلى أقاليم كنتيجة للحوار الوطني.
فيما تناول الدكتور الأكاديمي والباحث السياسي أنيس الأصبحي في الورقة الثالثة الأهمية التي يحتلها الموقع الاستراتيجي اليمني على البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وما يمثله هذا الموقع من أطماع استراتيجية للدول الاستعمارية على مدى الامتداد التاريخي والاقتصاد، مشيرا إلى أن الهدف الاستراتيجي لمشاريع التطبيع التي تسري الآن هو الاستيلاء على هذه المنافذ البحرية الاستراتيجية.
وتطرق الأصبحي في ورقته وجوب تحرير كل السواحل اليمنية، لأن كل ما يجري من عدوان وتحالفات عسكرية وسياسية هو من أجل عزل اليمن عن الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية منافذها البحرية، مشيرا إلى أن أمريكا سعت إلى تحقيق هذا العزل من خلال حلفائها ومن وقت مبكر حين منعت السعودية ومصر والأردن من حضور مؤتمر 22 مارس77م لتشكيل قوة بحرية لردع الاطماع الصهيونية، وحضرته السودان والصومال اليمن برئيسيها سالمين والحمدي اللذان تم اغتيالهما في سبتمبر من نفس العام.
ودعت ورقة الأصبحي إلى يكون هناك منهج حقيقي يدرس في كل المدارس والكليات عن أهمية الجغرافية لليمن وماهي الاطماع ومن الذي يقف من ورائها، منوهة إلى وجوب توجه اليمنيون بقوتهم وكتاباتهم لمواجهة المخاطر والأطماع الصهيونية وفق المنهجية التي رسمها فكر الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.
وفي ختام الندوة التي أدار مجرياتها رئيس جامعة القرآن الكريم والعلوم الأكاديمية د. محمد شرف الدين فتح باب مداخلات الحاضرين التي أثرت النقاش وأكدت في مجملها على أن ثورة 21 من سبتمبر مثلت ثورة انقاذ حقيقي لمجمل مقومات الوجود الحضاري والإنساني لليمن، وأنهت كل أشكال الوصاية والارتهان للخارج، وارست دعائم الأمن والاستقرار، وبنت جيشا قويا قادرا المواجهة وصناعة النصر. وكانت الندوة قد بدأت بكلمة ترحيبية ألقاها الأمين العام لجامعة القرآن الكريم والعلوم الأكاديمية د. خالد الدروبي أكد فيها أن ثورة الـ 21 سبتمبر المباركة ثورة التحرر من الوصاية الأجنبية وحكم السفارات.. ثورة التحرر من سلطات الخيانة والعمالة للأجنبي.. ثورة الكرامة الوطنية.. ثورة إنقاذ الوطن من الانهيار الشامل والفكر الداعشي الوهابي.
وأشار إلى أن الجامعة تعمل على تدريس ونشر الثقافة القرآنية على نهج أعلام الهدى، مصححين كل المفاهيم الخاطئة والثقافات المغلوطة التي كان لها دور كبير في مرحلة الانهيار الفكري والقيمي والأخلاقي التي كان من ثمارها أن ظهر في المجتمع اليمني من يتقبل بالغزو الفكري وينصاعون لوصاية الأجنبي من منطلق الولاء لليهود والنصارى”.
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 460 مرة