البند السابع وموقف القرآن الكريم ..أ/ فؤاد ناجي
البند السابع وموقف القرآن الكريم
أ/ فؤاد ناجي
تضاربت المواقف من القرار الأممي بشأن اليمن والذي ينص على وضع المعرقلين حسب قولهم – تحت البند السابع و يتضمن معاقبة المعرقلين وتجميد أموالهم ورفع الحصانة عنهم فالإسلاميون في اليمن ورجاله الدينيون والقبليون السياسيون والعسكريون سارعوا بالترحيب بهذا القرار, والمؤتمريون وباقي المكونات السياسية تتابعوا بالترحيب البعض جهاراً نهاراً والبعض على استحياء خشية الملامة والمساءلة أو تحت الضغط, أو حتى عن قناعة, في الطرف الآخر وقف انصار الله ومن معهم من المتعاطفين والعلماء معظم أفراد الشعب البسطاء وغير المتحزبين بل حتى العوام ، فهذا الجمهور العريض والكبير استشعر الخطر من هذا القرار ولم تقنعهم تطمينات العملاء ولا توضيحات الأجانب الطامعين, وبين هذا الموقف وذاك, ينبغي أن نرجع الى القرآن الكريم لنسترشد من نوره وهداه ولنتبين الموقف في هذا الجدل القائم .
الرافضون لوضع اليمن تحت البند السابع أو المعرقلين له ، يستندون الى آياتٍ من كتاب الله عز وجل ربما نسيها حفظة الإصلاح و مشائخه وهيئة علمائه, الذين يعتبرون أنفسهم الخط الإسلامي المبشر بالخلافة الإسلامية وخالفوا سائر التيارات الأخرى ،وينطلق الرافضون للبند السابع من مجموعة من الآيات القرآنية أهمها :-
- قوله سبحانه وتعالى ] وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا( النساء/141
وهذه الآية الكريمة تنفي بالنفي المؤبد أن الله جل وعلا لن يمكن الكفار من المؤمنين أويجعل لهم سبيلاً على المؤمنين في كافة جوانب حياتهم المختلفة
إن البند السابع على مر الزمان شماعة بيد الدول الإستكبارية لغزو البلدان واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها, فعندما وضعوا (صدام )تحت البند السابع دمروا العراق بأكمله ولم يقتصر الضرر على (صدام), وعندما وضعوا (القذافي )تحت البند السابع دمروا ليبيا بأكملها وعندما وضعوا (الأسد)في سوريا تحت البند السابع دمروا سوريا بأكملها, فهل في هذه المواقف والشواهد عظة وعبرة وهل من مدكر؟.
- قوله سبحانه ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا( النساء/60
- وقوله سبحانه ) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ( الشورى /10
- وقوله تعالى ) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ( النساء/60
- وقوله سبحانه ) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ( النساء/65
- وقوله تعالى ) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ( الحجرات/9
ولنا أن نسأل المرحبون بالبند السابع :
- هل في الإسلام أننا إذا اختلفنا وتقاتلنا نحكم اليهود والنصارى علينا ؟ أم نرجع الى شرع الله وإصلاح المؤمنين؟
- نسأل الإخوان المسلمون الذين ينادون بالكتاب والسنة, أين نجد موقفكم المخزي هذا في نصوص الكتاب أو السنة المطهرة ؟
- نسأل الإخوان المسلمون الذين شعارهم ) وأعدوا لهم ( نسألهم هل هذا هو الإعداد أم العمالة والخيانة.؟
- الإخوان الذين شعارهم الرسول قدوتنا والإسلام منهجنا والموت في سبيل الله أغلى أمانينا هل مواقفكم تنسجم مع شعاراتكم البرَّاقة؟
- عندما يقول الله سبحانه وتعالى ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (المائدة /51
عندما نسمع ونقرأ هذه الآية, نتساءل هل تسأل هيئة علماء الإصلاح ومجلس شوراه العلمائي أنفسهم أين محلهم من الإعراب من هذه الآية ؟
إننا نلوم كل من رحب بهذا القرار الذي تعتبر الموافقة عليه خيانة وطنية عظمى , ونلوم الذين يتخرج على أيديهم كل عام آلآف حفظة القرآن, والذين يقدمون التنازلات الكبيرة والخطيرة على مستقبل الجميع , وهم سيكونون أول ضحية للعدو الذي طبعه الغدر ونسيان الجميل,.
بقي أن أقول :
إننا في هذه السطور لا نريد التشويه وإنما نريد أن ننفض الرماد والغبار عن العقول الإسلامية التي نسيت تعاليم الإسلام عندما وصلت سدة الحكم , وبيدها رئاسة مجلس الوزراء والداخلية بل حتى رئاسة الجمهورية والإعلام طوع لها ورهن لإشارتها , على هؤلاء إن كان لا يزال هناك بقايا توفيق من الله أن ينقذوا سفينتهم وسفينة البلاد عامة من الغرق , فقد خرقوها براً وبحراً وجواً, وعليهم أن يتداركوا رفاقهم المتهورين الذين يقدمون تنازلات سياسية ودينية خطيرة وكبيرة.
لو سكت المرحبون بالقرار الأمني الذي جعل اليمن تحت الوصاية لو سكتوا أو ترددوا أو تلعثموا أو تحيروا أو رأينا الحرج بادياً في مواقفهم لحاولنا البحث لهم عن عذر من ضغط أو ظروف قاسية عليهم.
لكنهم حين تسارعوا إلى هذا الموقف وضعطوا على بقية الشركاء والرفقاء من أجل الموافقة تحت التهديد والترغيب, بل حين يصل الأمر إلى أنهم يعتبرون المرحب بالقرار وطنياَ يحب الوطن ، بينما الذي لا يوافق على هذا القرار ليس وطنياً بل هو عميل، فإن هذا ما يجعلنا نستغرب, )مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم لما تخيرون (سورة القلم .
أيها الإخوان المسلمون إن التقمص بالدين والتزين بردائه لا يجعل الله معكم،فإما أن تعملوا بما يمليه عليه دينكم ليكون الله معكم،وإما أن تضعوا الدين جانباً وتتقنوا اللعبة سياسياً بعيداً عن المجازفة والمزايدة باسم الدين .
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 1711 مرة