نص حوار رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام مع قناة المسيرة

نص حوار رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام مع قناة المسيرة

– بداية كيف تقيّمون ما تم الخروجُ به حتى اللحظة، هل سقفُ توقعاتكم ينسجِمُ مع هذه النتائج التي تم الوصولُ إليها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية دعني أقدِّمْ الشكرَ والتقديرَ للوفد الوطني على الدور الذي قام به، في جهوده الجبّارة، وهو في مختلف اللجان، الأسرى والمعتقلين، المِـلَـفّ الاقتصادي، تهدئة الحديدة، تهدئة تعز، الإطار العام، لجنة البنك المركزي، أَيـْـضاً الجانب الاقتصادي، الجميعُ أَيـْـضاً قام بدور جبّار وبتفانٍ كبير، وبإخلاص وصدق، يحدوهم إلى ذلك مستوى ما يعانيه الشعبُ اليمني من معاناة إنْسَانية كبيرة جداً، معاناة اقتصادية، حرص على السلام، كذلك الشكر إلى الوفد الإعلامي الذي رافق هذه المشاورات والذي كان له زخمٌ كبيرٌ جِــدًّا بتغطية، بنضال بكفاح، بإيصال الحقيقة بتقديم الكلمة الصحيحة والصادقة والموقف والخبر، كذلك إلى أبناء الوطن الموجودين في الخارج الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ جداً في الرفد، وللحضور في هذه المعركة السياسيّة، كذلك الشكر إلى كُلّ القنوات الصديقة والعزيزة والإخوة في الاتّحاد، كُلّ الشرفاء الذين وقفوا إلى جانب مظلومية اليمن في إحدى معاركة الأساسية وهي المعركة الدبلوماسية في هذه المشاورات.

سقفُ توقعاتنا، دعني أقول لك: إننا جئنا إلى هنا ولدينا توجُّهٌ من قِبَلِ القيادة السياسيّة والقيادة الثورية والشعبيّة في اليمن إلى أن نصلَ وأن ندخل إلى الإطار السياسيّ بمعنى أن ندخُلَ من مرحلة العمليات العسكريّة والحرب إلى مرحلة العمل السياسيّ ولو في إطار شيء متفق عليه، هذا كان هو سقف تطلعنا أن تتوقف معاناة شعبنا اليمني في الجانب الإنْسَاني، أن يُفتحَ مطار صنعاء، أن تُصرف مرتبات اليمنيين، أن لا تكونَ هذه المِـلَـفّاتُ خاضعةً للمقايضة، هذه ليست مِـلَـفّات سياسيّة، لا يمكن أن يكسبَ بها أحد، هذه مِـلَـفّاتٌ إنْسَانيةٌ يجبُ على الجميع أن يذهبَ إلى حلحلتها، بالتأكيد نحن خُضنا جولةً كبيرةً جداً ومشاوراتٍ قد نكون وُفِّقنا في تقديم بعض الخطوات، كنا أَكْثَــر إنصافاً بشهادة العالم بأسره، بشهادة الأمم المتحدة، بشهادة السفراء، وبشهادتنا نحن باعتبار أننا كنا لا نسمعُ من الطرف الآخر إلا كلمة لا، لا، لا، لا يوجدُ لديهم أفكار، تلك الكلمات التي تسمعونها في الإعلام والميليشيات والانقلاب والحوثي والإيراني، وهذا لُغة حوار؟! نحن كنا نتسلح بالوعي نتسلح بالمسؤولية نحن كنا نتطلع للمستقبل ولا نتطلع للماضي وللأسف يعني في كُلّ الأحوال، نحن كنا جاهزين في مستوى الإطار العام، جاهزين في مسألة البنك الاقتصادي، وجاهزين في فتح مطار صنعاء، وقدمنا الكثير من التنازلات، وكنا نحظى بدعم كبير جداً من قبَل القيادة السياسيّة في صنعاءَ والقيادة الثورية في اليمن التي واكبت هذه العملية بشكل دقيق جداً وبشكل مواكبٍ إلى مستوى، إلى الفجر أحياناً ونحن نتابع الكثير من المِـلَـفّات.

نحن قد لا نكونُ وُفِّقْنا في كُلّ هذه الأشياء، لكن الأمر ليس بيدنا نحن كان لو الأمر بيدنا كنا نحن وصلنا إلى هذا الاتِّفَـاق، لكن للأسف ما زالت هناك رغبةٌ لدى الطرف الآخر، وفي الواقع ليس الطرف الآخر إذَا ما شئنا أن نقولَ لك إننا لم نجرِ أي حوار مع الطرف الآخر، كان حوارُنا مع سفراء الدول دائمة العضوية ومع الأمم المتحدة.

 

 – في هذا السياق كيف كان يجري هذا الحوار؟ مع من كنتم تتحاورون يعني بالأساس؟

كنا نتحاورُ مع لجنةٍ من قبَل الأمم المتحدة ومع المبعوث الأممي بالذات وبين يوم وآخر نجلسُ جلساتٍ مع السفراء، كلما حصلت معضلةً أَوْ توقفنا في مِـلَـفٍّ ما نجلس مع سفراء الدول دائمة العضوية في السويد، هذا هو الحوار الذي كان يجري معهم.

الطرفُ الآخر حسب معلوماتنا ومعطياتنا ونحن كنا موجودين في هذا القصر يذهبون للتفاوض مع السفير السعوديّ والإماراتي والأمريكي لم يكن هناك الطرف الآخر طبعاً، لا يعني أننا نريدُ أن ننتقصَ من الطرف الآخر، لكن هذا هو التحقيق هو توصيفٌ طبيعيٌّ للوضع القائم في اليمن من خلال الوضع الأمني والسياسيّ والعسكريّ، لا يوجد بيد إخواننا اليمنيين أي شيء، تحالفُ العدوان لديه ناطقٌ باسمه ولديه هو من يصرِّحُ بالتهدئات وهو من يصرِّحُ بالتصعيد وهو من يحدّد ساعاتِ الصفر وهو من يفتح المطارات وهو من يغلقها وهو من يسمح لما يسمى بالرئيس هادي بالوصول إلى عدن نعم أَوْ لا، المسألة لا يمكن أن يعطوهم شيئاً في الدور السياسيّ، هذه كانت إحدى المعضلات أنه نحن نتحاور مع أطراف لديها أطماعٌ دولية واقتصادية كبيرة ولديها أهدافٌ غير الأهداف التي كنا نسمعها، هل سمعنا نحن في جولة المشاورات إيران؟ هل سمعنا نحن في هذه الجولة الحديثَ عن العبارات الطائفية؟! لا، كان حواراً يركّزُ على قضايا جوهرية ومفصلية تتركز على جوانب نحن وضعناها كأجندة الإطار العام، الجانب الإنْسَاني المطار الرواتب الجانب الاقتصادي الإفراج عن الأسرى، فعموماً كان الحوارُ يجري بهذا الشكل، كنا نلتقي على هامش في المطعم في الطريق في الجولات، وكنا نلمَسُ منهم طرحاً إيجابياً من خلال نقاشاتنا الانفرادية معهم أَوْ حتى في الطعام خارج الطاولة، وما كنا نحن الذي طلب أَوْ رفض أن لا يكونَ الحوار بشكل مباشر، بالعكس نحن كنا نرى أن الحوارَ المباشرَ بعيداً عن إلقاء الخطابات والكلمات والمزايدات، الحوار المباشر العملي على مستوى رؤساء الوفود رؤساء اللجان، لاحظ مثلاً لجنة الأسرى والمعتقلين عندما يلتقي الرؤساء بالطرفين حصل نوع تقدم من قبل هذه المشاورات حتى أعلن عن الإنجاز قبل هذه الجولة، فنحن كنا نطرح هذا، فهذا هو طبيعة الوضع، الحوار هو مع المجتمع الدولي، المجتمع الدولي هل كان يذهبُ إلى طرف آخر غيرنا نحن؟ لا إيران لا عُمان لا روسيا لا الصين، مع احترامنا وتقديرنا لهؤلاء الأصدقاء الذين ليسوا بهذا المستوى من تفكير الطرف الآخر؛ لأَنَّنا نحن نحملُ قضيةً، ونحن عندما يأتي طرفٌ دولي ليساعدَنا نحن نشكُرُهُ على ذلك ونحن مَن نملكُ القضيةَ الوطنية ونحن وفدَنا هو من جاء من بين الشعب اليمني ليُقَدِّمَ هذه المعاناة، فنحن عندما كان المبعوث يصل إلينا من الطريق المسدود يتصلُ إلى صنعاءَ يتصلُ بالخارجية يتصل بالإخوة في اللجنة الثورية، هذا هو مستوى السقف الذي ممكن أن يتصلَ به الطرف الآخر.

