انتصار اليمن نصر لفلسطين (شراكة الصمود والنصر) .. ورقة عمل الدكتور أمين دغيش في ندوة (اليمن وفلسطين .. شراكة الصمود والنصر)
انتصار اليمن نصر لفلسطين (شراكة الصمود والنصر) ..
* ورقة عمل للدكتور أمين دغيش خلال ندوة (اليمن وفلسطين .. شراكة الصمود والنصر) والتي اقامها المجلس الزيدي الإسلامي وجامعة إقرأ للعلوم والتكنلوجيا بمناسبة يوم القدس العالمي
________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
انتصار اليمن نصر لفلسطين (شراكة الصمود والنصر)
مقدمة :
يأتي احتفالنا بيوم القدس العالمي في هذا العام في ظل أحداث ومتغيرات وتطورات أقل ما يقال عنها بأنها تطورات وأحداث جسام ، لعلها المخاض على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ، ثم بفضل الصمود الأسطوري لشعب اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان معززة بالانتصارات العظيمة التي حققها الجيش واللجان الشعبية في اليمن في مواجهة دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي في جميع جبهات القتال ، وكذلك انتصارات الجيش العربي السوري ورجال المقاومة على تحالف قوى الشر وكذلك إنجازات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي وهذه تعد من المشتركات بين هذه الدول ينقصها التحديد والتنسيق .
وسنتعرف في هذه الورقة على مزيد من المشتركات بين اليمن والشام تاريخيا وإلى أي مدى يمكن تأطيرها في أطر رسمية ؟ وانعكاس ذلك على ذلك على قناعات المواطنين وإبقاء جذوة الثورة مشتعلة ، وإلى أي مدى يمكن المراهنة على الشعوب في ظل تقاعس الحكومات بل وتواطؤ البعض منها ؟ ومن ثم نصل إلى النتائج والتوصيات .
ومنهجيا يمكن الاستعانة بالمنهج المقارن كمنهج علمي دقيق يعتمد عليه في إظهار نقاط القوة والضعف في العلاقة بين المنطقتين وكذلك سنعتمد المنهج التاريخي للعودة إلى تاريخية العلاقات ومنهج التحليل الوثائقي كيفا وكما .
الجذور التاريخية :
تعود الجذور التاريخية للعلاقات بين الشام واليمن إلى الأصل الواحد لليمنيين والشاميين فكلاهما يعود أصله إلى سبأ ( عمرو بن عامر مزيقيا المعروف بماء السماء)[1] ، وعلى هذا الأساس سنرصد المشتركات بين الشام واليمن على المستويات التالية :
على مستوى الأصل والنسب ، قوله عز وجل: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آية ) روى أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك العطيفي, قال: قال رجل: يا رسول الله أخبرني عن سبأ كان رجلا أو امرأة أو أرضا؟ قال: « كان رجلا من العرب وله عشرة من الولد, تيامن منهم ستة, وتشاءم أربعة, فأما الذين تيامنوا: فكندة, والأشعريون, وأزد, ومذحج, وأنمار, وحمير, فقال رجل: وما أنمار؟ قال الذين منهم خثعم وبجيلة: وأما الذين تشاءموا: فعاملة, وجذام, ولخم, وغسان, وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان »[2] ، ورواه الإمام أحمد[3] .
