المجالس اليمنية الثلاثة تدين هدم ضريح شيخ الصوفية بمدينة تعز
بيان المجلس الصوفي الإسلامي والمجلس الزيدي الإسلامي والمجلس الشافعي الإسلامي بخصوص هدم ضريح شيخ الصوفية الكبير عبد الهادي السودي بمدينة تعز
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين القائل: {إنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} والقائل سبحانه : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا المصطفى الأكرم وحبيب الله الأعظم القائل ((المسلم من سلم الناس من لسانه ويده))
بالأمس الأول قام أعداء الله ورسوله واعداء أولياءه واعداء الإنسانية جمعا واعداء الأحياء والأموات بل أعداء الحياة ذاتها واعداء الحرية والنور والمحبة والتسامح حاملي وناشري الفكر الظلامي الهدام الذين هم موسومون بالوهابية التكفيرية والداعشية الإرهابية قام هؤلاء الظلاميون بالاعتداء اولاً على ضريح الشيخ مدافع وفي يوم السبت الموافق 28/ 11/ 2015م وبعده تجرأ هؤلاء المجرمون على هدم ضريح أحد أكبر العلماء الأعلام وأكابر مشايخ الصوفية في مدينة تعز العزيزة الشيخ الجليل عبد الهادي السودي قدس الله سره وكذلك هدم ثلاثة مقامات واضرحه بحضرموت ، وبالأمس البعيد تجرأ هؤلاء القوم في بداية تأسيس دولة آل سعود الوهابية وتحركوا لهدم المقام الشريف في الروضة الشريفة لولا ان تصدى لهم الشرفاء من امتنا من أهل مصر وباكستان وغيرهم بعد أن كانوا قد هدموا مقامات أهل البيت النبوي والصحابة الكرام وما بقيت للأمة من آثار نبوية وقد علم بذلك القاصي والداني فإذا كان هؤلاء القوم المجرمون قد تجرأوا على المقام الشريف فما الذي سيردعهم عن غيره
وبناء على ما تقدم فان المجلس الصوفي الإسلامي والمجلس الزيدي الإسلامي والمجلس الشافعي الإسلامي يدينون ويستنكرون بكل قوة وشدة هذه الاعمال الإجرامية لهؤلاء القوم الذين امتلأت قلوبهم بالسواد والحقد على كل شيء جميل وسوي في هذه الحياة فسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض وأهلكوا الحرث والنسل وشوهوا الوجه الجميل المقدس لديننا الإسلامي الحنيف ودمروا الأثار والتاريخ وأفسدوا الأخلاق وحرفوا المبادئ والقيم والأعراف وتآمروا مع أعداء الأمة على الأمة ومقدساتها وخيراتها ولا يشك أي عاقل أن كلما يقومون به من أفعال ما هو الا خدمة للطاغوت العالمي الشيطان الأكبر وأذنابه وقد وصف الحق سبحانه أعمالهم وتلون أحوالهم بقوله : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} وقال تعالى {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً {104} ، والمجلس الصوفي والمجلس الزيدي والمجلس الشافعي يدعون علماء الأمة وقادتها ومفكريها وكافة أطياف المجتمع إلى وحدة الصف والاعتصام بحبل الله المتين والتصدي بكل الوسائل المتاحة للدفاع عن دين الله القويم وقرآنه الكريم وسنة واخلاق نبيه العظيم والعمل على استئصال هذا المرض الخبيث الذي ابتليت به الأمة وما هذا البلاء إلا بسبب الغفلة والتقصير من الجميع من التخلق بأخلاق قرآننا الكريم ونبيه العظيم الذي هو رحمة للعالمين، والعمل الجاد على ممارسته والتخلق به قولاً وعملاً ، فهبوا جميعا يا رجال الله للدفاع عن الحق وأهله فالباطل بقوة الله وعزته زاهق مهما انتشرت راياته وزينه الشيطان وأعوانه ، قال تعالى :{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
ونتيجة لكل ما تقدم أعلاه نقول لأمة المصطفى الأعظم ، ألا تتحرك غيرتكم ونخوتكم على مؤاذاة هؤلاء المجرمين لنبيكم الأكرم ومحبوبكم الأعظم مع مؤاذاة آله الاطهار وصحابته الأخيار وأوليائه الأبرار ، فما الذي بقى لكم بعدهم لتثور عليه غيرتكم ، ألم تسمعوا وتعوا قول الحق سبحانه في محكم كتابة {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ومن لم يكن رسول الله منهم في شيء فأنهم والله لا يساووا شيء ، وقال سبحانه: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ }
أفيقوا عباد الله من غفلتكم ودافعوا عن دينكم ونبيكم وارضكم وعرضكم وانسانيتكم لكي تحضوا بنصر الله وتوفيقه وتفوزوا برضاه ورضوانه يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وتكونوا بحق كما وصفكم الحق : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ،
النصر والعزة والكرامة لشعبنا اليمني العظيم لأمتنا المحمدية المجيدة، الخزي والعار والدمار لأعداء الله ورسوله والمؤمنين، المجد والكرامة والرحمة للشهداء الشفاء والعافية للجرحى ....
صادر عن المجلس الصوفي الإسلامي والمجلس الزيدي الإسلامي والمجلس الشافعي الإسلامي يوم الاثنين 18/ صفر / 1437هـ الموافق 30/ 11/ 2015م
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 709 مرات