 

– كيف كان أداء الوفد الوطني؟ والسفراء، مَن حضر من السفراء ومن لم يحضر في هذه المشاورات؟

أداءُ الوفد الوطني كان رائعاً ومتماسكاً بشهادة العالم أنه كان أَكْثَــر انسجاماً، كنا في النقاشات متفقين على كُلّ الخطوات، لا يوجدُ شيءٌ ممكن أن نختلفَ عليه، السفراء الذين كانوا حاضرين هم سفراء الدول الدائمة العضوية والسويد، وكان يحضر دول ما تسمى بالتسع عشرة، ومرة 23 والآن السفراء 25 واليوم ربما كان أغلب سفراء الدول الأبرز في العالم كانت موجودة معنا في هذه الجلسة.

 

– فيما يتعلق بمِـلَـفّ الحديدة وهو الأبرزُ المُعلَنُ عنه حتى اللحظة طبيعة، ما تم الوصول إليه يعني إحاطة لما تم التوصل إليه أَوْ البنود التي تم إعلانها فيما يَخُــصُّ هذا الاتِّفَـاق؟

في محافظة ومدينة الحديدة، في البداية كان هناك اتِّفَـاقٌ، أَوْ سُلِّمَت إلينا ربما صورتان إلى ثلاث ورق، وكنا نجري تعديلاتٍ حتى وصلت إلى الصورة الأخيرة، الاتِّفَـاقُ الذي حصل في محافظة ومدينة الحديدة كان من خلال جلسات مكثّفة مع الجانب الإنْسَاني، مع منظّمة الغذاء العالمي مع الأمم المتحدة ومع السفراء، كنا نحن نعطي الحديدةَ أولويةً، ولو تلاحظ مسارَنا نحن في الحديدة بدأ على النحو التالي عندما بدأت الحربُ قبل تقريباً عام أَوْ عام ونصف، وبدأ الحديثُ عن الميناء أن الميناء يدخل منه أسلحة والإيرادات تذهبُ لمجهود عسكريّ، قدمنا مبادرةً وطلع السيد عبدالملك في الإعلام وأعلن عن هذه المبادرة التفصيلية؛ حرصاً منا لتجنيب محافظة الحديدة أيةَ أعمال عسكريّة؛ لأَنَّ الأعمالَ العسكريّةَ في الحديدة تعني بسهولة تدمير أهم الموانئ اليمنية التي تغذّي اليمن بأهم الأساسيات اللازمة للطعام والدواء والمشتقات النفطية والمساعدات الإنْسَانية، للأسف تجاهلوا هذه المبادرة رغم أن المبعوثَ الأممي في مطلع العام بعد تعيينه تقريباً بشهرين ذهب إلى صنعاءَ والتقى بالقيادة السياسيّة هناك وناقش تفاصيلَ هذه المبادرة لأَكْثَــرَ من مرة، كم جاءت من جولات التصعيد؟ الجولات كثيرة جداً وصلت إلى طريق مسدود.

في الأخير طُرحت جولةُ مشاورات في سبتمبر وهم عرقلوها ولم يكن فيها المِـلَـفّات التي كنا نريدها الآن في الإطار العام في المِـلَـفّ السياسيّ في أيضاً في جانب الحديدة مع أنهم هم من عرقلوا، نعم بلا شك ما طرح هذه المرة أَكْثَــر، وجوهر ما طرح هذه المرة، فبعد ذلك جاءت الأمم المتحدة مجدّداً وطرحوا موضوعَ الحديدة وأضافوا أنه لا بـُـدَّ أن يكونَ للأمم المتحدة دورٌ محدّدٌ في المدينة على أساس أن هناك أعمالٌ إنْسَانية مخازن كبيرة جداً للمنظّمات.

 

– رفضوا المبادرة والدور الإشرافي بالنسبة للأمم المتحدة؟

هم لم يرفضوا، الطرفُ الآخرُ هو الذي رفض، الأمريكي والبريطاني بشكل أدق هو مَن رفض؛ لأَنَّهم كانوا يظنون أن مثلَ هذا الاتِّفَـاق بهذا الشكل لم يعد فيه شيء وهم عملوا تصعيداً منذ شهر رمضان المبارك حتى الآن، إذَا ما شِئنا نتحدث عن التصعيد الكبير جداً في محيط مدينة الحديدة وصلوا إلى طريق مسدود، العالَمُ اعترف أن هذه الحربَ على الحديدة حرب مدمّرة وغير مفيدة، عندما جئنا للنقاش كان الطرح أنه لا بـُـدَّ من انسحاب للطرف الآخر وأن يكونَ هناك ما تسمى الشرعية وتارةً أن يكون هناك السلطات مما قبل 2014 وما شابه ذلك، نحن طرحنا عليهم هذا، هذا غير منطقي عندما تقولون السلطات الموجودة قبل 2014 يعني محافظ آخر الذي كان موجوداً بموجب اتِّفَـاق السلم والشراكة، قالوا نعم قلنا إذاً لماذا لا يكون اتِّفَـاق السلم والشراكة في صنعاء ما هو الذي يمنعُ حتى هذه التضاربات داخل الوفد الذي يمثل الرياض؟ كان ينكشف طرفٌ منهم يريدُ اتِّفَـاق السلم والشراكة وطرفٌ آخر يرى لا مصلحة له من ذلك، طرفٌ ضد الإمارات وطرف مع السعوديّة طرف آخر له مواقفُ دولية، طرفٌ آخر له مواقفُ شخصية فقط من هذه المعركة، فعموماً ما وصلنا إليه، أزلنا كُلّ هذه الإشكالات وكانت الأُسُسُ التي انطلقنا عليها في اتِّفَـاق الحديدة هو أن ترتفعَ القواتُ العسكريّةُ التي وصلت إلى محاذاة المدينة؛ باعتبارها قوات غازية.

الخطوة الأولى تأتي في الميناء وتفتح الطرق الأساسية باعتبارها جوانبَ إنْسَانيةً، ما مفترض حتى نحن نتفاوض عليها، طبعاً كُلُّ هذا بعد إعلان وقف العمليات العسكريّة بشكل كامل، وتحدّدُ لجان كيف تتم هذه الاكتفاء.

المرحلة الثانية لا يكون في مدينة الحديدة أية مظاهر عسكريّة، بمعنى أن الحديدة لم تعد تحت التهديد من قبل أي طرف، هذا تحدّدُه لجنة، حتى نحن لما طرحنا على الأمم المتحدة في الجلسة السابقة، فترةُ المرحلة الثانية 45 يوماً، طرحنا نحن 60 يوماً، ثم لما رفعنا إلى القيادة قالت لا، أسبوعين ممكن، لا بـُـدَّ من أن يكون هناك ما يطمئن، ويؤكّد أن الطرفَ الآخر يزيلُ التهديد الكلي في جنوب مدينة الحديدة، كيف يزال هذا التهديد؟ بمستوى التغطية النارية تحدّدها لجان ميدانية.

خلاصةُ ما جرى في الحديدة، دورٌ إشرافي رقابي للأمم المتحدة في الموانئ، وفيما يخُصُّ الإيرادات تكون الإيرادات تذهب إلى البنك المركزي اليمني، من خلال بنك الحديدة كما هو يجري في المعتاد، وتُصرف الرواتب وفقاً لما سينظّمه الاكتفاءُ الاقتصادي، بالنسبة لمدينة الحديدة.