ومن جانبه أكد المؤرخ المغربي عبد العزيز بن عبد الله إن الجزيرة العربية انطلاقا من الربع الخالي اليمني إلى الشام هي منبثق الحضارات السامية التي كيفت أقاليم الهلال الخصيب وما وراءه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا " وأضاف بأن " الإنسان الأول قد انطلق من اليمن لينتقل بعد نحو سبعة آلاف سنة قبل الميلاد إلى الخليج ومنه إلى الشام في مراحل ثلاث إحداها عبر مصر حيث انتقل من (دلتا النيل إلى الفيافي الليبية ومنها إلى المغرب الأقصى بعد عبور المغربين الأدنى والأوسط وفي مرحلة أخرى انتقل اليمنيون مع إفريقس الحميري عبر بحر القلزم إلى الصحراء الإفريقية الكبرى مرورا بالسودان والتشاد " وقال أيضا : " بأن العرب البائدة الأرامية التي ترجع إلى إرم بن سام بن نوح ومنهم قبائل إبراهيم الخليل هم العرب الأصليون الذين وضعوا لجميع الشعوب السامية لغتهم العربية الأم وقد نزحوا حوالي أوائل الألف الثانية قبل الميلاد إلى جنوب العراق واستقروا في المناطق بابل وارتباط الخليل بجزيرة العرب وبالحجاز (أي بيت الله العتيق) لم يرد في القرآن وحده بل أبرزته الكشوف الأثرية واللسانيات المقارنة حول الهجرات السامية " ، وهو ما أكده الكاتب الفرنسي جان لوي برنار (J. L. Bernard) بقوله : " إن الأحبار عبرنوا كل ما اقتبسوه من تواريخ الأقطار التي جاسوا خلالها ومنها سليمان الذي لم يكن يهوديا وإنما كان أشوريا وهو (شلما نصر) ولو كان سليمان يهوديا لاستحالت - كما يؤكد برنار - الصداقة مع ملكة سبأ العربية بل أكد بروكلمن أن هؤلاء اليهود قد تعمدوا لإقصاء الكنعانيين من جدول أنساب سام أي من السلالة السامية "[4] . لم تلبسون الحق بالباطل وانت تعلمون .
المشترك على مستوى اللغة : حيث أكد محمد ذوق على : أن اللغات الكنعانية للشعوب التي استوطنت غرب سوريا لا يمكن فصلها عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية ( اليمن - حضرموت - سبأ- عمان ) فالمكتشفات الاثرية في اليمن تشير الى العلاقة الوثيقة بين اللغة الفينيقية و الكتابة اليمنية [5] .
مشتركات أخرى بين المنطقتين :
على المستوى السياسي : حيث قامت في هاتين المنطقتين دولتان عظيمتان هما : مملكة سبأ في اليمن ومملكة سليمان في فلسطين بالشام وقام بينهما اتحاد أشبه بدولة الاتحاد الشخصي وكونا معا دولة عظيمة شملت بلاد الشام واليمن ، وذلك بإسلام بلقيس حين قالت : قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [6] ، وقد ذكرت سورة النمل تفصيل ذلك ، وقصة اللقاء وكيف تم وأين ؟ مذكورة في كتب التفاسير وفي الكتابات التاريخية ، وجغرافيا فالشام واليمن امتداد لبعضهما عبر الحجاز وقد كانت طريق نبي الله سليمان عبر وادي النمل إلى صنعاء حيث التقى الملكة بلقيس ولم يفصل بينهما سوى الكيان السعودي بعد 1932م والكيان الصهيوني بعد عام 1948م ويجب أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه .
ومن المشتركات بينهما أيضا أن دعا لهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال : "عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا، فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، فقال الناس: وفي نجدنا يا رسول الله؟ قال ابن عمر: أظن أنه قال في المرة الثالثة : الزلازل والفتن هناك : وهناك يطلع قرن الشيطان" صحيح البخاري [7].
ومن المشتركات أيضا ما ذكره القرآن الكريم عن رحلتي الشتاء والصيف إلى اليمن والشام قال تعالى : "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ " [8] .
ومكة المكرمة هي عاصمة منطقة الحجاز وهي الأرض الواقعة بين الشام واليمن وبعد أن ضمها إليه سلطان نجد بمعاونة الانجليز في عشرينيات القرن الماضي وبعد معاهدة جدة 1927م بين الحكومة البريطانية ومملكة نجد والحجاز واعترافها رسميا بالمملكة الجديدة أعلن عبد العزيز آل سعود نفسه ملكا عليها وفي سبتمبر عام 1932م أعلن اسم المملكة العربية السعودية[9] التي استمرت في توسعها وقضمها للمزيد من الأراض من الدول المجاورة لتنفذ بذلك المخطط البريطاني بفصل الشام عن اليمن وبقيام الكيان الصهيوني استكملت تقسيم الوطن العربي إلى مشرق ومغرب.
