القبيلةُ اليمنية وخطورة التضليل..... بقلم/ عبدالمجيد المرتضى

القبيلةُ اليمنية وخطورة التضليل..... بقلم/ عبدالمجيد المرتضى

القبيلةُ اليمنية وخطورة التضليل

 

بقلم/ عبدالمجيد المرتضى

 

منذُ فجر الإسْلَام الأول كان للقبيلة اليمنية دورُها البارزُ في نُصرة الإسْلَام والوقوف معه، بل وقبل الإسْلَام كانت القبيلة اليمنية تتميَّزُ بالمناقِبِ الحسنة والصفات الحميدة.

 

عندما اتجهت أنظارُ الغزاة والمحتلين لغزوِ هذا البلد الطيِّب طمعاً في ما يتميز به من موقع استراتيجي هام وثروات كبيرة لا زالت في باطنِه كانت القبيلةُ اليمنيةُ هي الدرع الواقي لهذا البلد بإبائها وحريتها ورفضها للضيم والخضوع للأجنبي، وقد كان للاحتلال العثماني دروسٌ مع هذه القبيلة، وغير بعيد ما حصل للبريطانيين الّذين ذاقوا الويلاتِ وتكبدوا خسائرَ كبيرةً، وكان الرابع عشر من أكتوبر شرارةَ ثورة يمنية أصيلة جعلت البريطانيين يراجعون حساباتهم، وكان الثلاثون من نوفمبر هو يومُ الجلاء للجنود المحتلين لهذا البلد العظيم.

استمر عطاءُ القبيلة اليمنية مع الكثير من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ممَّن حكموا اليمن وواجهوا الضلال والغزاة كالإمام القاسم بن محمد الذي واجه الأتراك وجاهدهم حتى تم طردُهم من أرض هذا الوطن الطاهر، وغيره الكثير حيث كان دورُ القبائل اليمنية لا غبارَ عليه.

عندما تغيَّر نظام الحكم في اليمن وأصبح بالشكل الذي ينسجِمُ مع أطماع الطامعين عمدت تلك القوى التي لها مطامعُ استعمارية وعبر أدواتها إلَـى تفكيك النسيج الاجتماعي للقبيلة ومحوِ الصفات القبَلية العريقة، حيث كانت هناك حملة ممنهجة لتشويه القبيلة باعتبارها مظهراً للتخلف وما إلَـى ذلك من العناوين الزائفة، واستمرت الحربُ الناعمةُ ضد القبيلة وقيَمِها الأصيلة وكان لها مآسٍ كبرى، ونتائجها حتى اليوم ماثلة أمامنا عندما تعرَّض الوطن لهجوم عاتٍ وشرس من قبل أشرار العالم وعبر أدواتهم في المنطقة، فرأينا في أوساط هذا المجتمع من يقف معهم ويؤيّدهم، بل ويقاتل أبناء جلدته؛ خدمةً لهم، وهانت عليه نفسُه ووطنه وشمائله السامية بأن باعها بالقليل من المال المدنَّس وتخلى عن تلك القيم الأصيلة التي سطّرها التأريخ للقبيلة اليمنية.

لقد تجلت لنا بكل وضوح خطورة تلك الهجمة الكبيرة على القبيلة اليمنية وموروثها القيمي والحضاري والنضالي حتى وجد العدو في أوساطها منفذاً للدخول منه؛ بهدف القضاء على ما تبقى من قيمنا العريقة.

لكن مهما يكن ذلك فالوعي بحمد الله يتنامى في أوساط الناس، الذين يجب عليهم أن يعودوا إلَـى تأريخهم وأن يتحلوا بتلك الصفات التي كانت تنبذُ الخائنَ والعميل، وتُجِرِّمُ موقفَه، وتجعلُه شخصاً منبوذاً داخل المجتمع حتى يعود إلَـى صوابه ويدرك خطورة ما يقوم به من معايب تخل بسُمعته وسُمعة القبيلة التي ينتمي إليها، ويدرك أنه كان ضحيةً لتلك الهجمة الكبيرة التي تستهدفُ ما يمكن أن نسميه "كي الوعي" وتسطيح التفكير السليم، بحيث يبقى المتلقي أداةً يُسيِّرها أصحاب تلك الهجمة وينفذ ما يُملى عليه منهم، ويصير عبداً ذليلاً بيد أعداء وطنه وأمته.

 

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024