 

– بمعنى هذا الاتِّفَـاق لا يشمل إيرادات بجانب التفتيش؟

نحن طرحنا موضوع الإيرادات وحتى هي من إحدى النقاط التي طرحناها، أن الاتِّفَـاق هذا يكون ضمن معالجة مشكلة المرتبات، وليس منفصلاً عنها، فاللجنة الاقتصادية لم تكمل خطواتها، نحن تحدثنا عن الميناء، الابتعاد عن الخطوط الرئيسية من جنوب المحافظة، ووقف عمليات عسكريّة بشكل كامل، تنظّم في مرحلة محدّدة، المرحلة الثانية، يكون هناك انسحاب من جنوب المحافظة بشكل أَكْبَــر، المظاهر المسلحة العسكريّة في الحديدة أَيـْـضاً ترتفع من قبل سلطة صنعاء، وبهذا تصبح مدينة الحديدة لا يوجد فيها ما يستدعي عملاً عسكريّاً، تبقى السلطة المحلية، وهنا خضنا معركة كبيرة جِــدًّا في قضية من تكون السلطات المحلية، استطعنا أن نثبت؛ باعتبار أن منطقنا هو منطق الحق، ومنطق العقل، أن تكون السلطات المحلية هي السلطات الرسمية الموجودة في محافظة الحديدة حاليا وهي من تتولى الإشراف على الأمن، على الطرق، على المباني، على المنشآت وبالتنسيق مع الأمم المتحدة فيما يَخُــصُّ دورها في المدينة؛ لأَنَّه عندما وجدنا نحن من خلال الخرائط لدى الأمم المتحدة، مخازن موجودةٌ في ضواحي الحديدة، طبعاً هنا في هذه الزاوية الأمم المتحدة قدمت خرائط للانتشار العسكريّ، وجدنا أنها غيرُ صحيحة، ثم لما أرسلناها إلى صنعاء سلّم لنا وزارة الدفاع خرائط أَكْثَــر دقة عن مستوى الانتشار العسكريّ في كُلّ نقطة، بل وأسماء تلك الألوية الموجودة، ومن هم القيادات التي فيها، ومن هم العناصر السلفية والقاعدية الموجودة، لدى وفدنا كان من المعطيات والمعلومات الشيء الكثير جِــدًّا.

هذا هو الاتِّفَـاقُ، إذَا ما شئنا أن نتحدثَ عن الاتِّفَـاق في أُسُسٍ بوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة على مرحلتين، أن يكون هناك فيما يخُصُّ الإدارةُ الجانب الأمني المتواجد، في الموانئ يكون التنسيق مع الأمم المتحدة عن مستوى الحاجة، ما هو الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة، طبعاً هنا نتحدث عن مستوى التفتيش والإيقاف والعرقلة للسفن التجارية المتجهة إلى اليمن، لا يجب أن يكون هناك أي مكان آخر.

 

– مثلما كان حاصلاً؟

نعم، كما كان حاصلاً، إذَا لديكم تفتيش، إذن نحن لماذا أعطينا الأمم المتحدة هذا الدور! طبعاً في هذا الاتّجاه نحن نعتقد أن الطرف الآخر لم يكن قابلاً بالمطلق وإنما تدخلت الدول الكبرى لإقناع الطرف الآخر، طبعاً لأسبابٍ أُخْــرَى، ليست لأسباب حرصهم علينا ولا على الطرف الموجود في صنعاء، لكن لإدراكهم أن معركة الحديدة فشلت عسكريّا، وأية معركة أُخْــرَى في الحديدة هو تدميرها، ثم ماذا بعد تدميرها؟ ليسوا قلقين من هذه الزاوية، أنهم سيتحملون أمام شعبنا اليمني بالكامل، بالمطلق المسؤولية التأريخية، الكلفة الباهظة ستكون عليهم، ونحن قلنا لهم بصريح العبارة، قدمنا تنازلات كبيرة؛ حرصاً منا على الأمن والاستقرار وعلى تجنيب محافظة الحديدة هذا الصراع، لماذا؟؛ لأَنَّنا نريد أن لا يكون هناك مشاكل يعاني منها كُلّ اليمنيين، نحن نعتز ونتشرف ونفتخر أن يكون أمامنا إرضاءُ شعبنا اليمني، وليس الإماراتي، وليس السعوديّ، وليس الأمريكي أَوْ البريطاني، هذه مسؤوليتنا نحن، ولا يجب أن نكون بهذا المستوى من المسؤولية؛ لأَنَّ من يعاني في اليمن أغلبية الشعب اليمني يعاني، حتى الطرف الآخر، حتى الذين في الجنوب في الوسط من أين يأكلون، من أين تأتي الحبوب؟ من أين تأتي المشتقات النفطية بكثافة؟ من أين تأتي المساعدات، من ميناء الحديدة؟ وكنا نطرح عليهم، لماذا لا تدخل ميناء عدن وميناء المكلا في مسألة الترتيبات أَيـْـضاً، هم لا يمكن، حتى عندما يقولوا لا بـُـدَّ أن الطرف الآخر يستلم، يستلم أَوْ يسلم لمن؟ السؤال الذي يطرح نفسه لماذا؟ هم فشلوا في إدارة ميناء عدن، نأتي لنسلم لهم فشل إدارة ميناء الحديدة! هذا غير مقبول، الدورُ الذي تقوم به الأمم المتحدة عمليا هي تقوم به الآن من خلال المنظّمات الإنْسَانية، من خلال، هي تقوم به بهذا الشكل، طبعاً كُلّ هذه الخطوات التي قدمناها هو من أجل تجنيب مدينة الحديدة هذا الصراع الموجود، ومن أجل أن نحقّقَ خطوةً من أجل السلام، السلام هو مطلبنا، ثم بعد ذلك ماذا يحصل، في حال استمروا في العدوان، واستمروا في المعركة في الحديدة، هل سيأتي أحد في العالم، وخَاصَّــة من أبناء شعبنا اليمني ليقول، لماذا أنتم لم تقدموا انتصاراً، نحن طرحنا هذا للسفراء، لم يعد بعد ما قدمناها أية خطوة يمكن أن نقدمها، نحن لا نريد هذه الحرب، لا نريدها بالمطلق، لا نريد إغلاقَ الموانئ، لكن إذَا استمروا هم بهذه المعركة فالشعب اليمني قادر ولديه الحضور الكامل، نحن نتسلح بأمرين مهمين، القضية، رسالة القضية، ومسألة وعي شعبنا اليمني، مسألة الاعتبارات الأُخْــرَى نحن نرى أننا أصبحنا أَكْبَــر منها، وأنه يجب أن يكون لدينا نحن فهم لأبعاد ماذا يريد الطرف الآخر، عمليا الطرف الآخر فشل اليوم عسكريّا في الحديدة بشهادة العالم، فشل، أليس من الواجب أن نحافظ على مدينة الحديدة من التدمير وأن نتحَــرّك إلى مثل هذا الاتِّفَـاق.

تلاحظ أَيـْـضاً في هذا الاتِّفَـاق فيما يخُصُّ تعزيز وجود موانئ الأمم المتحدة في المدينة والموانئ، التزام الأطراف بتسهيل عمل الأمم المتحدة، تسهيل حركة المدنيين والبضائع من وإلى الحديدة، نحن لم نتحدث عن مدينة الحديدة.