وقد لعب الصهاينة واليهود أدوارا في عملية تمزيق العرب وإعادة تقسيم أراضيهم من خلال الاتفاقات السرية بين بريطانيا وفرنسا " سايكس بيكو " مثالاً، والصهاينة ليسوا اليهود وحدهم وهم من كل أجناس الأرض لكن بالإمكان القول : إن كل يهودي صهيوني وليس كل صهيوني يهودي .
ولليهود أساليبهم في التضليل والإغواء ولبسهم الحق بالباطل والتحريف[10] "وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "[11] "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [12] " ...وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "[13]
الكيان الصهيوني لا يمكن أبدا أن تتم معه أي عملية مصالحة لأنهم كلما عاهدوا عهدا نقضوه قال تعالى : "كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم" [14] ، فكل عهد أو اتفاق يبرمه العرب والفلسطينيون مع سلطة الاحتلال تنقضه السلطة التي تأتي بعدها وهكذا دواليك [15] .
ومع كل ذلك وبعد مرور أكثر من 68 عاما على احتلال فلسطين والمقدسات الإسلامية وتحذير الله لنا منهم بقوله : "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" ومع ذلك لا زال بعض حكام العرب والمسلمين يقدمون المبادرات تلو المبادرات مع هذا الكيان الغاصب غير مؤمنين بآيات الله.
وفي يوم القدس العالمي لا يمكن الحديث عنه دون الإشارة إلى مؤسسه والتعريج سريعاً على كيف كانت الأوضاع السياسية في المنطقة قبل الخميني وبعد الخميني وصولا إلى مانحن عليه اليوم، ولعل ما كتبته الباحثة اللبنانية ثريا عاصي يشخص الوضع تماماً.
كان شاه إيران مسلماً على مذهب الشيعة، وهذا لم يحرمه من الفوز بوظيفة شرطي الخليج. توكلت جيوشه بحماية دويلات المنطقة، ومن ضمنها مملكة آل سعود. يحسن التذكير بأنّ الجيش الإيراني أرسل إلى عُمان من أجل القضاء على انتفاضة إقليم ظفار، وبأن إيران استعادت جزراً، بعد انسحاب المستعمرين البريطانيين منها من دون أن يحرك أمراء النفط في ذلك الوقت ساكناً. مثلما أنّ ألسنة آل سعود لا تزال معقودة منذ 1967 رغم احتلال المستعمرين الإسرائيليين جزيرتي تيران وصنافير. كان شاه إيران لا يخشى عدواناً، لأنه كان يتصرف بوكالة من الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن أنه كان يستقوي، أيضاً، بعلاقات جيدة بالمستعمرين الإسرائيليين وبالحكومة التركية.
في الجانب الآخر، كان آل سعود أعداء لدودين لجمال عبد الناصر. كان هذا الأخير مسلماً على مذهب السنة، إذا جاز التعبير. من المعروف أيضاً، أن شاه إيران «الشيعي» كان شريكاً لآل سعود في بغض عبد الناصر. لم تتأتّ الخطورة على العروبة في ذلك الزمان من آل سعود ومن شاه إيران وحدهم، وإنما تجسدت أيضاً على شكل عدوان ثلاثي سنة 1956 عندما أراد المستعمرون الفرنسيون والبريطانيون والإسرائيليون التخلص نهائياً من جمال عبد الناصر؟ لماذا؟ لأنه كان مصرياً، أيقن أن أمن مصر من أمن سوريا من جهة وفي تحرر الجزائر وفلسطين من الاستعمار الاستيطاني من جهة أخرى... بالإضافة إلى توعية شعوب شبه الجزيرة العربية[16] !
