بيان ملتقی التصوف الإسلامي بشأن اغتيال شيخ الطريقة القادرية في مدينة عدن

بيان ملتقی التصوف الإسلامي بشأن اغتيال شيخ الطريقة القادرية في مدينة عدن

بيان ملتقی التصوف الإسلامي بشأن اغتيال شيخ الطريقة القادرية في مدينة عدن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي المؤمنين , والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وإمام المرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وآله نجوم الدين ، وصحابته الراشدين .
وبعد :
فإننا في ملتقى التصوف ، ونحن نكتب هذا البيان بحبر سكبناه من عبرات عيوننا على إثر المصاب الجلل الذي أصاب الأمة الإسلامية بثلمةٍ لا تسد .
إنه اغتيال الشيخ العلامة علي عثمان محمد / شيخ الطريقة القادرية أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر ، والسبحة في يده ، والتي أبت أن تفارق تلك الأنامل الناطقة لله بالوحدانية , كان ذلك الحادث الإجرامي البشع يوم امس الاثنين 25 ربيع الأول 1437 هجرية ، في مدينة عدن من قبل دواعش بني سعود .
معزين أنفسنا بذلك أولاً , ومقدمين العزاء ثانيا ًإلى أسرة الشيخ ومريديه , وإلى جميع مشائخ الطرق الصوفية ومريديهم .
إنها جريمة رجفت لهولها الأرض , وبكت لها السماء ، أسىً وحزنا على فقد ولي صالح , وزاهد لله ذاكر , ومربٍّ فاضلٍ ، في زمن عز فيه نظراؤه ، وندر فيه قرناؤه !
لقد انطفاء أحد المصابيح التي طالما استنارت القلوب بإشراقات أرواحهم ، واستضاءت الأفئدة من سنا سمتهم ، ولا تعشى من أنوارهم إلا بصائر أهل النفاق !
سادتي الكرام :
إن عملية استهداف العلماء وأساتذة التربية الصوفية , لتقدم لنا صورة واضحة عن ماهية المشروع الذي ترعاه مملكة قرن الشيطان ، والذي تحاول فرضه على هذا البلد , باستهداف أولياء الله الصالحين ، قتلا للأحياء ، وهدما لآثار الموتى .
إنه مشروع الفوضى الخلاقة ، الذي رسمته دوائر المخابرات الصهيو أمريكية , لتمزيق الأمة والقضاء عليها , والتي جعلت من ارض الجنوب عامة ومن مدينة عدن خاصة مسرحا لتنفيذه ، تحت مسمى الشرعية الزائفة التي يقبع في رأسها بومٌ ملطخ بالدماء الطاهرة ، ومنجس بالعمالة الغادرة ، ومطلوب للعدالة لنهبه ثروات البلاد وتدميرها .

إن التصوف روح الدين , ورجاله هم خط الدفاع الأول في الأمة الذي سقطت أمامه كافة المشاريع الاستعمارية في القرون الماضية !
لقد كان شيوخ الصوفية ومريدوهم ، هم حملة راية الجهاد ، وقلب المقاومة الذي أذاق المستعمر ويلات الهزائم ، وكبدهم الخسران والهوان , ليرحل المستعمر بعد ذلك مذموما مدحورا .
ونحن هنا ومن هذا المنبر ندعو كافة الأحباب في جميع المشارب الصوفية إلى التآزر والتعاضد والتكاتف لمواجهة هذا العدوان بشقيه مملكة قرن الشيطان وعبيدها داواعش الأمريكان , والوقوف في صف جيشنا ولجاننا الشعبية ، حماة الوطن والدين ، الذين يقدمون في كل يوم أروع التضحيات ، واجمل الانتصارات دفاعا عن هذا البلد وحمايته من هذا الرجس الشيطاني .
أيها الصوفي كن لبيبا فطنا ، فلا ينفع السكوت بدعوى اعتزال الفتنة , لان السكوت رضا بالفتنة , وهو خذلان للحق ونصرة للباطل بعينه , ثم إن السكوت لن يخرج أهله من دائرة الاستهداف الداعشي ,
لأن حملة الفكر التكفيري كما وصفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : سفاكون للدماء ، لا يرعوون عن قبيح . فهم أعداء الإنسان المسالم أياً كان مذهبه ودينه . 
ورحم الله سيدنا المجاهد العارف بالله / عبدالله علي الحكيمي الداعي لنصرة الحق ورفض الباطل ، حيث قال : حرام ، حرام ، حرام على المسلم الصوفي ، وغير الصوفي أن ينظر لإخوانه يعذبون ويمزقون شر ممزق , ثم لا يأمر بالمعروف ، ولا ينهى عن المنكر , وكيف به إذا نصر الظلم ، وعاضد الظالمين ؟ !

صادر عن ملتقی التصوف الإسلامي. 
25 ربيع الأول 1437هـ 
الموافق 5 يناير 2016 م

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024