 

– بمعنى أن دور الأمم المتحدة هذه المرة سيكون أَكْثَــر؟

لا، نحن عندما نتحدَّثُ عن الممرات الآمنة، نحن نحمي الممرَّ المتجهَ من الحديدة إلى خط صنعاء، إلى العاصمة، يجب أن يكون آمناً، بدون أي قصف، بدون أي استهداف، الخط الآخر المتجه إلى محافظة تعز يجب أن يكون آمناً؛ لأَنَّها ممراتٌ إنْسَانية غذائية آمنة للمسافرين وللمواطنين، والطريق الآخر المتجه إلى محافظة حجة وإلى محافظة صعدة من شمال مدينة الحديدة، كذلك نحن عندما نتحدث عن مسؤولية أمن مدينة الحديدة، على من يقع؟ تقع مسؤولية أمن مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى على عاتق قوات من؟ الأمن المحلية، اليمنية وفقاً للقانون المحلي، البقية هو إعَادَة انتشار، إعَادَة تموضع، إعَادَة إعطاء دور إداري للأمم المتحدة، على فكرة نحن من خلال تواصلنا مع صنعاء المعنيين أصبح مطلوباً منهم الدور الإداري في الميناء، لماذا؟؛ لأَنَّه بلا دور إداري في ميناء الحديدة تعطيه سفر من عشرة أيام، التجار يتحملون تكاليف باهظة في الأجور، تنعكس هذه الاجور على الشعب، التاجر يرفع في الأسعار، فلذلك نحن نعمل للتخفيف في ميناء الحديدة، ونحن أثبتنا للعالم أن ميناء الحديدة ميناء سلميا، لم يدخل منه سلاح، والإيرادات نحن حريصين قبل أن تأتوا لتتحدثوا عنا، أن تذهب إلى معاشات.

 

– فيما يتعلق بوقف إطلاق النار على مستوى الحديدة، المحافظة والمدينة، يشمل ذلك عمليات القصف، الغارات التي يقوم بها العدوان السعوديّ الأمريكي؟

نحن تحدثنا عن وقف للحرب، بكل أنواع الحرب، الجوية والبرية والبحرية، بإيقاف كامل للعمليات العسكريّة، لا يوجد طرفٌ مستعدٌّ أن يذهبَ إلى ترتيبات مع استمرار الغارات، هذا الشيء لا يمكن، هذا أمر مفروغ منه، وفي هذا البند الأول وقف فوري لإطلاق النار بشكل كامل شامل، العمليات العسكريّة بشكل كامل.

 

– الطرف الآخر يحاول أن يصيغ ما تم الاتِّفَـاق عليه في شكل انتصار، وهذا ما لاحظناه، أنه بحسب تصريحاتهم الصحفية، لماذا هذا النوع من السلوك واللجوء إلى مثل هذه الممارسة، هل سيؤثر هذا لاحقاً على ما يمكن أن يتم الاتِّفَـاق عليه فيما يَخُــصُّ الاتِّفَـاقات التي لم يتم الاتِّفَـاق عليها؟

الإفراجُ عن الأسرى والمعتقلين انتصار لمن؟ انتصار للشعب اليمني، انتصار للإنْسَانية، إيقاف العمليات العسكريّة في الحديدة هو انتصار لمن؟ انتصار للشعب اليمني أولا وانتصار لأبناء الحديدة ثانياً، وانتصار لكل الأحرار والشرفاء في اليمن، من يتحدث عن هذه العناوين هو يحاول أن يظهرَ خلافَ نتيجة ما حصل، هم كانوا ضد الاتِّفَـاق بالمطلق وهذا شيءٌ معروفٌ، نحن ننادي بإيقاف العمليات العسكريّة منذ زمن، نحن من نادينا، نحن من قدمنا مبادرات من قبل سنة وسنتين، ثم نحن اليوم بمستوىً عالٍ جِــدًّا، نحن بلا شك ذهبنا إلى اتِّفَـاق فيه الكثير من العمل الدبلوماسي، والعمل الذي لا يمكن أن تحصل على كُلّ الأشياء بالطريقة التي لا يكون فيها مثلاً دور للأمم المتحدة، أَوْ تحييد للعمل العسكريّ، إلا وأن تحرص بشكل كامل على أن تحيد هذه المدينة، السؤال الذي يطرح نفسه، هل لدى وزارة الدفاع والجيش والأمن واللجان الشعبيّة مصلحة لإبقاء انتشار عسكريّ في الحديدة؟ لا، من متى بدأ الانتشار العسكريّ؟ من عندما جاءت الحرب، أن يقول الطرف الآخر هذا شأنه، نحن لدينا اتِّفَـاق يفسر نفسه بنفسه، قل ما تشاء هذا شأنك، أن تعلن انتصاراً يعني أنك بلا مسؤولية، وهم تعروا أمام شعبنا اليمني، نحن نقول نعم، من أجل شعبنا اليمني نحن نذهب لوقف الحرب، لم نكن نريد وقف الحرب في الحديدة فقط، كنا نريد وقف الحرب في اليمن، وهذا الإطار العام الموجود أمامي يتحدث عن ماذا، في أول نقطة فيما يَخُــصُّ الترتيباتِ الأمنية أن يكون هناك وقفٌ شاملٌ وكامل للعمليات العسكريّة في ماذا؟ في اليمن بشكل كامل، وقف كامل، في هذه النقطة، الترتيبات العملية، النقطة الأولى، وقف كامل وشامل في جميع أنحاء اليمن، ووضع حَــدّ نهائي وشامل للحرب في اليمن بما في ذلك أمن واستقرار اليمن والمناطق أَيـْـضاً المجاورة، هذا كان هدفنا، أن يكون هناك في اليمن إيقاف شامل للحرب، لم نحصل عليه؛ بسببِ تعنت الطرف الآخر، ما هو الذي يجبُ أن نعمل، كنا بمستوى كبير جِــدًّا وعال من اليقظة والحذر في الحديدة أولاً؛ لأَنَّه نحن حتى عندما أعلن الاتِّفَـاق بدأوا هم بإطلاق النيران، بدأوا بإطلاق القذائف، لماذا؟، ليعبروا عن الغضب، أين سيذهبون بـ37 ألفَ مرتزِق؟ خلفهم 6 آلاف سوداني، وآلاف من الإماراتيين؟ أين سيذهبون بهم؟ أين سيذهبون، هل هو انتصر بأن أدخل هذه الجحافل لتدمير الحديدة؟ لا، ولا يمكن أن نقبل بذلك، نحن نطالب بخروج لقوات الأجنبية من اليمن ووقف الحرب ونحن سنتفاهم مع اليمنيين، نحن الآن الحديدة، هذا نموذج مصغر للاتِّفَـاق، سلطات محلية موجودة في الحديدة، الموجودة في الحديدة بالسلطات المحلية في الحديدة هي التي ستشرف محليا، ليس هناك حاجة، هل هناك مثلاً انتشار في داخل مدينة إب، انتشار عسكريّ؟ في صعدة انتشار عسكريّ؟ في عمران انتشار عسكريّ؟ لا يوجد، سلطات محلية تقوم بدورها في حماية الأمن، هذا ما نريده في هذه المحافظات، هم جاءوا بالحرب إليها اضطر الجميع؛ لأَنْ يهب بمن فيهم أبناء مدينة ومحافظة الحديدة والساحل الغربي بالكامل، هم أوائل من انتصر لهذه القضية، وأنا هنا أقدم شكر لأبناء الساحل الغربي وأبناء تهامة الذين وقفوا على مرحلة تأريخية ربما هي من الأساسيات الأولى، ان يقفوا بمستوى كامل ضد الغزو والاحتلال، ها هم اليوم يتوجون هذا الانتصار لليمن، الانتصار للإنْسَانية، الانتصار لكل مواطن يمني، أن يكون ممراته الإنْسَانية والاقتصادية آمنة.