وبالمقابل كان هناك على الطرف الآخر تعاون وتنسيق بين قيادة الثورة في إيران وبين قيادة الدولة والثورة في مصر جمال عبد الناصر الذي استجاب لدعوة آية الله الخميني بعد إسقاط ثورة مصدق من قبل المخابرات المركزية الأمريكية وإعادة الشاه إلى الحكم من جديد . وقد كشف تلك العلاقة في عام 1982 محمد حسنين هيكل هذه في كتابه (مدافع آية الله) الذي روى فيه قصة الثورة الإيرانية, وأشار لأول مرة عن العلاقة الخفية بين عبد الناصر والثورة الخمينية, فقد كان أول من اعترف به الخميني عند عودته إلى طهران منتصرا من منفاه في قرية (نوفل لو شاتل) القريبة من باريس هو أن عبد الناصر كان الزعيم الوحيد الذي ساندهم, ولكن هيكل لم يفرط كثيرا في تفاصيل هذه العلاقة, ولا في تفجير أسرارها, وكان علينا أن ننتظر حوالي 18 سنة حتى نعرف الصورة كاملة, من الرجل المسئول عنها, فتحي الديب في كتابه (عبد الناصر وثورة إيران) الذي نشره مؤخرا مركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة (الأهرام) بعد أن ظل حبيسا في خزانة مؤلفه أكثر من 8 سنوات, وهو كتاب يعتمد على الوثائق النادرة التي تكشف لأول مرة [17] .
مما تقدم نستطيع أن نتعرف على الأهداف الحقيقية للعدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن والتي تتمثل في النيل من قراره السياسي المستقل وإجهاض مشروع بناء الدولة التي اعلنته ثورة 21 سبتمبر 2014م وحفاظا على مصالح القوى الاستعمارية وعلى رأسها ضمان بقاء ونمو دولة الكيان الصهيوني ، ومسلك السعودية وممارساتها وسياساتها تدلل على ذلك ومنها أنها :
- لم تكتف من حرمان الامة العربية من توظيف امكانيتها المادية والبشرية في مواجهة العدو الصهيوني. بل سخرت كل تلك الامكانيات لعرقلة كل الجهود العربية التي بذلتها بعض الأقطار لاكتساب أسباب القوة بما يمكنها من إعاقة الصهاينة في استكمال مشروعهم .
- استعدت التيار القومي العربي وعملت على تشويهه مستعينة بقدرة مالية مكنتها من تحقيق السيادة الاعلامية.
- عملت على تدمير مؤسسات النضال الفلسطيني وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية
- عملت وبتوجيه أمريكي على استنزاف شباب الأمة في حروب بعيدا عن فلسطين. حيث جندت ومولت عشرات الآلاف من الشباب العربي للقتال في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن خدمة لأمريكا وإبعادا لهم عن الكيان الصهيوني .
- عملت على تمويل العديد من الحروب والتحالفات الدولية فما هو الهدف ؟ ومن المستفيد ؟ لماذا كل هذا القتل والتدمير والخراب والحروب في المنطقة ؟
شاهدنا وعايشنا العديد من التحالفات الدولية ضد العرب والمسلمين وللأسف بمشاركة العرب والمسلمين ومنها :
- التحالف الدولي ضد إيران 1980 – 1988م .
- التحالف الدولي ضد العراق 1990 – 1991م .
- التحالف الدولي ضد العراق 1998م .
- التحالف الدولي ضد أفغانستان 2001م .
- التحالف الدولي ضد العراق 2003م وانتهى باحتلاله .
- التحالف الدولي ضد ليبيا 2011م .
- التحالف الدولي ضد سوريا 2011م حتى الآن .
- التحالف الدولي ضد اليمن 2015م حتى الآن .
- تأييد ودعم عدوان 2006 على لبنان وما تلاه من اعتداءات على غزة .
وجميع الدول العربية والغربية المشتركة في العدوان على اليمن شاركت جميعها في تلك التحالفات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، غير أن أيا من تلك الدول العربية والإسلامية لم تحرك ساكنا في مواجهة الكيان الصهيوني .
بل إن ما يزيد المشهد قتامة وحزنا أن تكون هناك مشاركة عربية وتركية ملفتة كما تناقلتها وسائل الإعلام العربية والدولية في مؤتمر هرتسيليا الصهيويني بين 14 – 16 يونيو 2016م الذي يناقش التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية لدويلة الكيان الصهيوني !!!.
- عملت السعودية على مسخ الوعي العربي واستلابه تمهيدا لقبوله الإيجابي بالوجود الصهيوني .
- حرصت على صرف أنظار العرب عن الخطر الصهيوني باختلاق الخطر الإيراني
- حرصت على القضاء على كل مظاهر العداء العربي للكيان الصهيوني مستخدمة في ذلك جميع الوسائل .
- جوهر الموقف السعودي من القضية الفلسطينية هو ضرورة بقاء الكيان الصهيوني وما المبادرة التي طرحتها وعرفت باسم المبادرة العربية الا اتساقاً مع التزامها بضمان الوجود الصهيوني.
عدوان السعودية وأمريكا على اليمن يأتي في إطار مشروع كبير من التفتيت والإخضاع وقد خيل لها وحلفاءها بعد اسقاط الدولة في ليبيا وتسليمها لعصابات الناتو وبعد نشر الفوضى في العراق وبعد العدوان على سوريا أنها على بعد قوسين او ادنى من تصفية القضية الفلسطينية وفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة ، غير أن ثورة أل 21 من سبتمبر 2014م وما تمتلكه من مشروع متكامل لبناء الدولة اليمنية السيدة على قرارها وإقليمها ووضوح الرؤية من الصهيونية العالمية قد مثل اخفاقا للجهود السعودية وفضح علاقاتها بالصهيونية وزاد من خطورته أنه ظهر في اليمن الذي يعتبر خزانا بشريا للعروبة .
لقد مثل القضاء على الجيش اليمني وتفتيت اليمن هدفا حيويا للسياسة السعودية من قبل ثورة 21 أما وقد أصبح هذا الجيش يبنى على عقيدة الموت لإسرائيل فان العدوان أصبح حتمياً وهذا ما كان ، ليست اليمن وحدها توأمة فلسطين في التضحية والصمود والنصر بل العراق وسوريا وليبيا ولبنان ومصر فما يحدث في هذه البلدان ما هو الا مظهر من مظاهر الصراع حول مستقبل فلسطين ومستقبل الأمة العربية ،إنه صراع بين طرفين أحدهما يهدف لمنح اسرائيل شرعية وجودها وما يترتب عليه من منحها الأمن كي تتفرغ لتنفيذ الخطوة التالية من الحلم الصهيوني، وبين قوى الأمة الحية التي تعي أن خسارتها تعني نهاية وجودنا العربي.
ماذا لو خسر اليمنيون المعركة ؟
سؤال تجاوزته الاحداث واجابت عليه بالنفي.
فلو خسرنا المعركة لما كنا هنا الآن نحتفي بيوم القدس العالمي ، عجز العدوان في كسر إرادة الشعب اليمني
الذي أبدى عزيمة وصلابة قل نظيرها ، وقدم الجيش واللجان الشعبية والأمن والقبائل نماذج للتضحية والفداء وصلت حد الإعجاز، ولن ينالوا منا بالمفاوضات ما منعناهم عنه بالقتال .
غير أن الكيان الصهيوني قد حقق مكاسب سياسية من مشاركته في العدوان على اليمن ، منها :
- أنها تمكنت من نقل تحالفها العسكري والأمني مع السعودية والدول المشاركة في العدوان من السرية إلى العلنية .
- الخاسر الأكبر من العدوان على اليمن هو بلا ريب مصر الذي سيتراجع تأثيرها في المنطقة كنتيجة للتحالف العلني السعودي الصهيوني .
- موقع البحر الأحمر من العدوان على اليمن ، وعلاقة اسرائيل بذلك أنها مازالت تتذكر حرب أكتوبر 1973م حين قامت القوات اليمنية ومعها القوات المصرية بغلق باب المندب في مواجهة حركة الملاحة الدولية ، والكيان الصهيوني يعي جيدا الأهمية الاستراتيجية لتعاون وثيق بين مثلث اليمن والشام ومصر ولذا سعت ومن خلفها القوى الاستعمارية الكبرى للحيلولة دون أي تقارب بين هذه الدول الثلاث والعراق بإثارة المشاكل وزرع الكيانات مثل السعودية والكيان الصهويني .