 

– بالعودة إلى ما يتعلق بالتهدئة في محافظة الحديدة، لعل هناك الكثير من التفاصيل يجب الوقوف عندها، من ضمن ما يتم الوقوف عليه، هل تم التوقيع على الاتِّفَـاق إذَا لم يكن هناك توقيع على الاتِّفَـاق متى سيتم التوقيع أولا؟

دعني أُلْفِتُ النظرَ أَيـْـضاً إلى قضية مهمة وهي أن الطرف الآخر هو يعلنُ أنه انتصر بهذا الاتِّفَـاق، هذا شيءٌ جميلٌ، هذا شيء جيد، لماذا لا تعلن وقف العمليات العسكريّة؟ لماذا؟ لماذا استمرار القصف حتى اللحظة، لماذا استمرار، إذَا كان الأيام، لا أقول الأيام، ولكن الساعات القريبة القادمة ستكشف الحقيقة، نحن ندعو الجميع وخَاصَّــةً نحن كيمنيين أن ندرك أبعاد ماذا يريد الطرف الآخر، يريد إفشالَ هذا الاتِّفَـاق؛ لذلك لم يوقع معنا هذا الاتِّفَـاق، هو عندما، نحن طلبنا توقيع هذا الاتِّفَـاق؛ لأَنَّ الاتِّفَـاق ينص على أنه وقف فوري، فور التوقيع، نحن كنا جاهزين للتوقيع، الطرف الآخر هو الذي رفض أن يكون هناك توقيع لهذا الاتِّفَـاق، ولذلك نحن نقول ممتاز، ذهبنا إلى اتِّفَـاق جيد، اتِّفَـاق يجنب مدينة الحديدة هذه الحرب، يجنب المدنيين هذه المأساة والمعاناة على مستوى اليمن، أعلن وقفا للعمليات العسكريّة في مدينة الحديدة كما هو مطلوب، وهو مطلبنا الآن، إذَا لم تعلنون إيقاف للعمليات العسكريّة بناءً على ما تقولون أنتم فهذه هي المشكلة الحقيقية.

 

– طيب، سؤال آخر في هذا السياق، لماذا لم تدخل المخاء، المناطق الساحلية التابعة لتعز ضمن هذا الاتِّفَـاق، بمعنى آخر ألسنا أمام اتِّفَـاق مجزأ إنْ صح التعبير؟

نحن لا نتعاطى مع المنطق، نحن لا نتعامل مع التعقل، لو كان هناك منطقٌ ما كانت حرب، لو كان هناك منطق ما كنا احتجنا إلى هذه المعركة اللحظية، ولذلك عندما كنا نتحدث، تحدثنا أَيـْـضاً عن بقية الموانئ في الحديدة حتى وإنْ كانت صغيرة، لو كان هناك منطق ما كان يدعونا مثلاً لأَن نتجه من مطار صنعاء مثلاً إلى مطار عدن، لو كان هناك منطق ما طلبوا منا أن يكون لهم دور، أَوْ ما هاجموا على مدينة الحديدة؛ باعتبار لديهم موانئ في عدن والمكلا، نحن نعتقد أن المسألة متعلقة في مدينة تعز، في السواحل هي متعلقة بالمحافظة، وهناك تهدئة في تعز مستقلّة عن الموضوع، في تعز أَيـْـضاً كان هناك المدينة والمحافظة، كان هناك تفاهمات، نحن كنا جاهزين إلى الوقف، هم في البداية طرحوا فقط أن يكون هناك عمل تهدئة لتستمر الحرب، وليس عمل تهدئة لتتوقف الحرب، نحن طرحنا على مستوى محافظة تعز، وأكيد في محافظة تعز بعض الموانئ، هم من رفض للأسف على مستوى المدينة وعلى مستوى المحافظة.

 

– إذَا انتقلنا فيما يَخُــصُّ مِـلَـفّ الأسرى، سؤال سريع، ما أبرز العراقيل التي واجهها الوفد الوطني في هذا المِـلَـفّ، نحن نتذكر أن هذا المِـلَـفَّ من أولى المِـلَـفّات التي واكبت الجولات الأولى، وكان هناك عراقيل مع أنه مِـلَـفّ إنْسَاني بحت؟.

في مِـلَـفِّ الأسرى أعتقدُ أن الجميعَ لاحظ أن اللجنة الوطنية للأسرى، إذَا ما تحدثنا عن اللجان الفنية، كانت لجنتين، اللجنة، لجنة الأسرى والمعتقلين هو لجنة لاقتصاد، وهما كانا من أفضل اللجان التي عملت فنياً في نشاطنا في هذه الجولة، حاضرين ببياناتهم، حاضرين بأوراقهم، حاضرين بكل الأفكار ومستحضرين، وقامت اللجنة الاقتصادية بتقديم عرض أمام سفراء الدائمين العضوية تقريباً لنصف ساعة كان من أفضل العروض التي قد قدمت عن وضع البنك منذ بدء الحرب والعدوان على اليمن حتى اللحظة، اللجنة الوطنية للأسرى كانت حاضرةً، بكشوفاتها، ببياناتها، بأسمائها، وقد لاحظتم أن الطرفَ الآخر قام بإعلان بيان في وسائل التواصل الاجتماعي، في الفيسبوك وغيره لمن لديه أي معتقل أَوْ أسير لدى الطرف الآخر أن يرسل باسمه، هذا مدخلٌ للعشوائية، وقد بدأت اللجنة بفرز هذه الأسماء، واتضح أنها أسماءٌ وهمية، وكان الهدفُ فقط أن يوجدوا عدداً أَكْبَــر من عددنا، وربما أنهم بذلوا جهداً مع الأمريكيين والبريطانيين ليشعروهم كم يوجد أسرى للطرف الآخر، حتى يقول نحن عدد أسرانا يزيد عنهم بألف، وكأننا في معركة، ودعني أقول لك إنه كان من الشيء المؤسف في اليومين الأول والثاني أن الأمم المتحدة أدخلتنا في معركة غير جيدة، في قضية الجانب اللوجستي ومن يتقدم ومن يتأخر ومن يطلع ومن ينزل وكم عددُكم، أشياء لا تؤكّد أن الطرفَ الآخر جاء للحَـلّ، يعني في اليوم الأول طلعت أنا واللواء جلال الرويشان إلى المبعوث وكنا حاضرين بأوراقنا، مستعدين مهيئين أننا سنناقش أجندة، جئنا لنتفاجأ أنه يقول الطرف الآخر، يقول لديكم عددكم أربعة، قلت، لم أعد حتى أنا وفدنا كم نحن! ولم نعد الطرف الآخر، ولا توجد مشكلة، فلتقوموا أنتم كأمم متحدة بإعطائهم أربعة، قال هم رفضوا، قلت أعطهم عشرة، أشياء فنية، ليست فنية، أشياء للأسف إذَا وصفتها بالتافهة لتعبر عن ضحالة الفكر، وقلنا نحن جئنا لنناقش قضايا سياسيّة كبرى، البلد يموت، البلد، الإنْسَانية، المجاعة، الفقر، البطالة، تأتي لنناقش كم العدد، دعم يأخذون كم ما يريدون، نحن لسنا خائفين من هذه القضية، قضايا شكلية، يعني أشياءَ، أعادونا بتذكيرنا كما كنا بالسابق، هذه أشياء ما كنا ندخل فيها، فليسوا، لم يكونوا حاضرين، كان لدينا لجان حاضرة، دعني أقول لك، أن الوفد الوطني القادم من صنعاء، مع بعض الشرفاء الموجودين في الخارج وزعوا أَكْثَــر من 1000 ذاكرة فيها صور وجرائم العدوان إلى كُلّ أنحاء العالم، ووزعت على وسائل إعلام، ووزعناها على السفراء، كان لدينا تقارير عن القاعدة، من أدق التقارير الاستخبارية التي تؤكّد أن القاعدة وداعش موجودة في الجبهات وبالاسم وبالرقم وبالصورة، بل وأثبتنا لهم أن القاعدةَ التي هي حتى أسماؤها في قوائم الإرهاب الدولية وأمريكا والخزانة موجودين يقاتلون، كنا حاضرين، مِـلَـفّاتُنا الإنْسَانية كانت موجودة، الصور كانت معنا، الجرائم كانت معنا، كُلّ الأفكار كانت موجودة، وكنا نحمل الرغبة لأَنْ نتجاوز هذه الأزمة، ندخل إلى مرحلة جديدة.