- من النتائج الهامة لهذا العدوان تتمثل في قدرة الجيش واللجان الشعبية والأمن والشعب والقبائل على الصمود عندما يكونون مؤمنين بالله وبعدالة قضيتهم فلهم أن يثقوا بنصر الله .
النتائج والتوصيات :
النتائج :
- أظهر العدوان أن إرادة الشعوب من إرادة الله وأنها لا تقهر .
- قدرة قوى الشر على التحالف والتنسيق والتعاون ومواجهة خصومهم بشكل جماعي سياسياً وإعلامياً وعسكريا وتسخير أجهزة الأمم المتحدة لصالحهم .
- غياب التنسيق والتحالف بين قوى الخير وقوى الممانعة ولا توجد بينها ميدانياً وعملياً باستثناء المقاومة اللبنانية في سوريا . ولو وجد التنسيق بين هذه الدول وتحالفت بفتح الجبهات مع قوى الشر لتغيرت موازين القوى، ذلك أن تنسيقا وتحالفا بين اليمن سوريا لبنان فلسطين العراق بما تمثله من مساحة محيطة بدول العدوان وكثافة سكانية تتجاوز الــ 100 مليون نسمة كفيل بأن تجعل أعداء الأمة وعملائهم يفكروا كثيراً قبل الدخول في أي مغامرة وسيكون ذلك الطريق لتحرير فلسطين .
التوصيات :
- عربياً لا بد من الإسراع في إيجاد تنسيق وتحالف ميداني بين قوى المقاومة والممانعة.
- مزيد من المشاركة الشعبية في المواجهة .
- الإسراع في تشكيل مؤسسات الدولة من القوى المناهضة للعدوان .
انتهى
دكتور أمين الغيش
أستاذ النظم السياسية المساعد
صنعاء في 29 / 6 / 2016م
[1] لمزيد المعلومات حول نسب سبأ ، أنظر : المكتبة الشاملة الرابط التالي : http://shamela.ws/browse.php/book-487/page-41 ورابط موقع النسابين العرب http://www.alnssabon.com/showthread.php?t=28651 -
[2] http://www.e-quran.com/baghawy/images/baghawy430.htm -
[3] http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura34-aya15.html -
[4] عبد العزيز بنعبد الله عضو أكاديمية المملكة المغربية والمجامع العربية http://hoggar.org/index.php?option=com_content&view=article&id=3695:2013...
-
[5] - محمد رشيد ناصر ذوق ، اين بدات العروبة ؟ في الجزيرة العربية ام في سوريا ؟ السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤.
[6] سورة النمل ، آية رقم 44-
[7] http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&... -
[8] سورة قريش ، آية 1 ، 2 .-
-
[10] لمزيد من المعلومات حول أدوار اليهود ووصفهم في القرآن ويوم القدس العالمي أنظر : يحيى قاسم أبو عواضة ، دروس من هدي القرآن الكريم ، يوم القدس العالمي ، رقم 1 ، القاها : السيد حسين بدر الحوثي ، صعدة ، اليمن ، 28 / 9 / 1422هـ .
-
[11] سورة البقرة ، آية 42-
[12] - سورة آل عمران ، آية 71
[13] سورة البقرة ، آية 75-
[14] سورة البقرة ، آية 100-
[15] يحيى قاسم أبو عواضة ، دروس من هدي القرآن الكريم ، يوم القدس العالمي ، رقم 1 ، القاها : السيد حسين بدر الحوثي ، صعدة ، اليمن ، 28 / 9 / 1422هـ .
-
[16] http://al-akhbar.com/node/196247ثريا عاصي كاتبة لبنانية ، الأخبار تجدد ، رأي العدد ٢١٦٧ الأربعاء ٤ كانون الاول 2013
[17] عادل حمودة ، عبد الناصر والثورة الإيرانية ، البيان الإماراتيةhttps://m.facebook.com/shi3a.egypt/posts/560729333961210
-
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 4873 مرة