 

– طيب، فيما يتعلق بمطار صنعاء، وهو من ضمن المسارات التي كان هناك اتِّفَـاقٌ على فتح المطار لكن، بقي اختلاف على الآلية، الطرف الآخر تعنّت على نقطة بعينها، باتت أَكْثَــرَ وضوحاً وهي أن يبقى مطار صنعاء مطاراً على المستوى المحلي، لماذا هذا الإصرار وهذا التعنت بهذه الطريقة؟

هذا كان شيء مؤسف وسخيف وهي محاولة للعرقلة، نحن عندما نتحدثُ عن فتح مطار صنعاء الدولي، مطاراً به المعايير الأمنية واللوجستية أفضل من أي مطار آخر في اليمن باعتراف الجميع، ما هو يستقبلُ طيرانَ الأمم المتحدة، الطيران العُماني يهبط، الطيران الكويتي يهبط، الطيران الروسي يهبط، قرارُ غلق مطار صنعاء هو قرارٌ سياسيّ، الهدفُ منه الضغطُ على الشعب اليمني ليستسلم، ليس القرار ناتجاً أن المطار ليس صالحاً للاستخدام، ثم لما فتحوا قضية أن يكون المطار للرحلات الداخلية سألناهم إلى أين؟ قالوا إلى مطار عدن تحت السلطات، قلنا ليس لديكم سلطات، نقول للأمم المتحدة والسفراء ليس لديهم سيطرة على مطار عدن، وزير النقل التابع لما تسمى بالشرعية صرّح في وسائل الاعلام وهذا منتشر، نحن ليس لنا سيطرة على مطار عدن، يا رجل، إذَا كانت طائرة يمنية تحتاجُ إلى إذن من الامارات لتبيت يوماً واحداً في مطار عدن، هذه مهزلة، هذه كارثة، لن نقبل بها، هذه مقايضة سخيفة أن يكونَ مطار عدن، ثم لماذا نذهب إلى مطار عدن؟ لساعتين أَوْ ثلاث ساعات ربما برًّا، يعني ربع ساعة أَوْ نصف ساعة ممكن تصل جوا، لماذا؟ للامتهان، لا يوجد لديهم، أولاً الناحية الأمنية، الأمم المتحدة نسقت للجنة الاقتصادية كان على أساس أن تذهبَ إلى بلد ما، هذه لجنة اقتصاديةٌ بالتنسيق مع الأمم المتحدة تم اعتقالها، تعتقل في عدن بتهمة العائلة، بتهمة المنطقة، وبتهمة المحافظة، منطق لا يوجد فيها أمن، ميليشيات منفلتة، ومتعددة، لا رأس لها، تذبح الأسرى، تقتل الأسير، وتأتي بي إلى مطار عدن، لا توجد فيه حتى، سؤال، هذا الوفد الذي قدم من الرياض، قدم من الرياض، لا نسبهم نحن، هذا شيء واضح، هل يوجدُ شخصٌ واحدٌ منهم جاء من أراضي الجمهورية اليمنية، هم يقولون بأنهم سيطروا على 85%، هل قدم واحد منهم من مطار عدن؟ هل يجرؤ أحدٌ منهم أن يعود، لا يوجد حتى، هذا شيءٌ مؤسفٌ يجب أن نتحدث عنه، الموجودون في الوفد أنفسهم كانوا يقولون على انفراد، نحن ذهبنا إلى عدن لجولة سياسيّة كوزراء ساعات، شاهدنا الموت، عُدْنَا على الفور، الأمم المتحدة تحتاجُ تنسيقاتٍ مع الدولتين، المبعوث يحتاجُ تنسيقاً مع السعوديّة والإمارات، ثم السعوديّة والإمارات بينهما احتكاك، هذا يقول نعم، بعدها يقول لا، وتحاول الإمارات أن تقدم رسائلَ في الميدان وتظهر في الإعلام أُخْــرَى، يعني مهزلة، هذا مقايضة بمِـلَـفّ إنْسَاني، فتح مطار، نحن قلنا، السؤال الذي كنا نطرحه، ما هو الذي تريدوه في مطار عدن؟ ما هي الإجراءات؟ التأكّد من الركاب، نحن مستعدون، إذَا كانت الأمم المتحدة تريدُ أن تتأكّدَ أن مطارَ صنعاءَ وفق المعايير، وزير النقل في صنعاء اتصل بنا وقال مطارُ صنعاء جاهزٌ لاستقدام الطائرات وفق المعايير الدولية، هو ليس المطار يفتح لأول لحظة، ثم قلنا لهم ما هو الهدف؟ قالوا حتى يتم تهيئة المطار، قلنا ما الإقلاع والهبوط هو إقلاع وهبوط، إلى عدن وإلا إلى أمريكا يعني ايش المسألة، كلام سخيف وغير منطقي، إذن المسألة، قالوا نريد، يعني نحن نعرف ما هي أهدافهم، أهدافهم يريدوا حتى في المِـلَـفّ الإنْسَاني يقدم حفظ ماء وجه، واعتبارات؛ لأَنَّ للسعوديّة، واعتبارات، ما هو الذي تريدونه؟ التأكّد؟ ألا تعلم أن هذه المرحلة الأولى التي كنا نناقش فيها، يا تذهب إلى مطارين، إلى القاهرة أَوْ إلى عمان في الأردن، يعني ما هما مطاران يتبعان التحالف، فيهما الأمن السعوديّ ويعتقل أي شخص آخر، هذا امتهان، هذا تعسف، وكنا نستغرب اليوم مع السفراء، قالوا هناك تعثر في موضوع المطار وهذا مِـلَـفّ إنْسَاني، قلنا أنتم من تقايضون بالمِـلَـفّ الإنْسَاني، يجب فتح مطار صنعاء بدون شرط، بدون شيء، لديكم تحفظ أمني فلتأتي لجنة من الأمم المتحدة تتأكّد من الركاب، تتأكّد من الأسماء، تتأكّد، هل الاتّحاد الأوروبي كان قد طرح مشروعا تحت عنوان الدعم اللوجستي، أن المطار يكون مجهز، لا يوجد فيه إنارة، قلنا لا يوجد لدينا مانع نستفيد من أي شركة أُخْــرَى تأتي دولة مانحة تقدم هذه الخدمات في المطار، لا يوجد لدينا مانع، لكن أن تفقدوا صنعاء، العاصمة الوطنية اليمنية الأولى تأريخياً على مدار السنوات، ليس منا استهداف لعدن، لكن قلنا أولا أمنوا أنفسكم أنتم الحكومة في عدن وارجعوا إلى عدن، كنا نطرح، كانوا يقولون يجب أن تذهب الطائرة إلى عدن، قلنا يجب أن تذهب حكومتهم إلى عدن، أولاً يجب هم أن يذهبوا إلى عدن، يعني تأتي لتطلب شيئاً غير صحيح، ولهذا نحن رفضنا، قدمنا نحن مقترحات، قدّمنا الكثيرَ من التطمينات، وللأسف هم رفضوا، هم وضعوا بين خيارين، عدم فتح المطار من صنعاء إلى هذه الدولتين كمرحلة أولى ثم إلى دول أُخْــرَى هو تعسف، السؤال الذي كنا نطرحه، ما هو السبب الذي يجعل عدم فتح مطار إلى القاهرة مباشرة، أمنيا؟ طيب المطارات تتبع التحالف، ومستعدين لإجراء التفتيشات والترتيبات اللازمة ومستعدون أن تكون الأمم المتحدة حاضرةً وأن تتأكّد، بل طرحنا مقترحاتٍ أَكْثَــرَ من ذلك، لكن للأسف هم لا يريدون فتحَ المطار.

 

– كان لكم أَكْثَــر من مقترح في هذا الإطار؟

نحن طرحنا مقترحاتٍ في الجانب اللوجستي والأمني والسلطات وأن تكونَ تحت السلطات الموجودة في المطار بدون تدخُّلٌ من أي طرف، وقلنا سوف نعلن ذلك، لم يكن الهدف من نقل مطار صنعاء إلى عدن له أي معنى، حتى قالوا ترانزيت، قلنا ولماذا يذهب، لماذا يذهب؟ إذَا هناك طائرة أُخْــرَى تريد أن تأتيَ من عدن إلى صنعاء بركاب لا يوجدُ مشكلة، لكن لا، أن تأتي بالمسافرين يذهبوا إلى هناك، ثم نحن لا نضمن أن تكونَ هناك إجراءات تعسفية بحقهم، الأمم المتحدة لا تستطيع أن تخرج شخصاً واحداً سجنهم، الأمم المتحدة لا يوجد بيدها شيء، نحن لا يمكن أن نقبل أن نفرط، وطرحنا عليهم مسألة أُخْــرَى، أَكْثَــر من (12 ألف) عالق خارج اليمن، لماذا لا يعودون عبر عدن؟ لا يستطيعون.

 

– فيما يتعلق بالمِـلَـفّ الاقتصادي أستاذ محمد تم التوصلُ إلى تفاهُمات متقدمة، نحن كإعلاميين هنا من واقع المتابعة هذا الأسبوع كنا نسمع أن المِـلَـفَّ الاقتصادي هناك تقدم، هناك ليونة من الطرف الآخر في هذا الإطار، إلى أن وصلنا إلى اليومين الأخيرين انقلبت الأخبار، ما الذي حصل، لماذا لم يتم التوصل إلى اتِّفَـاقات في هذا الإطار؟

مِـلَـفُّ الاقتصاد يشبه تَمَاماً مِـلَـفّ المطار، يعني إجراءات تعسفية، اتفقنا فنياً وإدارياً على أن تكون الإيرادات الموجودة في الشمال كما هي في المناطق الأُخْــرَى يجبُ أن تذهب للرواتب، اتفقنا على هذا، الجانب الفني واللوجستي لدى البنك المركزي في صنعاء أقوى بكثير من أي مكان آخر، ويجب أن يكون هناك تنسيق في كيف يتم الصرف، والحفاظ على السعر والإيرادات وما شابه ذلك، الطرف الآخر، للأسف الطرف الآخر رافض، بل يريد أن نحافظَ في الشكل أن الحكومة ما تسمى بحكومة هادي هي من تكون معنية بالدور وبالرقابة والاشراف هذا كارثي؛ لأَنَّها تمارِسُ أعمالاً عدائية بحق اليمنيين في جانب الاقتصاد، من الذي طبع العُملة بمستوى لحسب المِـلَـفّ الاقتصادي الموجود، أفادوا بأن ما طُبِعَ في هذا العام أَكْثَــرُ من ما طُبع في ستٍّ وعشرين سنة ماضية، ثم أكّدوا أن العجز في عام 2017 رغم أن لديهم طبعَ عُملة ولديهم موارد ولديهم كُلّ شيء كان أَكْثَــر لديهم مما لدينا بالرغم لدينا نحن أَكْثَــر موظفين وأَكْثَــر كثافة سكانية وأَكْثَــر مشتريات وهم لا يوجد بل لا مقارنة بالنسبة للكثافة السكانية والاحتياج الاقتصادي ومع ذلك كانت لديهم ما يقارب 900 مليار.

إذاً المسألة، كان هناك نقاشٌ في اللحظات الأخيرة، كان هناك بعضُ المصطلحات وقدّم وفدُ صنعاءَ مرونةً بالغةً واللجنة الاقتصادية وأنا أتمنى أن تقوموا بإجراء مقابلة مع المعنيين في المِـلَـفّ الاقتصادي لديهم خلفية أَكْثَــر منا في توضيح بعض التفاصيل، ليست تفاصيلَ سياسيّة هي تفاصيل فنية؛ لأَنَّه أَيـْـضاً كان الحديث عن الأنبوب الممتد من مأرب إلى البحر كيف أن يكون تحت مسؤوليات من وكيف يتم تشغيله، كنا مرحبين ونحن من طرح هذه الفكرة ومسألة دفع الرواتب كان طلبنا الأساسي لكن هم عرقلوا لاعتبارات شكلية أنه لا بـُـدَّ أن تعلنوا انكم تقبلوا بأشياء لم يكن القبول بها من طرفنا فقط لفظياً.

يعني لو قبلنا نحن بها باعتبار لفظي هو أن نقولَ للحكومة، لم يكن لدينا مشكلة في هذا، كانت المشكلة أنه من اليوم الثاني لن يصرفوا الرواتب ثم لا سيحملون الطرف الآخر المسؤولية والسبب أنه لا يوجد لديهم مسؤولية، لو كان لديهم مسؤولية لصرفوا الرواتب، هم الأمم المتحدة قالوا: إن صرف الرواتب مسؤولية الحكومة اليمنية، قلنا ممتاز ليصرفوا هل منعناهم حتى بالإيرادات الموجودة لدينا، فليصرفوا، قالوا لا حتى في هذه النقطة للعلم الأمم المتحدة رفضت أيَّ دور نحن طالبنا أن يكون للأمم المتحدة دور رقابي على الجانب المالي في اليمن تراقب الطرف الذي هنا والطرف الذي هناك، الأمم المتحدة رفضت.

 

– لماذا رفضت الأمم المتحدة هذا الدور؟

لأنها تريدُ أن تتنصَّلَ عن أية مسؤوليات بعد عشرة أيام بعد عشرين يوماً لن تُصرف الرواتب وهي تريد أن تقولَ أنا لا أتحمّل المسؤولية في هذا الجانب، وهناك حكومة اذهبوا إليها، الحكومة الأُخْــرَى هي لو بيدها أن تقطعَ عليك الماء والهواء لفعلت ذلك.

 

– هل هذا التقدم الذي يراه كثيرون أنه تقدمٌ طفيف جداً يشجّعُ لجولة مشاورات قادمة خَاصَّــةً وأن أهم نقطة في هذه المشاورات وهي الإطار العام لم يتم التوصل فيها حتى لإطار عام شامل؟

دعني أقولُ إنه ليس صحيحاً أننا لم نتوصّل إلى إطار شامل، الطرفُ الآخرُ رفض الإطارَ وفي اللحظات الأخيرة أكّد الطرف الآخر أنه موافقٌ ولكن يريد نقاشَ الإطار في الجولة القادمة، الإطار العام الذي وصلنا إليه نحن نتمسك به؛ باعتبار أنه أرضية للحوار القادم ولا يوجد فيه تفاصيلُ هو إطارٌ عام يجبُ أن نذهبَ إلى مشاورات أُخْــرَى تناقش آليات التفصيلية لهذا الاتِّفَـاق، نحن نعتقد أنه على الأقل أمامنا مسودة أفكار بها اتِّفَـاق ميناء الحديدة، أفكار لفتح مطار صنعاء، إجراءات بناء الثقة الاقتصادية وإطار للمفاوضات تعتبر على الأقل لدينا مستندات نُلزم بها الأمم المتحدة ليس الطرف الآخر، في الإطار العام نحن تحدثنا مع الأمين العام للأمم المتحدة يمكن نص ساعة حول الإطار، وقال الإطار احنا معكم وهو نحن سنتبناه ونذهب به إلى مجلس الأمن، قلنا هذا الإطار أمام الأمم المتحدة خيارين فقط إما أنها ستبدأ من الصفر وكل هذا النشاط الذي قامت به لا شيء ولا… العملية السياسيّة في اليمن، أَوْ أن تعلن الأمم المتحدة أن هذا إطارها كما سلّمته إلينا وتذهب به إلى مجلس الأمن وتضغط به على المجتمع الدولي ونصل إلى المشاورات القادمة بدون أفكار أُخْــرَى، ممكن نناقش الآليات ونناقش التفاصيل، هم حتى أكّدوا أن الطرف الآخر وافق عليه لكن هناك مخاوفُ وما شابه ذلك، ليس الطرف الآخر، في الجلسة السفير الأمريكي كان واضحاً أن الإطار العام يجب أن يكون للمرة الأُخْــرَى حتى السفير الروسي قالها بصريح العبارة نحن السفراء من قمنا بصياغة الإطار العام، هذا شيء يجب أن يكون واضح.

فعموماً نحن الحوار الذي أجريناه فيما يَخُــصُّ أن نعتبرَ ما قدمناه تقدماً جيداً لعدة أسباب، السبب الأول أن الوفد الوطني القادم من صنعاء أثبت أنه بمستوىً عالٍ جِــدًّا من المسؤولية والإنْسَانية، وأثبتنا أمام الأمم المتحدة والعالم أننا دُعاةُ سلام وأننا هذه الحرب فُرضت علينا وأنه لا خيارَ لدينا الا المواجهة، النقطة الثانية أمام شعبنا اليمني أن يكون يقظاً ومستعدًّا، فما قدّمناه من تنازلات ومسؤوليات لا يوجد بعدها إلا تدمير اليمن أَوْ سحقُه أَوْ تسليمُه للقتل والذبح والتنكيل كما يحصل في المناطق الأُخْــرَى وَربما أسوأ، النقطة الأهم لدينا أمام المجتمع الدولي لم يعد لديهم ما يقولون لنا، هم يقولون في الجلسات أنتم أَكْثَــر مرونة وأَكْثَــر حتى تقديم الأفكار الطرف الآخر، لا، لا، سنتصل، لا يوجد شيء، نحن حتى وإنْ حصل مشكلة نأتي بفكرة إذَا ما تمكّنا نعالج الفكرة يعني لدينا جزء كبير جداً من الأفكار لا يعني ذلك أننا نريد فقط أن نقدمَ تنازلاتٍ في مجرد تنازلات، نحن نقدم التنازلات في الإطار الذي يحافظ على وحدة وسلامة وكرامة واستقلال وسيادة اليمن.

هذه التنازلاتُ التي ممكن أن تُقدَّمَ في إطار إنْسَاني في فتح ممرات فيما شابه ذلك هي مسؤولية علينا وهي مطلبنا في الأساس منذ البداية؛ ولهذا نحن نعتبر أن ما قدمناه شيءٌ جيد بل ومهم أننا في هذه المشاورات لدينا حزمةٌ جديدةٌ من الأفكار السياسيّة والأمنية والمطار والاقتصاد والأسرى، يبقى الرهان هل سيلتزم الطرف الآخر؟ هذا ما سيحدّدُه الميدانُ والواقعُ والشعبُ اليمني وهو ما سيثبته مَن يدعّي الآن أنه حقّق شيئاً ممتازاً، أعلن وقفَ العمليات العسكريّة وابدأ بتنفيذ هذا الاتِّفَـاق، فنحن حاضرون لتنفيذ كُلّ ما اتفقنا عليه والخطوة التي يجب أن تُشكل لجان ميدانية وأن تقوم الأمم المتحدة بعملها، هذا ما سنراه في المستقبل، لكن أنا أشدّد على ضرورة أن يكونَ الجيشُ والأمن واللجان الشعبيّة حاضراً، نحن مَدَدْنَا يدَ السلام بكل شموخ يد السلام المشرّفة، جئنا من أجل السلام وليس الاستسلام ويدنا الأُخْــرَى ممدودة لحمل السلاح لمواجهة أي عدوان استمرَّ بأي شكل من الاشكال ولدينا قناعة أن استمرار الحرب واستمرار المعركة الآن ستكون أَكْثَــر في عدالتها؛ لأَنَّنا نشرنا مظلوميةَ اليمن في العالم ورأى العالم مَن هو المتعجرف، رأى العالم مَن يقول لا أريد الا الاستسلام والقتل والتدمير والانسحابات حتى بمنطق الانسحابات انسحابات على أي أساس.

نحن قلنا للسفراء، قلنا نحن لسنا بحاجة أن نأتيَ لنتحاور ليقولَ سلّم سلّم، ما هذه لغة أربع سنوات، ومن صمد أربعة أعوام في مواجهة عدوان به سبعةَ عشرة دولة وبه أنفق من الأموال ما هو كفيل لبناء مستعمرات دولية جديدة، وصمد في مواجهة حصار اقتصادي وصمد في مواجهة حصار شامل وكامل وكفيل وقادر أن يصل إلى الانتصار الحقيقي بوجوده كشعب يمني ممتد له حضارة تأريخية كبيرة جداً من النضال ليصلَ إلى مرحلة انتصار حقيقي مشرّف للشعب اليمني، لسنا حاقدين على الطرف الآخر، هم إخوةٌ بالنسبة لنا، تعالوا إلى كلمة سواء نتحاور ونتفاهم بعيداً عن السباب بعيداً عن الاتهام وافهموا أن العالمَ يريد أن نتحاربَ، حتى الأمريكيون يريدون أن يبيعوا السلاح والسعوديّون في ورطة؛ لأَنَّهم وصلوا إلى مرحلة لا أُفُقَ في هذه الحرب، هم حالة هل أحد يستطيع أن يقول الشعب اليمني في موقف إلا المنتصر لم يحقّق الطرف الآخر إلا القتل والدمار.

لعلك ضمنت إحدى الرسائل في حديثك رسالة لأبناء الشعب اليمني الذي يسمع اليوم الكثير من الإرجاف والتهويل والتشكيك، رسالة أُخْــرَى للأبطال في الساحل الغربي الذين أجبروا بالفعل العدوّ على أن يرضخ للحَـلّ السياسيّ.

شعبُنا اليمني يكونُ على ثقة ليست هذه هي المرة الأولى التي نخوض جولة مشاورات وليس هناك أي جديد في إطار الثوابت الوطنية ممكن أن نتخلى عنه بالمطلق، ثوابتنا واضحة وفي حوارنا نحن نقدم المرونة ونقدم المصداقية؛ حرصاً على هذا الشعب اليمني إذَا استمرت الحرب واستمر العدوان سيكون هذا الشعب اليمني أَكْثَــرَ قوةً وأَكْثَــرَ استبسالاً وأَكْثَــرَ اندفاعاً، ولا مؤشرات للآن أنهم يريدون وقف للحرب.

نحن نبدي التفاؤلَ في محل التفاؤل ونحن نتمنى ونتطلع إلى ذلك، لكن لا مؤشرات حقيقية أنهم ذاهبون لوقف الحرب وسترى ذلك وستسمع، نحن نتمنى أنهم ما يقولونه حقيقة ونحن مستعدون أن نعطيَهم حفظَ ماء الوجه ليقولوا ما يشاؤون، لكن نحن نهيبُ بأبناء شعبنا اليمني أن يكونوا بمستوىً كبيرٍ جداً من اليقظة والحذر، في الساحل الغربي بالذات؛ لأَنَّه -ونحن قلنا هذا للأمم المتحدة- عندما قالوا نعلن هُدنةً في تعز قلنا الوضع في تعز في حرب أنتم إن أعلنتم هُدنةً ستعملون تحديثاً في العمل العسكريّ، لا بـُـدَّ للوقف أَوْ اتركوا الأمور على ما هي عليه نفس الحال في الحديدة من المتوقع أن يقوم العدوان باختلاق الأكاذيب وأن الطرف الآخر غير موافق وأن الطرف الآخر لا يريد الحَـلّ نحن نقول لا، نحن نعم مع الحَـلّ، نحن مع هذا الاتِّفَـاق الذي اتفقنا عليه بشكله الحالي لنذهبَ إلى تنفيذه وسيتضح من هو الذي لا يريد تنفيذ هذا الاتِّفَـاق، شعبُنا اليمنيُّ يجبُ أن يُقَدِّمَ دعماً كبيراً للجيش والأمن واللجان الشعبيّة في مختلف الجبهات، ونحن في معركة وطنية ومنازَلة تأريخية وخُضنا معركةً سياسيّةً وكنا في كُلّ لحظة نتذكرُ الشعبَ اليمني، نتذكر الجرحى، نتذكر المرضى، نتذكر الشهداء؛ لأَنَّنا في معركة وطنية كبيرة جداً؛ ولهذا نحن واثقون مِمَّا نعمل، القوى السياسيّة واثقة مما تفعل، لم نعمل شيئاً إلا بتنسيق على مستوانا كوفد وعلى مستوانا كقوى وطنية في صنعاء، من حزب المؤتمر الشعبي العام ومن المجلس السياسيّ، اللقاء المشترك، الأحزاب السياسيّة، اللجنة الثورية، القيادات السياسيّة، رئاسة المجلس السياسيّ الأعلى مشكورة التي كان لها دورٌ كبيرٌ جداً في دعم وتشكيل الوفد وإحاطة الوفد بكثير من الوئام والود والإخاء.

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024